بالتفاصيل...تدوينة فايسبوكية حولت حياة طالبة مغربية بقطر إلى جحيم
أخبارنا المغربية - محمد اسليم
لم تتصور "يسرى" أن تنتهي دراستها بسلك الماستر في الصحافة بمعهد الدوحة بقطر، بالشكل المرعب الذي انتهت عليه، تهديدات بالقتل، وتهجمات من طرف مجهولين بالمئات دفعتها "للهرب" نحو تركيا، إلا أن مأساة "يسرى" لم تنته، وكذلك التهديدات التي انتقلت للعالم الواقعي.
"يسرى" أكدت لموقع "يا بلادي"، أن قصة معاناتها، بدأت بنشرها لتدوينة فايسبوكية استنكرت فيها التمييز الذي يتعرض له الأشخاص الأجانب مقارنة بالسكان المحليين، فيما يخص إدارة الأزمة الصحية في قطر، علما أن عودة الشابة المغربية إلى المغرب تأجلت بسبب إغلاق الحدود بسبب فيروس كورونا.
بعد تخرجها بوقت قصير من المعهد، نشرت الصحفية الشابة تدوينة، وصفت فيها التمييز بين السكان المحليين والأجانب، فيما يخص الاستفادة من الخدمات الصحية، لتتلقى بعدها مجموعة من الرسائل التهديدية على مواقع التواصل الاجتماعي، ما دفعها إلى إقفال جميع حساباتها، لكن خوفها ازداد عندما انتقلت هذه التهديدات من الحياة الافتراضية إلى الواقعية.
ونقل الموقع عن يسرى قولها: "ما كان في البداية مجرد تدوينة كجميع التدوينات التي تنشر على الفيسبوك، سرعان ما أصبح مسألة تتعلق بأمن الدولة، ثم إشكالية قبلية تم التجاوب معها بشكل عنيف من قبل السكان المحليين" وأضافت "توصلت بحوالي 600 رسالة على حسابي بفيسبوك، تعرضت فيها للإهانة والتهديد المباشر بالقتل".
التهديدات انتقلت في مرحلة ثانية لتطبيقات المراسلة الفورية، والتي ترفق بصورة لها ومطالب برأسها، ليصل الأمر إلى توصل المعهد الذي كانت تدرس فيه كذلك، بهذه الرسائل عبر البريد الإلكتروني.
الشابة المغربية تلقت اتصالات هاتفية، من أشخاص قدموا لها أنفسهم كأمنيين بوحدة الجرائم الإلكترونية، وتم استدعاؤها، ما ضاعف من مخاوفها من ملاحقتها قضائيا، خصوصا بعد توصلها باتصال من السفارة المغربية بالدوحة، تبلغها خبر تأجيل رحلتها، وخوفاً من منعها من مغادرة البلاد، حجزت الشابة المغربية تذكرة وسافرت إلى إسطنبول.
وصول "يسرى" للعاصمة التركية لم ينه مشاكلها كما كانت تتوقع، حيث تحدثت عن تعرضها في إسطنبول لتهديد بمسدس من رجل يتحدث بالعربية، وقبلها بيومين هددها شاب آخر بالسلاح الأبيض وأجبرها على ركوب دراجته النارية، قبل أن يقودها إلى مكان معزول في إحدى الغابات، وقالت الطالبة المغربية إأنها تعرضت لـ "اختطاف" و"تهديد بالسلاح الأبيض" و"محاولة اغتصاب"، وأنها بعدها قدمت شكاية حول "الاعتداء الجنسي والضرب والجرح المتعمد".
"يسرى" أكدت أنها لم تعد تخرج من مقر إقامتها وأضافت: "شعرت بالرعب لأنني أرى أن حياتي في خطر كبير، لقد قمت بالحجز للحصول على تذكرة لمغادرة البلاد في 11 يوليوز. ولكن نظرا لفقداني لجواز سفري، أحتاج لإذن بالتنقل من طرف الخدمات القنصلية المغربية في تركيا".
محاولات الحصول على الإذن المذكور من المصالح القنصلية المغربية باسطنبول لم تنجح، على اعتبار أن الوثيقة تتطلب مسطرة خاصة كما كشفت ذلك "يسرى"، والتي أكدت أن حياتها في خطر من طرف العديد من الأشخاص، مستغربة عدم تسليمها الإذن بالتنقل الضروري لعودتها لديارها بالمغرب.
عدد التعليقات (23 تعليق)
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟