أخبارنا المغربية- إلهام آيت الحاج
في خطوة غير مسبوقة، نفذ الجيش الإسرائيلي سلسلة من الضربات الجوية الدقيقة داخل العمق الإيراني، استهدفت منشآت عسكرية ومراكز أبحاث مرتبطة ببرامج الطائرات المسيّرة والصواريخ الباليستية والمنشآت النووية.
العملية التي انطلقت فجر اليوم ولازالت مستمرة لحدود الساعة، اعتُبرت الأعنف من نوعها منذ سنوات، وأكدت بما لا يدع مجالاً للشك أن إسرائيل قادرة على اختراق العمق الأمني الإيراني وتوجيه ضربات مركزة في توقيت حساس، وسط صمت رسمي إيراني في البداية ثم اعتراف جزئي لاحق بالخسائر. هذا الهجوم أثار تساؤلات حقيقية حول مدى قدرة إيران على الرد، في ظل تفوق إسرائيل العسكري والدعم الأميركي غير المحدود الذي تحظى به.
ورغم امتلاك إيران لترسانة صاروخية متنوعة وطائرات مسيرة متطورة مثل "شاهد-136"، إلى جانب شبكة من الميليشيات الإقليمية التي تعمل كوكلاء لها في عدة دول، إلا أن ردها العسكري المباشر يظل محدوداً، خاصة في غياب غطاء جوي قوي أو تفوق في الحرب الإلكترونية والاستخباراتية، وهي المجالات التي تُبدع فيها إسرائيل. الأخيرة تتمتع بتفوق نوعي عبر أسطول طائرات F-35 الأميركية الصنع، وأنظمة دفاع جوي متقدمة، وترسانة نووية غير معلنة تعزز من مكانتها الردعية. كما أن إسرائيل تملك قدرات استخبارية خارقة، مكّنتها في السابق من تنفيذ عمليات اغتيال وتخريب داخل إيران دون أن تترك أثراً مباشراً.
في المقابل، الرد الإيراني إن وقع، من المرجح أن يكون عبر حلفائها الإقليميين كحزب الله في لبنان أو الحوثيين في اليمن، أو عبر هجمات إلكترونية متقدمة، لتفادي مواجهة عسكرية مفتوحة قد تدفع الولايات المتحدة إلى التدخل المباشر. ومع ذلك، فإن أي رد غير محسوب من طهران قد يؤدي إلى تصعيد شامل تخرج فيه هي الخاسر الأكبر، في ظل الأزمة الاقتصادية الداخلية والتوترات السياسية التي تعصف بالبلاد.
الضربات الأخيرة وضعت إيران في موقف حرج، فهي مطالبة بالرد لحفظ ماء الوجه داخلياً، لكنها في ذات الوقت تواجه خصماً مدججاً بالسلاح والدعم السياسي والعسكري الغربي. ومن الواضح أن إسرائيل أرادت من هذه العمليات إرسال رسالة مفادها أن الخطوط الحمراء قد تغيرت، وأن الردع لم يعد مقتصراً على البيانات النارية، بل انتقل إلى مرحلة التنفيذ الميداني الحاسم.
الملف يتجه نحو مرحلة جديدة من التوتر الإقليمي، حيث تتقاطع الحسابات العسكرية مع الحسابات السياسية والدبلوماسية. وإذا لم تنجح الوساطات الدولية في تهدئة الأوضاع، فقد يكون الشرق الأوسط على أعتاب مواجهة غير مسبوقة، تدفع ثمنها شعوب المنطقة، وتعيد تشكيل موازين القوى لسنوات قادمة.

صنديد
حرب 3
ايران ليس لها قدرة على مجابهة اسرائيل ولا امريكا فهي نمر من ورق تعرف فقط كثرة الكلام والفعل صفر والدليل انه حتى الان لم تقم بالرد.