أخبارنا المغربية - ع. أبو الفتوح
في حلقة جديدة من الابتزاز السياسي المغلف بشعارات "الدفاع عن الفلاح الأوروبي"، خرجت البرلمانية الأوروبية عن الحزب الشعبي الإسباني، كارمن كريسبو، لتُهاجم المنتجات الفلاحية المغربية، وعلى رأسها الطماطم، في محاولة مكشوفة لتغطية فشل السياسات الزراعية الإسبانية، والتستر على لوبيات الأندلس التي طالما راكمت الأرباح على حساب العامل المغربي والمستهلك الأوروبي معاً.
كريسبو، التي لا تفوّت فرصة إلا وتُحاول فيها تسويق خطاب استعلائي متهالك، اتهمت المغرب بممارسة "منافسة غير عادلة"، وذهبت إلى حد المطالبة بإقصاء منتجات الأقاليم الجنوبية من الاتفاق التجاري، وكأن الاتحاد الأوروبي أصبح رهينة لأطروحات اليمين المتطرف في مدريد!
الغريب أن السيدة كريسبو، تجاهلت بشكل متعمّد أن المنتجات المغربية تدخل السوق الأوروبية وفق اتفاقيات موقعة ومراقبة وتخضع لمعايير صارمة، في الوقت الذي تغض فيه الطرف عن الخروقات البيئية والاجتماعية التي ترتكبها شركات إسبانية في حق العمّال الزراعيين، كثير منهم من أصول مغربية!
وإذا كانت كريسبو تتباكى على "العدالة التجارية"، فحبّذا لو بدأت من بيتها الداخلي، حيث تعيش مناطق واسعة من الجنوب الإسباني على وقع استغلال بشع للعمال والعاملات في الحقول، وفي مقدمتهم مهاجرون مغاربة يُؤدّون أعمالاً شاقة مقابل أجور بخسة ودون تغطية اجتماعية أو احترام للكرامة الإنسانية.
أما الحديث عن "تهرب ضريبي بقيمة 70 مليون يورو"، فهو مجرد محاولة يائسة لخلق عدو خارجي، بدل مواجهة التحديات الحقيقية للقطاع الزراعي الإسباني، وعلى رأسها سوء التسيير، والتبعية المطلقة للمساعدات الأوروبية.
الواقع أن صعود الصادرات المغربية لا يُزعج كريسبو لأنها غير قانونية، بل لأنها فعّالة، نظيفة، ومنتجة، وهو ما يهدد مصالح بارونات الزراعة في جنوب إسبانيا الذين فقدوا القدرة على المنافسة الشريفة.

Ali
الدفاع
ربما البرلمانية تدافع عن منتوج بلادها ولديها الحق في ذلك..! علينا أن ندافع ايضا عن خيرات بلادنا ايضا، اذ ان البلاد غارقة بمنتوجات صينية وتركية تثقل كاهل الشركات الوطنية...