الرئيسية | متفرقات | الدار البيضاء في طور التحول إلى مدينة رائدة في مجال التنقلات الحضرية المستدامة على مستوى القارة الإفريقية

الدار البيضاء في طور التحول إلى مدينة رائدة في مجال التنقلات الحضرية المستدامة على مستوى القارة الإفريقية

بواسطة
حجم الخط: Decrease font Enlarge font

( بقلم : أنس بلحاج )

تشهد مدينة الدار البيضاء ، منذ مدة ، مشاريع طموحة جدا في مجال النقل الحضري، وهو ما أهلها لكي تلج طور التحول إلى مدينة رائدة في مجال التنقلات الحضرية المستدامة على مستوى القارة الإفريقية .

ولتحقيق هاته الغايات حدد القائمون على تدبير النقل الحضري بالعاصمة الاقتصادية مجموعة أهداف من خلال الاشتغال على مشاريع كبيرة منها، مشروع يتعلق باستغلال وصيانة شبكة النقل العمومي في مدينة الدار البيضاء، للفترة الممتدة ما بين 2017 و 2029 ، وذلك بغلاف مالي قدره 784ر4 مليار درهم ، والذي جرى التوقيع على عقد جديد بشأنه ، بين شركة الدار البيضاء للنقل والوكالة المستقلة للنقل بباريس للتنمية ، يوم 15 شتنبر الجاري .

ويجد هذا المشروع مبرره في كون العاصمة الاقتصادية تشهد دينامية عمرانية كبيرة وانفجارا ديمغرافيا كبيرا، وهو ما جعلها ترفع التحدي كي تصبح نموذجا يحتذى في مجال التنقلات المستدامة على صعيد القارة الإفريقية .

وفي هذا الصدد ابرز السيد يوسف الضريس المدير العام لشركة الدار البيضاء للنقل ( كزا ترام) ، في حديث لوكالة المغرب العربي للأنباء ، أن العاصمة الاقتصادية هي بصدد تنفيذ برنامج طموح ، يتضمن تشغيل واستغلال وصيانة ثلاث خطوط جديدة للطرامواي ،وخطين من الحافلات ذات مستوى عال من الخدمات ، وذلك من أجل تحسين ظروف التنقلات بالدار البيضاء ، ومواكبة عملية التنمية بهذه المدينة .

ومن أجل تنفيذ هذا البرنامج ، يضيف السيد الضريس ، تم توقيع عقد مع الوكالة المستقلة للنقل بباريس للتنمية ، التي تعد مجموعة دولية مشهود لها بالكفاءة ، وهو ما سيساهم في بلوغ الأهداف المحددة في مجال التنقلات الحضرية المستدامة .

وأضاف أن الأمر يتعلق بشراكة مع مجموعة أسندت لها مهمة التشغيل والاستغلال ، وذلك من أجل تقديم خدمة جيدة لساكنة العاصمة الاقتصادية .

وحسب السيد الضريس ، فإن هذا المشروع يولي أهمية كبيرة للجوانب المتعلقة بالجودة والابتكار ، بغية إنشاء نظام محلي للتنقلات ، وتقديم خدمات بمعايير دولية .

وفي معرض تطرقه للشق المتعلق بإعادة هيكلة شركة ( كزا ترم ) ، أكد أنه في إطار العقد الجديد ، تم الاتفاق على أن اسم الشركة سيتم تغييره ، لكي يصبح (راتبديف كازبالانكا )، ابتداء من شهر دجنبر المقبل.

وفي سياق متصل أبرز السيد الضريس أنه من أجل إعطاء دفعة جديدة لشركة الاستغلال ، فقد أعلن عن إعادة هيكلة مجلسها الإداري من خلال إضافة ممثل عن شركة ( كازا ترنسبور ) وذلك من أجل ضمان الشفافية في مجال التدبير.

واعتبر أن هذا العقد الجديد يمنح لمجلس المدينة إمكانية اقتناء 34 بالمائة من رأسمال شركة الاستغلال .

ولفت إلى أن هذه العملية برمتها تهدف إلى توفير العناصر الأساسية التي تفضي إلى إقامة شراكة حقيقية بين مجموعة دولية كبيرة ومدينة الدار البيضاء ، من أجل مواجهة مختلف التحديات المتعلقة بالتشغيل التدريجي لخطوط الطرامواي ، وخطوط الحافلات ، لضمان التشغيل الجيد لشبكة النقل برمتها، وإدخال ممارسات فضلى قوامها تقديم خدمات جيدة .

وبشأن الخصاص من الموارد البشرية بالنسبة لشبكة النقل بالدار البيضاء مستقبلا ، قال إن الشركة المستقبلية (راتبديف كازبالانكا) ستتوفر على 600 من العمال ، منهم 597 مغربي ، مشيرا في هذا السياق إلى أن عدد العمال سيتضاعف ثلاث مرات ، بمجرد تشغيل مجموع الخطوط سنة 2022 .

وأشار أيضا إلى أن مخطط العمل المتعلق بالتكوين وتحديد مختلف الحاجيات، سيتم وضعه في نهاية السنة الجارية .

وفي معرض تطرقه لحصيلة أنشطة الخط الأول لطرامواي الدار البيضاء ، أوضح المسؤول ذاته أنه منذ إطلاقه سنة 2012 ، فإن 130 مليون مسافر، منهم 50 بالمائة من النساء ، استعملوا الطرام كوسيلة لتنقلاتهم .

وقال في هذا السياق ، إنه بفضل الطرامواي ، فقد تم إعادة تأهيل مجموعة من الأحياء ، كما تم ربط مناطق نائية بمركز المدينة وكورنيش عين الدياب ، فضلا عن مساهمة الطرام في عملية التناسق الاجتماعي والتأهيل الحضري .

وتجدر الإشارة إلى أن العقد الجديد بين شركة الدار البيضاء للنقل والوكالة المستقلة للنقل بباريس للتنمية ، يأتي بعد إطلاق شركة الدار البيضاء للنقل في يونيو 2016 لطلب عروض دولي تم بموجبه اختيار العرض النهائي الذي قدمته الوكالة المستقلة للنقل بباريس للتنمية من قبل مجلس المدينة .

ويعتبر هذا العقد ،الذي يتضمن تشغيل واستغلال وصيانة ثلاث خطوط جديدة للترامواي ،وخطين من الحافلات ذات مستوى عال من الخدمات ، أكثر مشاريع النقل الحضري طموحا على مستوى القارة الافريقية ، إذ في أفق سنة 2022 سيصل اجمالي شبكة النقل بالدار البيضاء إلى 76 كلم بالنسبة لخطوط الطرام ،و 22 كلم بالنسبة للحافلات ذات المستوى العالي من الخدمات .

وسيتم تشغيل خطوط الطرام في المستقبل ،وفقا لجدول زمني يتضمن خط الترامواي 2 من عين الدياب إلى حي سيدي البرنوصي (15 كلم) عند نهاية سنة 2018 ، وتمديد خط الطرمواي 1 من نهاية السير بالكليات إلى حي ليساسفة (2 كلم) عند نهاية 2018، وخط الطرامواي 3 من شارع محمد السادس الى محطة الدار البيضاء الميناء ( 14 كلم) في سنة 2021 ، وخط الطرامواي 4 من شارع ادريس الحارثي الى مسجد الحسن الثاني ( 14 كلم) في سنة 2022 .

و بخصوص الحافلات ذات المستوى العالي من الخدمات ،فيتعلق الامر ببرمجة تشغيل خطين ابتداء من سنة 2020 يهمان الخط 5 من المدينة الجديدة - الرحمة إلى الحي الحسني على مسافة 10 كلم ، والخط 6 من شارع محمد السادس الى ليساسفة عبر عين الشق و سيدي معروف ،على مسافة اجمالية تقدر ب 12 كلم .

مجموع المشاهدات: 1671 |  مشاركة في:

الإشتراك في تعليقات نظام RSS عدد التعليقات (0 تعليق)

المجموع: | عرض:

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

التعليقات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع

من شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات

مقالات ساخنة