أخبارنا المغربية
عبدالاله بوسحابة : اخبارنا المغربية
لم يكن أحد يتوقع ذلك السيناريو الذي اسفرت عنه نتائج انتخابات الغرف المهنية بالمغرب ، و التي منحت حزب الاصالة و المعاصرة حصة الاسد إلى جانب حزب الاستقلال ، في مقابل تراجع صارخ لحزب العدالة و التنمية الحاكم ، نتائج ربما جاءت لتزكي موقف الشارع من حزب المصباح الذي بدأت شعبيته تتراجع تدريجيا ، خاصة بعد تنكره لوعوده التي سبقت توليه رئاسة الحكومة ، اتخاذه لمجموعة من القرارات ضد مصالح الشعب ، في مقابل تستر و تعايشه مع الفساد الذي رفع شعار محاربته قبيل الانتخابات التشريعية .
تم إن مجموعة من التصدعات والاستقالات و الفضائح التي عاش على وقعها حزب العدالة و التنمية ، خلال ولايته الحكومية المشرفة على نهايتها ، كان لها ما كان من أثر سلبي على صورة الحزب الذي فقد كثيرا من بريقه و اشعاعه السابق .
و في مقابل ذلك اختار حزب الاصالة و المعاصرة نهج أسلوب الصمت الحذر في ممارسته للمعارضة ، حيت اختار مراقبة المشهد العام بأسلوب مكنه من ربح بعض النقاط ، عكس حزب الاستقلال الذي نهج اسلوب الهجوم في ممارسته للمعارضة ، و اختار أساليب قيل عنها ما قيل ، في مشاهد أثارت سخط القصر و الشعب في كثير من اللحظات .
و بالإعلان عن نتائج الغرف المهنية تتبادر إلى الأذهان أسئلة عديدة تطرح نفسها بإلحاح ، خاصة و نحن على بعد أيام معدودات من موعد الانتخابات التشريعية، و هي ، هل ستكون لهذه النتائج وقع و تأثير على نتائج الانتخابات الجماعية العامة للمملكة ؟ و هل تمثل هذه النتائج فعلا إرادة الشعب المغربي ، ام أنها فقط مجرد صدفة تدخل فيها اعتبارات مهنية ؟ هل هي تمهيد صريح لإعلان كل من حزب الاصالة و المعاصرة و الاستقلال كمهيمنين على رأس الجماعات المحلية بالمغرب ، تماما كما حصل بالنسبة للغرف المهنية ؟
كلها اعتبارات ترسخت بشكل قوي في مخيلة المواطن المغربي البسيط الذي اصبح اكثر المام و معرفة بالمشهد السياسي ، و أصبح بإمكانه تقييم أداء كل حزب على حدا ، الأمر الذي اكسبه قناعات أكيدة ، ستتبلور لا محالة من خلال صناديق الاقتراع التي ستكون لها الكلمة الفيصل في هذا الصراع الانتخابي المرتقب .
