الرئيسية | حوادث وقضايا | هل انتهى زمن التوظيف عبر بوابة «الاعتصام»؟

هل انتهى زمن التوظيف عبر بوابة «الاعتصام»؟

بواسطة
حجم الخط: Decrease font Enlarge font
هل انتهى زمن التوظيف عبر بوابة «الاعتصام»؟
 

يشكل تاريخ 14 ماي لحظة مفصلية هامة في تدبير ملف الأطر العليا المعطلة التي تناضل في شوارع الرباط، بعد إعلان رئيس الحكومة داخل قبة البرلمان انتهاء زمن التوظيف المباشر دون مباراة، وسجل محللون، أن بنكيران رد بقوة وثقة كبيرة على نواب الأمة بعد أن أعابوا على الحكومة تنصلها من التزامات سابقتها.. ويعتبر ملف معطلي حاملي الشواهد العليا من الملفات الشائكة التي تنتظر قرارا حاسما في ظل الدستور الجديد، وفي سياق «ربيع ديمقراطي» أوصله الاحتقان الاجتماعي الذي تداخلت فيه عوامل كثيرة أهمها الفساد والبطالة وحرمان المواطنين من حقوق أساسية تضمنها قوانين البلاد.
لقد راهنت مجموعات الأطر العليا المعطلة منذ نشأتها على الإدماج المباشر في أسلاك الوظيفة العمومية، وجعلته محور نضالها ومطلبا رئيسيا لا بديل عنه، ومكسبا لكل الأجيال -كما تؤكد المحطات النضالية- ضحى من أجله الكثير من الشباب المغاربة منذ تسعينات القرن الماضي وبداية الألفية الجديدة. ووفقا لمحللين، فإن هذا المخاض الطويل من النضال الذي كان يوازيه استجابة الحكومات المتعاقبة، لم يفرز نتائج تذكر، سواء على مستوى القضاء على بطالة الخريجين أو على مستوى تطوير أداء بعض القطاعات الوزارية، فقد انحسر التوظيف في إيجاد مصدر عيش لكثير من المغاربة، وأجرة شهرية بآلاف الدراهم تكفي لسد الحاجة.
ومع التحولات التي أفرزها الربيع الديمقراطي، والدستور الجديد الذي صوت عليه المغاربة بالإجماع، أصبح ملف تشغيل الأطر العليا المعطلة يفرض نهج مقاربات جديدة أكثر واقعية، تأخذ بعين الاعتبار قيم المساواة والكفاءة، وتجعل المعطلين -في حالة إدماجهم- في مستوى المنصب الذي سيشغلونه وعلى دراية بطريقة تسييره، بعيدا عن التوزيع العشوائي الذي لا يراعي التخصصات الموجودة ومدى القابلية للتطور والإبداع في القطاع.
«التجديد» تطرح قضية الأطر العليا المعطلة للنقاش من زوايا مختلفة و تعرض وجهات نظر متباينة، وتستطلع آراء محللين وفاعلين.
**
يتفق محللون  أن الحكومة ينبغي أن تنهج سياسة واضحة غير مرتبطة بالظرفية لحل مشكل بطالة حاملي الشهادات بالمغرب، ودواعي ذلك يجمعها محمد ضريف المحلل السياسي، في أن معالجة مشكلة بطالة الخريجين ظلت مع توالي الحكومات السابقة محكومة بمقاربة ظرفية تتحكم فيها الظروف السياسية كما حصل مع المرسوم الوزاري الاستثنائي الذي جاء نتيجة ضغط سياسي في إطار الربيع العربي، جعل الدولة تسابق الزمن من أجل احتواء بؤر التوتر.
وللتوضيح أكثر، اعتبر ضريف، أن خطاب حكومة عباس الفاسي كان مزدوجا بعد الإعلان عن توظيف 4304 وتوقيع اتفاق مع أكثر من 2000 معطل، لأن ذلك إجراء استثنائي غير قانوني ألغى المباراة كشرط للوظيفة، واستبعد نهج مقاربة بنيوية تسعى إلى معالجة جذور المشكل. وقال ضريف، إن بناء منعطف جديد في التعامل مع المعطلين يتطلب التفريق بين القاعدة والاستثناء، إذ من حيث المبدأ في الديمقراطية والحقوق لابد من استحضار عنصرين أساسيين هما الحرية والمساواة، هذه الأخيرة تكون أمام القضاء والقانون وأداء الضرائب والولوج إلى الوظائف، وأضاف المتحدث، أن إقصاء غير المحتج من الوظيفة وتشغيل المحتج يتنافى مع شرط المساواة.
من جهته، قال حسن قرنفل أستاذ علم الاجتماع السياسي بجامعة أبي شعيب الدكالي بالجديدة، إنه بعد تشكيل الحكومة في ظل الدستور الجديد، ظهر أن الملف مرتبط بمقتضيات دستورية وقانونية جديدة، مضيفا أن استمرار الحل كما كان في السابق يطرح إشكالات قانونية ودستورية، مشيرا أن الحكومة كانت جريئة عندما دعت المعطلين إلى اللجوء إلى المحكمة الإدارية للبث في محضر 20 يوليوز وقانونية الإدماج المباشر.
وأكد المتحدث، أن التجربة المغربية رسخت منذ 1997 التوظيف المباشر على أنه مكسب للمعطلين، مما جعل أفواجا منهم تدعوا إلى التعامل معهم بنفس الطريقة، وذلك غير مقبول لأن الأصل أن تكون شروط مقبولة للجميع. مشيرا أن المغاربة أمام حكومة جديدة تعالج المشكل من زاوية مختلفة، وثبات الحكومة في مواقفها وقراراتها سيؤدي إلى وضع أسس جديدة لمقاربة المشكل.
من الأسئلة التي تطرح عادة، لماذا يرفض المعطلون ولوج الوظيفة في القطاع الخاص ويتشبثون بالوظيفة العمومية؟ وجوابا على السؤال، أكد ادريس بنعلي محلل اقتصادي، أن المغرب يتوفر على دبلومات دون كفاءة، الشيء الذي يجعل القطاع الخاص لا يهتم بالعاطلين وبالمقابل يرفضون الاشتغال فيه، وأرجع المتحدث أصل المشكل إلى فشل النظم التعليمية المطبقة بالبلاد وليس إلى حاملي الشواهد العليا.
وقال بنعلي إن اقتصاد السوق يتطلب مردودية وتنافسية وكفاءة من العاملين في القطاع الخاص عكس الوظيفية العمومية التي تقبل الكل، مشيرا أن الدولة لا يجب أن تقوم بعمل خيري، “يجب أن يكون للموظف قيمة مضافة يقدمها إلى المؤسسة، وعلاقته بالمؤسسة تنبني على أسس عقلانية واقتصادية”، ودعا المتحدث، الدولة إلى تحمل مسؤوليتها في إنشاء مؤسسات تعمل على تكوين حاملي الشواهد العليا ومساعدتهم كي تكون لديهم كفاءة قبل أن يتم إدماجهم في أي من القطاعات عن طريق المباريات والاستحقاقات، مشيرا أن ذلك سيقضي على الكثير من الممارسات مثل الرشوة التي كانت في الماضي.
وبدوره، دعا ضريف الحكومة، إلى توفير بيئة ملائمة لنشر ثقافة المقاولة وتكريس شروط المنافسة في القطاع الخاص، وأيضا السهر على تطبيق مجموعة من المقتضيات التي تشجع على إحداث مشاريع خاصة بالشباب كما روجت لذلك في حملاتها الانتخابية.

محمد كريم بوخصاص

مجموع المشاهدات: 3733 |  مشاركة في:

الإشتراك في تعليقات نظام RSS عدد التعليقات (13 تعليق)

1 | citoyen
c\'est stupide de jetter le blame sur les diplomés et leurs diplomes, leurs formations etant non désirés ou que leurs connaissances sont au delà des criteres requis  ! !?? dans un pays comme le notre, le probleme majeur des concours est la corruption des institutions .. les concours qui se font sont connus pour etre destinés à une certaine elite de notre société, sinon comment expliquer le fait que tout les fils à papa de nos responsables (diplomés ou non ) ne connaissent pas le chomage, et n\'ont jamais connu plus de quelques jours de chomage payé qui plus est??? ! on ne peut garantir la transparence des concours dans un pays, qui finalement avoue que ses institutions sont pourries mais qui n\'edhere aucunement à une politique pour debarasser les administrations publiques des corrompus. aucune enquete dans ce sens n\'a été entamé jusqu\'a ce jour. Mr benkirane affirme publiquement ne pas être responsable des abus de pouvoir de certains agents de l\'ordre, et tantot s\'excusant par le fait de ne pas pouvoir les surveiller lui même (il s\'etait embrouillé lui même, en affirmant la chose et son contraire en une seule phrase; c\'est un record, on doit lui avouer ca aumoins ) et il ne cesse d\'affirmer que les concours seront clairs et transparents ?? ! ! ! alors que les abus de pouvoir se faisaient devant son parlement, et que les concours se feront a des milliers de Kms ?? ! ! comment ne peut il pas surveiller ce qui se passe devant ses yeux et garantir ce qui se passe bien plus loin que sa rabat cherie ??? allah a3lam  ! !
مقبول مرفوض
0
2012/05/19 - 10:25
2 | simo
ندوزو المبارة لي في جهدو يجبدو لاشئ غير المبارة
مقبول مرفوض
0
2012/05/19 - 12:54
3 | AHMED DE FES
WASI DARIF HNA KAMOTATABI3IN RAH MTAF9IN TAWDIF BLMOBARA,MAIS ASHAB MAHDAR 20 JUILLET HADA RAH ILTIZAM DAWLA BITCHRIL HA2OLA2 KADOF3A MOWALIYA;WA2ISTIMRAR LDAWLA.IDA TANASALT DAWLA MIN MAHDAR 20 JUILLET 5ASHA TNASAL HTA MAN ZYAD DYAL 600 DH MOWADAFIN,OTNASALMAN NAS LI5DAMO 9BAL.OTNAS MAN NAZAHAT ITTI5ABAT O.......... 5ASNA NA9CHO MAHDAR 20 JUILLET WACH HOWA ILTIZAM DAWLA IWA 5ASHA TLTAZAM
مقبول مرفوض
0
2012/05/19 - 01:03
4 | اللهم شتت شمل العدالة والتنية
90000 موظف اشبح العدالة والتنمية سبععلى المعطلين ونعامة على الفساد الحقيقي حزب النفاق والشقاق اللهما شتت شملهم والى مزبلة التاريخ
مقبول مرفوض
0
2012/05/19 - 01:47
5 | marocain neutre
vraiment personne ne peut être contre le recrutement par compétence et après un concours, c\'est la justice que nous souhaitions. Bonne continuation Mr le président du gvrnmt
مقبول مرفوض
0
2012/05/19 - 02:13
6 | Khalid
PV 20 Juillet doit être appliqué aprés on peut parler de concours
مقبول مرفوض
0
2012/05/19 - 10:03
7 | talib bahit
sodimna fika ya benkiran ana konto mo3jaban bihada rajol konto adonoho sayotawiro moktasabat mahdar 20 yolyoz wa ed bihi yataraja3o 3anho 3afa laho 3anka ya benkiran
مقبول مرفوض
0
2012/05/19 - 11:28
8 | cherkim
نقول الشهادات وليس الشواهد .هل مثلك يستحق العمل بالوظيفة العمومية؟الشواهد جمع شاهدوهو الحجر الذي يوضع على قبر الميث يا ميث.اما جمع شهادة فهو شهادات.شهاداتكم\"ديال الشينوى\"jet table.
مقبول مرفوض
0
2012/05/20 - 04:40
9 | شوفان
التوظيف عبر المباراة هو عين القانون ويوفر المساواة للجميع... واعتقد ان المشكل مطروح في الطريقة .. طريقة تنظيم المباراة وكيفية محاربة الزبونية والمحسوبية والوساطات وتسرب الامتحانات...الخ
مقبول مرفوض
0
2012/05/20 - 05:24
10 | ahmed
المرسوم كان خطأ ومن الغباوة أن يستمر الإنسان في الخطأ وهو يعلم
مقبول مرفوض
0
2012/05/20 - 06:56
11 | مواطنة
السلام الحكومة الجديدة. تعاملت مع كل مظاهر الفساد واقتصاد الريع بتدريج البطيييييييييييئ ان لم نقل غيرته بقلبها وذلك اضعف الإمان ف90 الف موظف شبح لم. ترسل لهم حتى SMS ليلتحقوا او توقف رواتبهم او تظهر قوتها المزعومة لتطهر الوظيفة العمومية منهم فهم لا يحضرون ويتقاظوا رواتب دون ان يُسألوا عن شواهد ولا مباريات ولا كفاءة ولا اكلوا الزرواطة، ويمك ان يكونوا في غنى عن هذا المال الحرام في حين الأطر العليا كفئ و حاضرون ومحتاجون ويستحقون وسنهم لن يمكنهم من المباراة التي تشترط في السن ان لا يتعدى 26 سنة شخصياً رأي في التوظيف المباشر في الظروف  الراهنة أكيد نعم وفي استمرارية المرفق العام نعم وللعنف ضد أطر البلاد لا لا لا و كتبته مراراه في الهكسبريس ولم يُنشر والشعب لا يمكن ان يقول لا لاستفادة إخوانهم المحتاجين للشغل والحياة الكريمة مقابل خدمته لوطنه والحكومة تشكك في كفأتهم وقدراتهم ، تتهم الأطر اولاد البسطاء لأنهم لو كانوا أغنياء لما صبروا على زرواطة بنكيران  و شتم رجال الأمن لأمهات الأطر و ازالتهم لزيوف المحتجبات الأطر. وهم احق بالمظيفة و الأجرة من الموظفين الأشباح الأغنياء المتغيبون ولا لا لا تناقش كفأتهم و مردوديتهم واكلهم مال الشعب
مقبول مرفوض
0
2012/05/20 - 10:45
12 | علي أحمد
 (والدستور الجديد الذي صوت عليه المغاربة بالإجماع ) آودي أسي محمد شحال فيك ديال الكذوب ! ! ! ! !
مقبول مرفوض
0
2012/05/20 - 02:30
13 | مكلوم
انا مع المباراة النزيهة لكن هل من العدل اجراء مباراة بين حاصل على شهادة سنة93 واخر حصل عليها سنة2010 او11 او12 هدا بغض النظر عن كون الاول مقصيا من المباراة باعتبار السن ,هناك مهام يستطيع كل صاحب شهادة ان يؤديها كالتعليم الابتدائي والاعدادي وبعض الوظائف العمومية فلماذا لايدمج فيها المجازون او غيرهم مباشرة على اساس الاقدمية ,ويمكن اخضاعهم لمدة من التكوين ان كان ضروريا ,اليس هذاعين العدل,
مقبول مرفوض
0
2012/05/20 - 03:12
المجموع: 13 | عرض: 1 - 13

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

التعليقات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع

من شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات

مقالات ساخنة