الرئيسية | دولية | إلى أين سيقود المنطقة هذا التخبط الكبير لدى حكام الجزائر؟

إلى أين سيقود المنطقة هذا التخبط الكبير لدى حكام الجزائر؟

بواسطة
حجم الخط: Decrease font Enlarge font
إلى أين سيقود المنطقة هذا التخبط الكبير لدى حكام الجزائر؟
 

بقلم: إسماعيل الحلوتي

كل بلدان العالم باتت اليوم مقتنعة بإفلاس العصابة الحاكمة في قصر المرادية الجزائري، على المستوى الفكري والأخلاقي والسياسي وحتى الرياضي. كيف لا والجميع يرى بالعين المجردة زعيمها ورئيس البلاد الفعلي السعيد شنقريحة رئيس أركان الجيش وخادمه المطيع الرئيس الصوري عبد المجيد تبون، يراهنان في دعم ميليشيا البوليساريو الانفصالية على المرتزق المدعو "شيف زوليفوليل" الذي ليس له من شغل عدا المتاجرة بتاريخ جده المناضل الكبير الرئيس الراحل لجنوب إفريقيا "نيلسون مانديلا"، بعدما انفض الكثيرون من حولها...

إذ تم في مرحلة أولى تسخيره لمهاجمة الوحدة الترابية للملكة المغربية الشريفة عبر خطاب مشحون بالحقد والكراهية، خلال افتتاح النسخة السابعة من بطولة كأس إفريقيا للمحليين "الشان" يوم 13 يناير 2023، ثم تكليفه فيما بعد مع مطلع شهر فبراير بزيارة مخيمات تندوف، ولقاء رئيس جمهورية الوهم السفاح إبراهيم غالي الملقب ب"ابن بطوش"، حيث جهزت له طائرة جزائرية خاصة، للقيام بهذه الرحلة مقابل حفنة دولارات من عائدات النفط والغاز، لا لشيء سوى من أجل فك العزلة الدبلوماسية التي تعيش في صقيعها صنيعتها جبهة البوليساريو الإرهابية.

فأي إفلاس أسوأ من أن تخلط العصابة الحاكمة في الشقيقة الجزائر بين الرياضة والسياسة، ضاربة عرض الحائط بكل القوانين والأعراف والقيم النبيلة للرياضة، التي تدعو إلى التقارب والتسامح والتعاون والتآزر بين الشعوب؟ والأفظع من ذلك أن يتم هذا الخلط البئيس في حفل افتتاح "شان الجزائر" ليس فقط أمام مرأى ومسمع من رئيسي الاتحاد الدولي والاتحاد الإفريقي لكرة القدم جيان إيفانتينو وباتريس موتسيبي، بل أمام أنظار كافة الجماهير الرياضية في العالم.

إن الرهان على المرتزق "زوليفوليل" ليس له من تفسير سوى أن العصابة تؤكد من حيث لا تدري على فشل حربها الإعلامية في تحقيق ما كانت تصبو إليه من أهداف، عبر ترويج الأضاليل والإشاعات والاتهامات الباطلة، وتقر بخسارتها في معاركها الدبلوماسية، مما جعلها اليوم تبحث لنفسها عن أي قشة للتمسك بها، بعد أن لم تنفعها في شيء كل تلك التوترات المصطنعة التي تستهدف سيادة المغرب ومحاولة المس بوحدته الترابية.

فمقابل ترقيع شرعيتها الممزقة، صنعت عصابة الكابرانات للجزائر عدوا خارجيا يهدد أمنها واستقرارها متمثلا في المغرب، وباتت على استعداد تام للقيام بأي شيء، يمنحها القدرة على إلهاء الشعب الجزائري عن أزماته الداخلية وتحويل أنظاره عنها. إذ هناك اليوم وطيلة السنوات التي مضت أزمة اقتصادية واجتماعية خانقة، حسب ما تؤكده المؤشرات المتوفرة ومنها على سبيل المثال لا الحصر تصاعد نسب البطالة بشكل ملحوظ وغير مسبوق، تتراوح ما بين 25 و30 في المائة خلال السنوات الأخيرة، ارتفاع الدين الخارجي الذي تجاوز 50 في المائة من الناتج الداخلي الإجمالي.

وعلاوة على ذلك عرف الميزان التجاري بدوره ارتفاعا في العجز بلغ حوالي 73,4 في المائة خلال سنة 2020، ناهيكم عن ارتفاع معدل الفقر، حيث أن قرابة 73 في المائة من الجزائريين أضحوا غير قادرين على العيش برواتبهم الشهرية. وهناك كذلك معطيات أخرى عديدة وصادمة تكشف عن وجود واقع اقتصادي واجتماعي قاتم وخطير، جر الجزائر الغنية بثرواتها الباطنية إلى أسفل المراكز في التصنيفات العالمية المرتبطة بظروف العيش. فكيف لبلد يحتل المرتبة الثامنة من حيث احتياطي الغاز الطبيعي والرابعة عشرة من حيث احتياطي النفط في العالم، ويعتبر رابع مصدر للغاز على المستوى العالمي، ويتحصل على عائدات مالية ضخمة من صادرات المحروقات وحدها قدرت بنحو 23 مليار دولار سنة 2020، أن يأتي في المرتبة 132 في تصنيف البلدان غير القابلة للعيش؟ وبماذا يمكن تفسير تلك الطوابير الطويلة لمئات الجزائريين الراغبين في الظفر بعبوة حليب أو كيلوغرام دقيق أو قنينة زيت...؟

فالعصابة وهي تعاكس المغرب ولا تكف عن استفزازه أمام ما يحققه من انتصارات دبلوماسية على عدة مستويات كما يشهد بذلك المنتظم الدولي، لم تعمل سوى على عزل الجزائر إقليميا، مما جعلها تكون بعيدة عن القيام بأي دور إيجابي إقليميا في الإطار الرسمي، وإلا ما كانت لتعمل جاهدة وبشتى الأساليب على التقارب مع المستعمر الفرنسي الذي لم ينفك يمرغ كرامتها في الوحل في محاولة فك هذه العزلة، ثم بأي صفة تمت استضافة المعتوه حفيد مانديلا لمهاجمة المغرب في تظاهرة رياضية وإرساله إلى تندوف، وهي تعلم جيدا أنه شخص نكرة وغير ذي أهمية دبلوماسية ولا سياسية، وليس له أي نفوذ أو زخم إيديولوجي أو شخصي حتى في بلده؟

إن النظام العسكري الجزائري الفاسد والحاقد الذي مازال متماديا في غيه بمعاداة المغرب ومحاولة استنزاف قدراته وتعطيل مساره التنموي، أصبح اليوم يتخبط يمينا وشمالا بحثا لنفسه عن مخرج من ورطته الكبرى، حتى لو اقتضى الأمر إعلان الحرب على المغرب وإشعال النيران في المنطقة، ناسيا أن المغرب قادر على أن يلقنه دروسا قاسية، وأن الشعب الجزائري بلغ من النضج والمناعة ما يحصنه ضد المزيد من المضايقات والاستبلاد، وبات مصرا على إقامة دولة مدنية حقيقية إن آجلا أو عاجلا، ومن ثم القيام بالإصلاحات الكبرى اللازمة، على عدة مستويات اقتصادية واجتماعية وسياسية وحقوقية، بعيدا عن ذلك الحقد الدفين تجاه المغرب.

 

مجموع المشاهدات: 18969 |  مشاركة في:

الإشتراك في تعليقات نظام RSS عدد التعليقات (2 تعليق)

1 | Hicham
تعليق
الجواب واضح لايحتاج تفكير وهو : " من حفر حفرة لاخيه وقع فيها " ديما مغرب
مقبول مرفوض
4
2023/02/18 - 09:26
2 | Hicham ben taieb
بصراحة
تخبطهم لصالحنا.. عشوائيتهم تصب لجانبنا... اللهم اطل حياة عمي تبون 77سنة ، و كذا عمي شم ريحة 78 سنة.. حتى يغرقو الجزائر في اوساخها و اوحالها و تكثر زلاتها ...
مقبول مرفوض
1
2023/02/18 - 10:02
المجموع: 2 | عرض: 1 - 2

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

التعليقات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع

من شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات

مقالات ساخنة