الرئيسية | سياسة | الإنجاز الجزائري الخارق!

الإنجاز الجزائري الخارق!

بواسطة
حجم الخط: Decrease font Enlarge font
الإنجاز الجزائري الخارق!
 

بقلم: اسماعيل الحلوتي

مرة أخرى ولا نعتقدها الأخيرة، يتأكد للجميع أن العصابة الحاكمة في قصر المرادية بالجزائر التي تصر على معاكسة المغرب ومحاولة تعطيل مساره التنموي الناجح، بالإضافة إلى افتقارها لملكة الخلق والابتكار، بلغت من الإفلاس الفكري حدا لا تحسد عليه، حيث أن الرئيس الصوري عبد المجيد تبون وكبير "كابرانات" العسكر الرئيس الفعلي للجزائر السعيد شنقريحة ومن يدور في فلكهما، إمعانا منهم جميعا في صرف أنظار المواطنين الجزائريين عن مشاكلهم الداخلية الحقيقية، التي لم يعد يجدي نفعا تعليقها على مشجب المغرب أو ما باتوا يطلقون عليه "العدو الخارجي"، يعملون بشتى الوسائل المتاحة على توظيف أي شيء يرونه كفيلا بإلهاء الشعب.

ففي الوقت الذي استطاع فيه المغرب بفضل دعم وتعليمات قائده المفدى الملك محمد السادس قطع خطوات عملاقة في مجال الصناعة وخاصة صناعة السيارات، وأصبح حاضرا في خطط كبريات الشركات الصناعية العالمية، وأمسى مؤهلا لأن يكون واحدا من المراكز الأكثر تنافسية في العالم على مستوى صناعة السيارات. وبعدما تمكن من لفت أنظار العالم يوم 15 ماي 2023 على إثر الحفل التاريخي الذي أقيم بالقصر الملكي بالرباط من أجل تقديم نموذج سيارة أول مصنع مغربي، والنموذج الأولي لمركبة تعمل بالهيدروجين قام بتطويرها شاب مغربي، وهما مشروعان مبتكران من شأنهما تعزيز علامة "صنع في المغرب"، وتدعيم مكانة المملكة الشريفة كمنصة تنافسية لإنتاج السيارات.

وفي الوقت الذي تستفحل فيه معاناة المواطنين الجزائريين في ظل ندرة المواد الغذائية كما يتضح من خلال الطوابير الطويلة أمام المحلات التجارية والأسواق التي لا تكاد تنتهي إلا لتعود من جديد، وارتفاع معدلات الفقر والبطالة، أبت السلطات الجزائرية إلا أن تدير ظهرها للأزمات المتوالية وتصم آذانها عن الصرخات المتواصلة والداعية إلى الانعتاق من قيود "الاستعمار" العسكري الأخطر وإقامة دولة مدنية، وتتجه صوب إقامة تمثال ضخم للأمير عبد القادر (1808-1883) على قمة جبل "موجاجو" بمدينة وهران قبل نهاية العام 2024، على أن يبلغ علوه إلى 42 مترا حتى يتجاوز تمثال "سانتا كروز" في مدينة ريو ذي جانيرو الأعلى في العالم بعلو يصل 39 مترا فقط، وفق ما أدلى به والي وهران سعيد سعيود من تصريحات يوم الخميس 25 ماي 2023 أمام مسؤولين محليين، في تزامن مع الذكرى ال140 لوفاة الأمير عبد القادر بن محيي الدين الجزائري، التي توافق السادس والعشرين من شهر ماي.

ولا نظن أن هناك مواطنا عربيا حرا يعترض على هكذا مشروع ضخم لتكريم أحد رموز المقاومة ضد الاستعمار الفرنسي ومؤسس الدولة الجزائرية، الذي أمر بإنجازه الرئيس عبد المجيد تبون بتكلفة 1,2 مليار دينار جزائري، أي ما يعادل نحو 9,5 مليون دولار أمريكي. فحسب والي وهران الذي تسلم الغلاف المالي الخاص بالتمثال/المشروع، سيكون الأمير عبد القادر ممتطيا فرسه وحاملا سيفه، الذي سيزود بتقنية الليزر باتجاه قبلة المسلمين في مكة المكرمة، بينما ستكون لفرسه خمس دعامات نسبة لأركان الإسلام الخمسة، كما سيحيط بالتمثال منتزه ذو شرفة بطول يفوق 20 مترا، تطل على كامل مدينة وهران وخليجها. فيا له من إنجاز تاريخي خارق!

بيد أن ما يعترض عليه المواطنون المستاؤون وهم كثر، هو أن يأتي مثل هذا المشروع في وقت تمر فيه الجزائر بظروف عصيبة، جراء تفاقم الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية والسياسية التي يتخبط فيها الشعب الجزائري الشقيق، أمام سوء التدبير وتبديد ثروات البلاد والعباد في دعم ميليشيات البوليساريو الانفصالية والإرهابية وشراء ذمم بعض منعدمي الضمير وضعاف النفوس من الإعلاميين والبرلمانيين في أوروبا وبعض القادة في القارة الإفريقية. حيث لم تلبث مواقع التواصل الاجتماعي أن اشتعلت بالتعليقات الساخرة وردود الفعل المتباينة بين مؤيد للمشروع ومعارض له، إذ هناك من علق مستهزئا بما قدمه والي وهرن من معلومات خاطئة ومضللة، وتساءل كيف لمسؤول من مستواه أن يتحدث عن إنجاز أعلى تمثال في العالم بعلو 42 متر فقط، ناسيا أن أنه يوجد في العالم عدة تماثيل يفوق علوها المائة متر، وأن تمثال الحرية بأمريكا مثلا يبلغ علوه 93 مترا، فيما تمثال الوحدة في الهند لرئيس الوزراء الهندي السابق "سردار فلا بهباي" يبلغ من العلو 183 مترا؟ 

وإذا كان من مؤيدي فكرة بناء تمثال بتلك المواصفاة من يعتبر أنه سيعزز الهوية العربية والإسلامية للجزائر والتذكير بالمقاومين الأفذاذ الذين كانوا مثالا للتضحية والمقاومة في مواجهة المستعمر الفرنسي، ففي المقابل هناك فئات عريضة من الغاضبين ترى في تلك الكلفة المالية تبذيرا للمال العام لا مبرر له، ومجرد حلقة من مسلسل هزيل يراد من خلاله شغل المواطنين عن قضاياهم الجوهرية وتخدير عقولهم. وإلا ما معنى صرف 120 مليار على شخص يحتاج فقط إلى الدعاء له بالرحمة والمغفرة، بينما عامة الشعب تشكو العوز وتفتقر إلى أبسط مقومات الحياة الكريمة والحقوق الإنسانية؟

شيء جميل أن يفكر "الكابرانات" في تكريم رموز المقاومة الجزائرية بواسطة صناعة تماثيل تليق بتاريخهم المجيد، بيد أن الأجمل منه أن يفكروا في الأحياء قبل الأموات، إذ كان يكفي إنصاف الرجل مثلا من خلال المنهج الدراسي أو الإنتاج السينمائي، والعمل على استثمار تلك الميزانيات الضخمة في خلق مشاريع تنموية من شأنها النهوض بأوضاع البلاد والعباد، لكن للأسف أن "فاقد الشيء لا يعطيه".

 

مجموع المشاهدات: 28143 |  مشاركة في:

الإشتراك في تعليقات نظام RSS عدد التعليقات (8 تعليق)

1 | سلمى
المغرب فوق الجميع
المشكل هو ان الاجظير عبدالقادر كان مجرد عميل لفرنسا وليس مقاوم
مقبول مرفوض
1
2023/05/28 - 05:59
2 | من وهران
الحقيقة
لم يعد ينقصنا نحن الجزائريون سوى تمثال بومدين و تمثال بو تفليقة ولوحة كبيرة مكتوب عليها اذا لم تستحيي فافعل ما شئت....
مقبول مرفوض
2
2023/05/28 - 06:16
3 | UNE MALADIE INCURABLE
Les vauriens ils ont la maladie de plus fort du monde et en réalité ils sont les derniers au monde
مقبول مرفوض
1
2023/05/28 - 08:00
4 | بوعزة
واو
سيزوره الرئيس .لكنه سيسقط فوق رأسه لتحرير الجزاءر مرة أخرى من الجماجم الفارغة...
مقبول مرفوض
2
2023/05/28 - 08:58
5 | Laden
Bomba
الله هم زدهم وا بارك في إرتفاع والانخفاض
مقبول مرفوض
0
2023/05/28 - 09:34
6 | فاظل
لفظول
شغلهوم هذاك و احنا مالنا......
مقبول مرفوض
3
2023/05/28 - 10:23
7 | Hicham ben taieb
تمهلوا
واحنا مالنا؟؟؟؟؟ آسيدي بغاو يديرو تمثال لعبدالقادر الله يعاون!!!! دابا يقراو هاد المقال ويقولو المروك حسدونا حيتاش ماعندهومش بحالنا!!! المروك حاضيينا!!! المروك المروك!!! آسيدي فلوسهم هاديك يحرقوها يلوحوها يديرو بيها غرافيتي الله يبعدهوم علينا...
مقبول مرفوض
3
2023/05/28 - 11:21
8 | عبد الله
مشكلة في وضعية السيف .
بغض النظر عن شخصية عبد القادر بن محيي الدين التي يظهر من خلال الوثائق عمالتها و إنبطاحها لفرنسا وعدائها لسكان وهران و ماجاورها. فهناك مشكلة لسيف الليزر من التمثال الموجه نحو القبلة .فالمعلوم أن السيوف الإسلامية معقوفة عند طرفها و هذا سيخلق مشكلة توجيه الليزر فإذا كان السيف أفقيا فالضوء سيتوجه نحو الأعلى أو إلى الأسفل بعيدا عنها . أما إن كان رأسيا فضوئه سيكون موجها إما إلى إسبانيا أو إلى القبلة و في هذه الحالة الأخيرة فحامل السيف سيبدو أنه ليس مقاتلا و لا يعرف حمله. أما إن وضعوا له سيفا مستقيما غير معقوف فسيكون شبيها بسيوف الصليببين .
مقبول مرفوض
0
2023/05/29 - 11:58
المجموع: 8 | عرض: 1 - 8

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

التعليقات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع

من شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات

مقالات ساخنة