الرئيسية | سياسة | الملكية البرلمانية .. الخوف منها أم ...عليها ؟!

الملكية البرلمانية .. الخوف منها أم ...عليها ؟!

بواسطة
حجم الخط: Decrease font Enlarge font
الملكية البرلمانية .. الخوف منها أم ...عليها ؟!
 

 

الأستاذ : الصادق بنعلال - أخبارنا المغربية

يحظى موضوع النظام السياسي المغربي باهتمام بالغ من قبل المراقبين و المنشغلين بقضايا السياسة العربية و الدولية ، و ذلك لما راكمه هذا النظام من مكتسبات اقتصادية و اجتماعية و دستورية .. على الرغم من المؤاخذات الكثيرة حوله . فهو خلافا لما عهدناه في الدول العربية الأخرى كان سباقا لتجربة التعددية الحزبية و "قيم" النظام اللبرالي و الانتخابات الدورية في مناخ موسوم بالحراك السياسي المحتد ، و التجاذبات المتوترة بين القائمين على السلطة و القوى الحية طيلة مراحل سنوات الرصاص و الجمر . و الآن و بفعل الغليان الذي تشهده مختلف الأقطار العربية ؛ و المتمثل في انتفاضة الشباب و الشارع بشكل عام ، رغبة في إحداث تغيير جذري و هيكلي في المنظومة السياسية العربية ، و طرح بديل ينسجم و متطلبات المرحلة الحالية ، بفعل هذه الفورة الشاملة ؛ يعود الحديث مجددا و بإلحاح عن راهن و مآل التجربة السياسية المغربية . و لئن كانت الحياة السياسية المغربية قد عرفت من جملة ما عرفت انتكاسات مريرة و توقفات غير مبررة ، ألجمت في غير ما مرة الخط المتنامي للتحول السياسي الممزوج بالألم و العرق و الدم ، فإن الشباب المغربي عاد بقوة و بألق متوهج ، ليرفع مطالب طالما أنعشت أحلام المناضلين بكل انتماءاتهم و مرجعياتهم الأيديولوجية و السياسية ، و لعل المناداة بإقامة الملكية البرلمانية هو المطلب الذي نال رضى العدد الكبير من الشباب المغربي ؛ في مختلف المسيرات و التظاهرات الشعبية الأخيرة و المستمرة . و في هذا المضمار فاجأ الملك المغربي محمد السادس الطبقة السياسية برمتها بخطاب 9 مارس 2011 ، الذي عد بحق خطابا تاريخيا و مفصليا في تاريخ الأمة المغربية ، لما تضمنه من مرتكزات و محددات تشكل ورقة طريق من أجل العمل لبناء مغرب الغد ، دون مزايدات سياسوية متجاوزة و خطابات " إعلاموية" غير مدروسة .

و المتأمل في شكل و معنى الخطاب الملكي ، يستنتج دون عناء كبير " البنية العميقة " للملكية البرلمانية ؛ المتعارف عليها في أدبيات الفكر السياسي الكوني . و معلوم أن الخطاب المعني بالأمر يندرج في إطار إجراء الجهوية الموسعة في المملكة المغربية ، و التعديل الدستوري الشامل القائم على سبعة مرتكزات ، نخص بالذكرمنها المرتكز السادس الداعي إلى " تخليق الحياة العامة ، و ربط ممارسة السلطة و المسؤولية العمومية بالمراقبة و المحاسبة " .و لعمري فإن مراقبة و محاسبة كل من يتحمل المسؤولية العمومية ؛ في قمة الهرم و قاعدته هي لحمة الملكية البرلمانية و سداها . و لكن لماذا لم تتم الإشارة إليها بالواضح و بأسلوب الحقيقة ؟ سواء في الخطاب الملكي أو في تصريحات الرسميين و أصحاب القرار.. ؟ قد يكون هناك نوع من التخوف من هذا الأفق السياسي الجديد و عدم الاطمئنان لتبعاته و تأثيراته " الجانبية " ! و قد يكون عدم ذكر الملكية البرلمانية بالإسم هو الرغبة المبطنة في تطوير و تعميق الملكية الدستورية العصرية في مناخ سليم من المسلكيات السياسية المرفوضة ؛ خاصة و أن النتيجة الحتمية و التاريخية للنظام السياسي

المغربي هي الملكية البرلمانية بحصر المعنى ؛ على غرار باقي الأنظمة الملكية الديمقراطية الغربية ، حيث يغدو الملك حكما بين الفرقاء السياسيين الذين يتصارعون في جو سلمي متحضر ، و يتنافسون حول البرامج السياسية و الاقتصادية و الاجتماعية .. خدمة للصالح العام ، و تنافس سلس على السلطة عبر انتخابات حرة و نزيهة ، و فصل بين السلط و استقلال القضاء و تحرير وسائل الإعلام .. فهل الهياكل و المنظمات و الأطر السياسية و الأهلية المغربية مؤهلة لهذا الورش المحرقي !؟ و هل الحقل الحزبي الوطني مستعد لاحتضان هذا البديل الكوني؛ الذي يعانق أروع و أبهى ما

انتهى إليه الفكر البشري من اجتراحات سياسية و دستورية !؟ ألسنا في حاجة مصاحبة إلى ثقافة جديدة ، تتطلع إلى إحداث قطيعة معرفية مع التعاطي العفوي و الاندفاعي مع القضايا المصيرية للوطن !؟ في اعتقادي و كمتتبع للشأن الدولي و الوطني من السهل جدا أن نغامر بالانتقال من نمط من الحكامة إلى نمط آخر ، و من نسق منظومي إلى آخر ، و لكن من الصعب أن نضمن النجاح لهذا التحول " العظيم " دون تهيئة الظرف " الوجستيكية " و الثقافية المناسبة . و هكذا يتضح مما سبق ؛ أننا لانخاف من الملكية البرلمانية بقدر ما نخاف عليها ، انطلاقا من إيماننا الراسخ بكون مستقبل الملكية المغربية المشرق في النظام البرلماني ؛ مع الأخذ بعين الاعتبار الخصوصية المغربية بعيدا عن الدعوات الانتكاسية الماضوية و النزعات العدمية اللاوطنية . فهل نحن مستعدون كمغاربة لكسب رهان التحدي و المساهمة الجماعية في بناء مغرب الغد ؛ مغرب الديمقراطية و العقلانية و الأمل !؟

مجموع المشاهدات: 1796 |  مشاركة في:

الإشتراك في تعليقات نظام RSS عدد التعليقات (1 تعليق)

1 | مواطن مغربي
بعضهم يريد الملك يسود ولا يحكم  ! ! !؟ , هل سيكون لدينا مسؤولون ديمقراطيون بما فيه الكفاية يتمتعون بنزاهة ديمقراطية ويتكلمون بكل لباقة وبكل شفافية ونزاهة ,و بنسبة كم ٪  ! !؟ ,المسؤول الذي يعرف أن يعتذر هو الآخر للمواطنين إن أخطأ في حقوقهم بكل تواضع بعيدا عن الكبرياء والتسلط ,ثم في الأخير هل ستكون قيادة منتخبة تحب شعبها{{ حقا}} و بنسبة كم ٪  ! !؟ ,فإننا نعيش هذه الأيام مأساة الدول العربية وغيرهم حيث الشعب لا يساوي حتى بعوظة ,قيادات لا تخاف الله ولا ترحم الشعب وتحرمه حتى من أبسط حقوقه ثم هل لدينا شعب مؤهل ديمقراطيا كشعب بريطانيا مثلا ,هل لدينا شعب واع سليم التفكير له نضج فكري وثقافي وتعليمي و بنسبة كم ٪  ! !؟ ,شعب يعرف معنى ومفهوم الحرية وحدود هذه الحرية دون الإعتداء على حرية الآخر ,يعرف معنى احترام الآخر يعرف أن يعتذر إن أخطأ في حق الآخر بكل تواضع بعيدا عن الكبرياء والتعنت والسب والكلام الفاحش وسب الدين والوالدين وحتى الله ,شعب ديمقراطي في كل شئ في أقواله وأفعاله وتصرفاته هل وصل إلى هذا الحد من المستوى و بنسبة كم ٪  ! !؟ كما يفعل الغرب مع بني جلدتهم... ,يجب أن نعرف كيف نزاول هذه الحرية في إطار حدودها المشروعة وكيف نمتهن الديمقراطية الحقة وكيفية تطبيقها وإلا سوف نعيش فوضى عارمة سياسيا ,اقتصاديا ,اجتماعيا وحتى أخلاقيا وندخل في فصل آخر... بعضهم يريد الملك يسود ولا يحكم, كيف و الملك يبقى دائما {{الباب الأخير}} للمستضعفين والمظلومين والمقهورين {{عندما تسد جميع الأبواب}} في وجوههم... بعضهم يريد الملك يسود ولا يحكم, فالملك بالإضافة إلى صلاحياته في الدستور الجديد ولأننا نعلم جيدا وبكامل قوانا العقلية كمغاربة اليوم والغد أن هذا الدستور سوف يكون دستور {{{السنوات المقبلة المعمول به}}} ,فيجب أن يبقى للملك أيضا صلاحيات إدارة الأزمات وإقالة رئيس الحكومة وإعفاء بعض الوزراء و كبار المسؤولين من مهامهم وحل البرلمان بغرفتيه {في حالة} حدوث أزمة سياسية خطيرة بالبلاد{{{ بين الدولة والشعب}}} حتى لا تتكرر مأساة الدول العربية... , {مستقبلا } وبكل بساطة ووضوح تام قد ننتخب حكومة وبرلمان يكونان في المستوى الجيد ثم بعد ذلك قد {{{يتغلغل}}} فيهما الفساد وفي دواليب الدولة و ذلك بفعل عامل مرور الوقت وأيضا بفعل التقادم ,آنذاك من سيحاكم من... ! !؟ فتحصل الأزمة في البلاد فيثور الشعب على حكومته وحتى على نوابه البرلمانيين والدولة بصفة عامة فيدخل الوطن في فصل آخرلا نعلم مدى خطورته...ولهذا ومن باب الاحتياط فقط لا من باب التشاؤم أو سوء نية يجب في الدستور الجديد أن يبقى الملك الحكم والفيصل والمرجع {{{الأخير}}} للدولة وللشعب معا عند حدوث قطيعة بينهما... ,فمصلحة الوطن فوق كل اعتبار...الملك سيتخلى عن صلاحيات ويحتفظ بصلاحيات
مقبول مرفوض
-1
2011/04/07 - 02:46
المجموع: 1 | عرض: 1 - 1

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

التعليقات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع

من شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات

مقالات ساخنة