أخبارنا المغربية - عبد المومن حاج علي
تعيش ساكنة وزان على وقع استياء متزايد بسبب النقص الحاد في اللقاحات بالمراكز الصحية، مما يفاقم معاناة الأسر، خاصة تلك القاطنة بالمناطق البعيدة عن المراكز الحضرية، حيث بات الحصول على لقاحات ضرورية للأطفال أمرا صعب المنال، ما يجبر الآباء على الانتظار أو البحث عنها بطرق أخرى، غالبا ما تكون مكلفة ومرهقة.
سكينة.ج، واحدة من بين العديد من الأمهات اللواتي وجدن أنفسهن في مواجهة هذا الوضع، حيث صرحت لجريدة أخبارنا المغربية بأنها انتقلت رفقة ابنها إلى المركز الصحي الحضري المستوى 2 سيدي أحمد بوهدان لتطعيمه باللقاح المضاد للمكورة الرئوية، لكنها تفاجأت بعدم توفره، ما دفع الممرضة المكلفة إلى مطالبتها بالعودة بعد 15 يوما، على أمل أن يكون اللقاح متوفرا حينها، مشيرة إلى أن الأمر نفسه ينطبق على بعض اللقاحات الأخرى المبرمجة، وأضافت المتحدثة أن هذا الوضع يسبب لها إزعاجا كبيرا، حيث تقطن بعيدا عن المركز الصحي، ما يجعلها مضطرة إلى تحمل مصاريف إضافية للتنقل، ناهيك عن إهدار الوقت والجهد.
وأكدت مصادر متطابقة أن المشكل لا يقتصر على مركز صحي بعينه، بل هو وضع عام في العديد من مستوصفات الإقليم، وفق ما يؤكده العديد من المواطنين، حيث يجد الأمهات والآباء أنفسهم في رحلة بحث شاقة عن اللقاحات الأساسية، التي من المفترض أن تكون متاحة بشكل سلس، بالنظر إلى أهميتها في حماية صحة الأطفال والوقاية من الأمراض الخطيرة، لتضطر بعض الأسر مع استمرار هذا النقص إلى اللجوء إلى المصحات الخاصة أو الصيدليات، حيث تعرض هذه اللقاحات بأسعار تفوق القدرة الشرائية لكثير من العائلات، ما يطرح تساؤلات حول أسباب هذا الخصاص الذي يتكرر بين الفينة والأخرى.
وتتزايد مطالب الساكنة بتدخل الجهات المسؤولة في ظل هذا الوضع لضمان التزويد المستمر للمراكز الصحية باللقاحات الضرورية، مع وضع آلية واضحة لتفادي مثل هذه الاختلالات التي تمس أحد أبسط الحقوق الصحية للمواطنين، كما طالب البعض بضرورة تفعيل آلية التواصل ونشر الإعلانات الخاصة بعدم توفر اللقاحات بشكل دوري حتى لا تتكبد الأسر عناء التنقل نحو المراكز دون النجاح في تطعيم أبنائها.
يشار إلى أنه ورغم محاولات جريدة أخبارنا المغربية التواصل مع الدكتورة وفاء اجناو، المديرة الجهوية للصحة بجهة طنجة تطوان الحسيمة، للحصول على توضيح رسمي بخصوص هذا النقص في اللقاحات، إلا أنه لم يتم تلقي أي رد، ما يزيد من غموض الوضع ويطرح تساؤلات حول الإجراءات المتخذة لمعالجة هذا الخصاص الذي يؤرق الأسر بالإقليم.