الرئيسية | دولية | مقتل زعيم تنظيم داعش في " الصحراء الكبرى"..هل هي بداية اقتناع الدول الكبرى بالطبيعة الإرهابية لعصابة البوليساريو ؟

مقتل زعيم تنظيم داعش في " الصحراء الكبرى"..هل هي بداية اقتناع الدول الكبرى بالطبيعة الإرهابية لعصابة البوليساريو ؟

بواسطة
حجم الخط: Decrease font Enlarge font
مقتل زعيم تنظيم داعش في " الصحراء الكبرى"..هل هي بداية اقتناع الدول الكبرى بالطبيعة الإرهابية لعصابة البوليساريو ؟
 

بقلم : محمد بنوي

إذا كنا نحن المغاربة نقتنع أشد ما يكون الاقتناع، إلى حد اليقين، بأن مرتزقة جبهة البوليساريو التي تاويها الجزائر وتمولها وتحاول جاهدة ان تصنع منها بالقوة وضدا على التاريخ وضدا على كل الروابط التي تجمع بين  الشعبين المغربي والجزائري من اوصر الجوار والتاريخ والمصير المشتركين، أن هذا الكيان المصطنع قد تم زرعه في المنطقة ليكون أداة في يد حكام الجزائر، الذين تبين للجميع وحتى من بعض إخواننا في الجارة الشرقية، الذين صدقوا، لفترة طويلة، اسطورة نظامهم العسكري والتي اثبت الواقع بعد التاريخ عن طبيعتها الخرافية وعن خلفياتها الحقيقية المتمثلة في محاربة شعوب المنطقة، خاصة في المغرب الكبير، التواقة إلى الوحدة والحرية  والديمقراطية من اجل الاستفادة من الثروات والخيرات التي تزخر بها أراضيها الخصبة، ومن رأسمالها البشري، فإن الواقع الحالي، بأحداثه المتسارعة، كشف ماكان مستورا وأظهر الطبيعة الإرهابية لجماعة البوليساريو.

 عودة إلى التاريخ  و تفكيك الأساطير المؤسسة للاطروحة الجزائرية 

  إذا كانت الدولة المغربية التي تقودها الملكية الوطنية قد برهنت منذ القدم عن كل ما يمليه حسن الجوار من واجبات  من خلال ملوكها  الوطنيين والوحدويين وبالتحديد مع بداية دخول الاستعمارالى المنطقة عام 1830في عهد السلطان العلوي المولى عبد الرحمان  رحمه الله إلى عهد الملك محمد السادس  حفظه الله ،بخلاف حكام الجزائر   الذين ينجهون سياسة معاكسة لطموحات وتطلعات الشعبين الجارين . ان حقيقة النظام العسكري الجزائري  وأهدافه في التفريق بين الشعوب ومحاولة تحريف التاريخ وتغيير الجغرافية بخلق الأوهام وبيعها لشرذمة من المغرر بهم من قبيل" تقرير مصير الشعب الصحراوي وإقامة دولته  تحت اسم الجمهورية العربية الصحراوية "في ما يسمونه "الصحراء الغربية " ان ما يتحدث عنه عساكر الجزائر،ليس هو الحقيقة و  ليس هو الواقع فلا يوجد في المغرب إلا شعب واحد من طنجة الى الكويرة بساكنته  المتنوعة جغرافيا  وثقافيا ،فهناك سكان الريف وسكان الأطلس وسكان سوس وسكان الصحراء المغربية في الجنوب وأن مصير الشعب المغربي تم تقريره من خلال التورة الدائمة بين ملوك المغرب وشعبه ،فقد قرر مصيره  باستقلاله في 18 نونبر 1955 عن المستعمر الفرنسي واستكمل تقرير مصيره بتحرير اقليم طرفاي سنة 1958 وإقليم سيدي افني سنة 1969 ثم الملحمة الكبرى المتمتلة في المسيرة الخضراء المظفرة  سنة 1975  والتي توجت باسترجاع اقاليم العيون والسمارة  وبوجدور  وأخيرا عودة اقليم وادي الدهب إلى الوطن الام يوم 14 غشت 1979وسيستمر المغرب في استرجاع باقي الأراضي المحتلة تحت قيادة دولته الملكية . تم أن تقرير مصير المغاربة يتم -بعد بيعتهم  المتوارتة لملوك المغرب -في كل محطة انتخابية حرة حيت يتم اختيار من يمتل جميع السكان  في المجالس والمؤسسات التمثيلية والتشريعية وآخر هذه المحطات تلك التي نظمت يوم 8شتنبر 2021 والتي عرفت مشاركة مكثفة من طرف سكان الا قاليم الجنوبية في الصحراء المغربية ،وصلت نسبتها إلى أكثر من 65 في المائة بحضور ملاحظين دوليين . أما الوهم الكبير الذي صنعه عساكر  الجزائرمنذ عهد هواري بومدين " الجمهورية العربية الصحراوية"  فقد تحطم منذ البداية ولم يجد من يروجه إلا حكام قصر المرادية واعلامه  المتحكم فيه .فمن خلال ما قراناه  عن مفهوم الدولة فإنه يشير أولا  الى أرض وتانيا إلى شعب.فاين توجد ارض هذه الدولة المزعومة ؟ واين هو شعبها؟ فلايوجد تاريخيا شعب اسمه صحراوي بل هناك سكان الصحراء في جنوب المغرب كانت لهم روابط تاريخية وقانونية  مع سلاطين المغرب وبان مؤتمر برليين  الذي انعقد عام 1844و الذي من خلاله تم تقسيم أفريقيا بين الدول الاستعمارية هو الذي منح لإسبانيا احتلال جنوب المغرب وفي ذلك المؤتمر المشؤوم تم إطلاق اسم الصحراء الغربية الذي اخذ  أعداء وحدتنا الترابية بعد المسيرة الخضراء يستعملونه لتضليل الراي العام الدولي

 هل دقت ساعة الحقيقة 

 ان كل هذه المعطيات التاريخية الثابتة والتي لايمكن اخفاؤها او تجاهلها تؤكد انه لا وجود لحل  آخر  للنزاع المفتعل حول  الصحراء المغربية الا تحت  سيادة المملكة على كل أراضيها.لكن أمام رفض الطرف الأخر و  تعنته واستمرار دعمه للانفصال وللانفصالين فإن هذه الشردمة  من المرتزقة لايمكن إلا ان تكون إرهابية. فكل من خرج من أرض أجداده وتنكر لشعبه الأصيل ولدولته العريقة و تخلى حتى عن عائلته وأهله وأفراد من أسرته  فلا يمكن ان يصير إلا إرهابيا .

ان المتشبع بالفكر الإرهابي لا يؤمن و لا يقبل ان يخضع لسلطة الدولة بقوانينها  ولا يقبل التعايش والتعاون والمشاركة مع مواطنيه في تنمية بلاده من خلال الممارسة الديمقراطية مع ما تقتضيه من اختلاف في إطار الوحدة الوطنية وخضوع الأقلية للأغلبية حسب  نتائج  صناديق الاقتراع  .هذه هي المبادئ والأفكار التي لا يؤمن بها الإرهابي ولا يبقى أمامه إلا عمل العصابات وقطاع الطرق وما يؤدي إليه من عنف وسرقة ونهب- حتى المساعدات الإنسانية الدولية المقدمة لمحتجزي تندوف لم تسلم من السطو-  واحتجاز وتعذيب واغتصاب وقتل  - كما هو تابت بالأدلة في حق زعيمهم المجرم الرخيص المدعو غالي-   . وهذا كله يجتمع في سلوك ما يسمى " البوليساريو" .ان تسميتهم بالحركة او الجبهة أكبر منهم  لأن تلك التسميات ترتبط بشعب اغتصبت أراضيه  و أزيلت  دولته بالقوة ويقوم بتأسيس حركة وطنية من اجل التحرر كما هو الشأن بالنسبة للحركة الوطنية المغربية او جبهة التحرير الجزائرية إبان الاستعمار أما بعد الاستقلال فقد تحولت إلى جبهة لمناهضة المغرب ،او جبهة تحرير السودان او أرتيريا إلى غيرها من حركات التحرر في العالم التي كافحت من اجل استقلالها المشروع . أما هذه العصابة المسماة " البوليساريو " فلم يبق أمامها بعد الانتصار الميداني للقوات المسلحة الملكية المغربية الباسلة وتحرير معبر الكركرات الحدودي مع الجارة موريتانيا إلا الانتقال إلى الدول الإفريقية جنوب الصحراء وممارسة أعمال إرهابية تهدد أمن المنطقة ككل.  و الدليل على ذلك مقتل كبير   الإرهابيين  من طرف  القوات  الفرنسية يوم 16 شتنبر الجاري  في " الصحراء الكبرى" .هذا الإرهابي المدعو  " عدنان أبو الوليد  -لا أريد أن أضيف إليه الصحراوي كما ينشر في وسائل الإعلام لأن الإنسان الصحراوي كما عرف في تاريخ المغرب شخص طيب وكريم و متسامح و متمسك بالقانون ويخدم بلده ووطنه و دولته - هذا "الزعيم "كان  عضوا بارزا  في عصابة البوليساريا وفيها تدرب على حمل السلاح و تعلم فنون الإرهاب لنشر الرعب والاختلاف و الاحتجاز والقتل الأبرياء . ولاتستبعد عدة مصادر ان تكون عناصر تابعة لعصابة البوليساريو وراء جريمة القتل الهمجية التي أودت بحياة سائقين مغربين -رحمة الله عليهما - في مالي  كانوا على متن شاحنين لنقل البضائع .

 لكن التساؤل الذي يطرح نفسه بقوة : لماذا لم تأخذ الدول الكبرى المنخرطة في محاربة الإرهاب أينما يوجد و في أي مكان في العالم، تحذيرات المملكة المغربية والعديد من الخبراء الأكاديميين  الدوليين من أن جماعة البوليساريو تمارس أعمالا لا تقل وحشية عن  تلك التي تقوم بها  التنظيمات الإرهابية المعروفة عالميا ؟

لماذا لا يريد المنتظم الدولي ، خاصة دولة فرنسا ،لما لها من وزن ونفوذ وتاتير ،ولها أيضا مصالح إقتصادية وسياسية في أفريقيا ،ان تعمل على اعتبار هذه العصابة  على الأقل ان لم تكن إرهابية بطبيعتها ، فهي تساهم وتعمل على تسهيل  انتشار تنظيمات إرهابية في الصحراء الكبرى؟ والدليل على كل هذا حقيقة زعيمها الذي قتلته القوات الفرنسية المدعو عدنان أبو الوليد ،أحد خريجي " مدرسة البوليساريو  الإرهابية "  متى ستقتنع الدول المتحكمة في السلم العالمي ان انتشار الأمن والاستقرار  وضمان تنقل   الأشخاص والبضائع بكل حرية في جميع دول أفريقيا جنوب الصحراء هو القضاء على كل التنظيمات والعصابات الإرهابية كيف كانت طبيعتها وطبيعة الدولة التي صنعتها ولازالت توفر لها الحماية وتريد ات تجعل منها دولة بالقوة ؟ 

ان المغرب قام ولازال يقوم بما يفرضه عليه الواجب من أحل الحفاظ على الأمن والسلم في المنطقة وعمل على تحرير معبر الكركرات، بوابة المغرب وأوروبا نحو أفريقيا، من قطاع الطرق و معترضي القوافل التجارية وهو يعرف ان هذه العصابة ستنقل أعمالها الإجرامية إلى دول أخرى امام يقظة وحزم القوات العسكرية والأجهزة الأمنية المغربية كما يحدث داخل دولة مالي وتبقى المسؤولية والقرار الحاسم بيد جميع الدول التي من مصلحتها استقرار وأمن المنطقة في تخليصها من تلك البؤرة الإرهابية التي يعرف الجميع مكانها .  

مجموع المشاهدات: 6021 |  مشاركة في:

الإشتراك في تعليقات نظام RSS عدد التعليقات (1 تعليق)

1 | Said
Très bon sujet. Nous en tant que marocain, nous sommes plus que convenu Ça serait intéressant de le traduire en anglais ou en français même en en espagnol pour faire adhérer d'autres personnes à nôtre cause. Merci
مقبول مرفوض
2
2021/09/18 - 07:48
المجموع: 1 | عرض: 1 - 1

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

التعليقات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع

من شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات

مقالات ساخنة