أخبارنا المغربية - عبد المومن حاج علي
أفادت مصادر محلية بمنطقة أناسي بالدار البيضاء أن حادثا مأساويا هز الساكنة، بعد أن أقدم مجموعة من المواطنين على الاعتداء المبرح على شاب يعاني من اضطرابات عقلية ونفسية، ليلقى حتفه متأثرا بجروحه في واقعة جديدة من مظاهر "شرع اليد" التي باتت تظهر في المجتمع المغربي من حين لآخر.
الضحية، وهو شاب ينحدر من عائلة ميسورة، سبق أن اشتغل بدولة قطر قبل أن تنقلب حياته رأسا على عقب بعد أزمة عاطفية أدخلته في دوامة من الاضطرابات النفسية الحادة، الأمر الذي دفع والده إلى اقتناء شقة له بمنطقة أناسي حتى ينعم بالاستقرار بعيدا عن المشاكل، غير أن نوبات الهيجان التي كانت تنتابه بين الفينة والأخرى جعلته عرضة للاصطدام مع محيطه، وكان آخرها خروجه في حالة غير طبيعية حيث أقدم على تكسير زجاج بعض السيارات المركونة بالحي.
وبدل أن يتعامل الجيران مع الموقف بالحكمة اللازمة إلى حين تدخل السلطات، اختاروا اللجوء إلى العنف الجماعي، حيث انهالوا عليه بالضرب بالعصي والحجارة بطريقة وصفت بالوحشية، قبل أن يجروه نحو محيط العمارات وهو في حالة حرجة، لتأتي عناصر الأمن بعد ذلك ويتم نقله عبر سيارة إسعاف إلى المستشفى حيث فارق الحياة.
واعتبر نشطاء مواقع التواصل الاجتماعي أن ما جرى يدخل في خانة الجريمة الكاملة، إذ أن الضحية، وإن ارتكب فعلا مخالفا للقانون، فإنه كان يعاني من مرض عقلي يفترض معه أن يعامل وفق الضوابط الإنسانية والقانونية، خاصة وأن الأضرار المترتبة عن فعلته قابلة للتعويض المادي بحكم أن السيارات المتضررة مؤمنة، وأن والده الميسور كان قادرا على التكفل بتغطية الخسائر.
وفي أول رد فعل أكاديمي، قال الدكتور عمر الشرقاوي إن ما حدث بحي أناسي إن صح يعتبر "كارثة بكل المقاييس تعكس المعنى الحقيقي لشرع اليد"، مشددا على أن الدولة تتوفر على مؤسسات إنفاذ القانون الكفيلة بمعاقبة أي جان وفق الضوابط القضائية، غير أن بعض المواطنين ما زالوا يصرون على أخذ الحق بأيديهم في تصرف خطير يهدد السلم المجتمعي.

Tazi
التعدي
هدا الفعل الجرمي يؤكد بما لا يدع مجالا للشك بأن فينا وبيننا يعيش همج يتصرفون وفق منطق غابوا حيواني لا يراعي في الناس لا شفقة ولا رحمة، لو كان الأمر تعلق بهجوم أحدهم على الجموع بالسلاح الأبيض لفر الجميع لكن عندما تعلق الأمر بمختل عقليا الكل استرجل عليه واداقه من العذاب ما عجل برحيله، صراحة تصرف من عهد الجاهلية يندى له الجبين وجب مواجهته بالحزم وبالقانون ولو استدعى الأمر إرسال حومة كامله للسجن ليعلموا وبال تصرفهم.