أخبارنا المغربية ـــ عبدالمومن حاج علي
في مشهد صادم وغير مسبوق، هز الوسط الصحي بإقليم وزان، خرج المكتب الإقليمي للنقابة الوطنية للصحة المنضوية تحت لواء الفيدرالية الديمقراطية للشغل ببيان تنديدي شديد اللهجة، عقب تعرض ممرضين اثنين لاعتداءات وصفت بـ"الخطيرة والمُهينة" داخل المستشفى الإقليمي أبو قاسم الزهراوي.
وتشير تفاصيل الحادثة، التي وقعت يوم الجمعة 11 أبريل 2025، إلى أن الممرض متعدد التخصصات (م. و) تعرض خلال أدائه لمهامه داخل المركب الجراحي المركزي لاعتداء لفظي وجسدي صادم، حين أقدم طبيب مختص في جراحة العظام على توجيه كلمات نابية وإهانات غير مهنية بحقه، قبل أن يعمد إلى طرده من غرفة العمليات بشكل عنيف.
ووفق البيان النقابي فقد قام الطبيب المذكور بدفع الممرض بأداة جراحية، ثم قام بإغلاق باب الغرفة على يده، متسببا له في كدمات وجروح بليغة على مستوى اليد اليمنى، مع تهديد مباشر بالتصفية الجسدية، في مشهد يصعب تصديقه داخل مرفق من المفترض أن يسود فيه الانضباط والاحترام المتبادل بين مكوناته.
ولم يكد الوسط التمريضي يستوعب وقع هذه الحادثة حتى فوجئ باعتداء آخر طال الممرضة (ل. ب)، العاملة بمصلحة التخدير والإنعاش، حيث اتهمت طبيبة تعمل بمصلحة المستعجلات بإهانتها لفظيا وتهديدها بالضرب أمام زملائها، في اليوم الموالي، السبت 12 أبريل.
وجاء الاعتداء الثاني حسب البيان ذاته، إثر نقاش مهني حول البروتوكول العلاجي، إلا أن الطبيبة – بدل الاحتكام إلى الحوار المؤسساتي – اختارت الرد بأسلوب لا يمت للمهنية بصلة، وصلت حد تحريض عائلة أحد المرضى ضد الممرضة المعنية.
وإزاء هذا التصعيد الخطير، عبر المكتب الإقليمي للنقابة الوطنية للصحة بوزان عن استنكاره الشديد، معتبرا ما جرى مسا خطيرا بكرامة الأطر الصحية، وتعديا صارخا على حرمة المرفق العمومي.
وحملت النقابة إدارة المستشفى مسؤولية توفير الحماية القانونية والمهنية لكافة الأطر، مطالبة بفتح تحقيق فوري وشفاف، وترتيب الجزاءات القانونية في حق كل من ثبت تورطه في هذه الاعتداءات.
وأكدت النقابة، في لهجة لا تخلو من الغضب، أن الصمت تجاه هذه التجاوزات يعتبر تواطؤا غير مباشر، محذرة من الاستهانة بما يتعرض له الممرضون والممرضات من احتقار وممارسات حاطة بالكرامة في ظل غياب آليات ردع حقيقية.
ودعت النقابة في هذا السياق الجسم التمريضي إلى رص الصفوف والانخراط الجماعي في كل المبادرات النضالية الرامية إلى وضع حد لهذا "العبث"، معلنة في ختام بيانها عن تنظيم وقفة احتجاجية تضامنية الأسبوع المقبل.
ودعى الإطار النقابي كافة الأطر الصحية للمشاركة بكثافة، تأكيدا على أن كرامة الممرضين والممرضات خط أحمر لا يمكن القبول بتجاوزه، كما جدد تشبثه بخيار التصعيد النضالي إذا اقتضى الأمر، مؤكدا أن زمن الصمت قد ولى، وأن عهد الدفاع عن الكرامة والحقوق مستمر "حتى آخر رمق"، على حد تعبير البيان.

ربيع
والله ماشفتو والو
سير للمستشفيات العسكرية و تفرج