أخبارنا المغربية ــ الرباط
نوه أحمد البوكيلي، الأستاذ المتخصص في الفكر الإسلامي، بعبقرية المملكة وعلى رأسها إمارة المؤمنين، في تدبير ملف إصلاح مدونة الأسرة، معتبرا أن الملك محمد السادس مثل قمة الحكمة عندما دعا الحكومة والأحزاب والقوى الحية في المجتمع، إلى فتح المجال التواصلي بين جميع مكونات المجتمع حول تدبير هذا الملف.
وخلال لقاء تواصلي نظمته الفيدرالية الوطنية للمرأة التجمعية بتنسيق مع المنسقية الجهوية لحزب التجمع الوطني للأحرار بجهة الرباط سلا القنيطرة، يوم أمس السبت بمقر الحزب في الرباط، أوضح البوكيلي أن مراجعة المدونة ضرورة مجتمعية دعا إليها الملك، لهذا يجب أن يكون المغاربة مطمئنين بشأنها.
وسجل في كلمته خلال اللقاء المنظم تحت عنوان: "إصلاح مدونة الأسرة طريق نحو تأسيس أسرة متوازنة"، في إطار سلسلة لقاءات يعقدها حزب الأحرار، أن هذه المراجعة جزء لا يتجزأ من التطور المجتمعي، ولا تحتاج صراعات إيديولوجي وسياسية، وإنما نضج العقلية المغربية في التعاطي معها.
وانتقد تحول النقاش المجتمعي إلى أخذ بعد كاريكاتوري أحيانا، مبرزا أن ذلك يمكن من ترسيب حالات سيكولوجيا وثقافية في المجتمع. وأكد الأستاذ أن المغاربة في حاجة إلى بناء فقه أو علم أو ثقافة خاصة، تقوم على الاعتزاز بالانتماء إلى نموذج الأمة المغربية، الذي يغني المغربي عن كثرة النقاشات من أجل إيجاد حل للكثير من القضايا.
وفند المتحدث الخطاب التي تستخدم مضمونا لا علاقة له بالهوية والتربة المغربية، وبعض الخطابات السياسية التي تحاول الركوب على الدين لمآرب أخرى، مؤكدا في المقابل أن جلالة الملك حدد القواعد وأصل الضوابط، ليكون المغرب خلال تعديل المدونة بوصفه عملية ديمقراطية معتزا بهويته الحضارية.
وأشاد البوكيلي، بإحالة جلالة الملك هذه المسألة على مؤسسة العلماء، مشددا على أن في ذلك احتراما لهذه المؤسسة الدستورية، التي من اختصاصها الاجتهاد الشرعي. وأوضح في هذا الإطار، أن المغرب في تاريخه ينتمي إلى القراءة المقاصدية دون تطرف ولا تحجر، وإنما يعمل بالاجتهاد في ظل الاعتدال والوسطية.
واعتبر الأستاذ المتخصص في الفكر الإسلامي، أن تحويل كل هذه التوصيات إلى نصوص قانونية، يترجم حاجتنا إلى الاعتزاز بالانتماء إلى الأمة المغربية المتميزة بالإجماع الوطني حول الثوابت الدينية، وتدبير الخلاف، والتوحد حول إمارة المؤمنين.
