الرئيسية | أقلام حرة | إبراهيم صيكا ما زال يناضل من أجل قبر وجنازة!

إبراهيم صيكا ما زال يناضل من أجل قبر وجنازة!

بواسطة
حجم الخط: Decrease font Enlarge font
إبراهيم صيكا ما زال يناضل من أجل قبر وجنازة!
 

 

 

  لم يعد من الممكن أن يمر من شارع المختار السوسي، لم يعد من الممكن أن يتأبط سترة النضال ويتوجه صوب الرفاق، لم يعد بالإمكان أن يقبل رأس مي عيشة، ويغادر البيت كما اعتاد القيام بذلك كل صباح، 

لم يعد بالإمكان أن يجلس معنا في "علي بابا" و ينادي على النادل بإنشراح كما اعتاد على ذلك كل مرة،

 لم يعد بالإمكان أن يقرأ كتب السوسيولوجيا التي أحبها كثيرا، 

كان بالإمكان أن نكون مكانه ... إبراهيم نمودج حي لكيف يتنكر الوطن لأبناءه ويعاملهم بقسوة وبلارحمة، 

هو ابن جندي في القوات المسلحة، شارك في معارك تحرير وادنون من الاحتلال الاسباني والفرنسي و شارك في المعارك

 ضد البوليساريو.... 

نعم يشبهنا ونشبهه

ينتمي إلينا وننتمي اليه 

بعنفوان الشباب... 

بقوة الشباب.... بصدق الشباب ... بعزيمة الشباب... واجه القمع ...واجه الظلم ...واجه الإقصاء... 

هل ذنب الشباب المغربي اليوم

 أنه ذهب للمدرسة

 وبعدها الجامعة

 ليجد نفسه بلا عمل يضمن له الكرامة

لماذا تم إعتقاله؟ لماذا لم يتم إسعافه؟ لماذا يتم الزج به في السجن للمحاكمة؟

 إحتكاكات المعطلين مع رجال الأمن لا تخلوا منها أي وقفة في جميع مدن البلاد ، من العيون إلى الرباط إلى بوعرفة إلى تنغير و اللائحة طويلة فلماذا يعتقل صيكا دون الاخريين ؟

 لماذا لم يتم تمتيعه بالسراح المؤقت؟ هل كان يشكل خطرا على الأمن العام والنظام العام؟ إبراهيم صيكا ....سيظل حيا فينا

 سيظل جرحا فينا 

سيظل حلما فينا

 سيظل أمل في وطن

 لا يقتل أبناءه بلا رحمة ولاشفقة....  

من أمر بالاعتقال ؟ ومن قام بالاعتقال والتحقيق؟ ومن أمر بوضعه تحت الحراسة النظرية ؟ ومن تخلف عن تقديم العون له؟ كل هؤلاء يجب أن يسألوا عن ظروف استشهاده؟ إبراهيم صيكا هو قرباننا للكرامة

 إبراهيم صيكا هو شهيدنا نحو الكرامة 

سيذكره التاريخ كما سيذكر من أغلقوا أفواههم وانخرطوا في مؤامرة الصمت !

عندما عدت إلى سماع أشرطة الفيديو التي تغطي تدخلاته في الوقفات الاحتجاجية، وجدته  يشبهنا كثيرا...

حديث قوي وعميق حول الديمقراطية والحرية... 

حديث قوي وعميق حول حقوق الإنسان ...

حديث عميق قوي حول المواطنة... 

تأصيل دستوري وسياسي وأخلاقي للحق في التشغيل... 

هكذا تكلم صيكا

بلغة واضحة 

بصوت جوهري 

محاطا بالأمن  والقوات المساعدة دوما 

كان يردد "نريد وطنا صالحا للعيش" 

العودة إلى الوقائع منذ إعتقاله يوم فاتح أبريل الجاري تؤكد أنه كانت هناك إرادة لإسكات إبراهيم صيكا.

تم إعتقاله بقرب منزله عندما كان يهم بالتوجه لمشاركة في وقفة للمعطين...

تم تفتيش منزله بشكل عنيف ومهين...

أخبر والدته  عندما زارته بالسجن المحلي ببوزكارن بأنه تعرض للتعذيب 

أخبر وكيل المكل بأنه  تعرض لتعذيب 

تم نقله عدة مرات للمستشفى الإقليمي لتدهور حالته الصحية...

عندما تم نقله لمستشفى باكادير ترك ملقى عدة ساعات قبل إدخاله إلى غرفة الإنعاش 

لكل هذه الأسباب وغيرها...

مازلت عائلته ترفض تسلم الجثة وإقامة جنازته قبل أن تعرف الحقيقة.

بلاغ الوكيل العام للملك  صيغة على عجل لتبرئة الدولة من دم صيكا.

ولكن دمه سيظل في عنق الدولة وأعوانها الذين اعتقلوه وحاكموه... 

كان صيكا معطلا نعم 

كان حقوقيا نعم 

كان معارضا نعم 

كان رافضا للحكرة نعم 

كان كل ذلك ولكنه كان يحلم بوطن يتساوى فيه الجميع 

كان يحلم بوطن التوزيع العادل للثروة 

كان يحلم بوطن الكرامة.

كان يناضل من أجل وطن صالح للعيش.

مجموع المشاهدات: 1160 |  مشاركة في:

الإشتراك في تعليقات نظام RSS عدد التعليقات (0 تعليق)

المجموع: | عرض:

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

التعليقات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع

من شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات

مقالات ساخنة