الرئيسية | مستجدات التعليم | العنف المدرسي في المغرب ضحيته الأستاذ والتلميذ على السواء

العنف المدرسي في المغرب ضحيته الأستاذ والتلميذ على السواء

بواسطة
حجم الخط: Decrease font Enlarge font
بنكيران يزرو الاستاذ الذي تعرض للاعتداء بنكيران يزرو الاستاذ الذي تعرض للاعتداء
 

قف للمعلم وفّه التبجيلا، كاد المعلم أن يكون رسولا. كلمات لا يخطئ العقل معناها ولا يبخس أحد قيمتها، غير أن واقع المؤسسات التعليمية اليوم بالمغرب يوقع المتتبع في حيرة حين يبحث عن الأسباب التي أدت إلى فقدان المعلم هذه المكانة وتحوله إلى عدو يتحين التلميذ الفرصة لتوجيه طعنة غادرة إليه.

في الشهور الأخيرة، تكررت حوادث الاعتداء على رجال التعليم، إلى درجة وصل صداها إلى مجلس النواب، حيث أكد وزير التعليم أنه استحالة استمرار العنف وغياب الأمن وواقع التحرش في محيط المدرسة المغربية.

وكانت واحدة من أكثر الحوادث الخطورة وقعت في مدينة سلا، قرب الرباط، حيث تلقى أستاذ طعنة سكين في ظهره، وجهها إليه أحد التلاميذ، ما كاد يودي بحياته على الفور. وقد انتقل رئيس الحكومة عبد الإله بنكيران إلى منزل الضحية للاطمئنان على حالته.

وفي آخر حادثة سجلت خلال هذا الأسبوع، إذ قام طالب من دولة دجيبوتي يحضر دراساته العليا بكلية العلوم بمدينة فاس بالاعتداء على أستاذ في الكلية نفسها بواسطة سلاح أبيض، لأنه منحه نقطة لم ترضه.

عوامل وعواقب مقلقة

كشفت معطيات حصلت عليها "إيلاف" من وزارة التربية الوطنية أن عدد قضايا العنف المدرسي المسجلة ما بين أيلول (سبتمبر) 2012 وشباط (فبراير) 2013 يصل إلى 1110 حالات، سجلت 247 حالة منها في شهر تشرين الأول (أكتوبر) وحده.

وعزا مصدر مطلع في الوزارة لـ "إيلاف" أسباب العنف داخل المدارس إلى المؤثرات الاجتماعية - الثقافية التي تتداخل بالأنشطة التربوية للمؤسسة التعليمية، بفعل العلاقة القائمة بين المدرسة وباقي المؤسسات الاجتماعية خصوصًا ما تعبق منها بالأسرة، إلى جانب طبيعة التنشئة الاجتماعية، والتعويض عن الفشل، والتأثر بأفلام ومسلسلات وبرامج العنف، وضعف التواصل بين المؤسسات الاجتماعية وإدارات المدارس.

وأوضح المصدر أن عواقب العنف المدرسي تتجلى في الشعور بالظلم، والخوف، ونقص الثقة بالنفس، والإحساس بالإهانة والدونية، والتأثير السلبي على قدرات التلاميذ التحصيلية، والرغبة في الانتقام والعنف المضاد، وكراهية بعض المواد الدراسية، وكراهية المدرسة، والغياب المتكرر، والانقطاع التام عن الدراسة.

براءة الأمراض النفسية

لا ينشأ العنف دائمًا من الأمراض النفسية. هذه خلاصة تحليل الأستاذ الدكتور إدريس موساوي، مدير مركز الأمراض النفسية بمستشفى ابن رشد الجامعي في الدار البيضاء، لظاهرة العنف المدرسي في المغرب.

وأوضح موساوي لـ "إيلاف" خلاصة تحليله هذه بالقول: "هناك زيادة في العنف بصفة عامة وليس فقط وسط التلاميذ، وربما هذا العنف كان موجودًا من قبل، لكن الناس لم تكن تتكلم عليه، فالصحافة الآن تكشف هذه الحوادث، وتجذب اهتمام الناس إليها بعد تقديم تفاصيلها".

وذكر موساوي أن التغيّر الذي عرفه المجتمع هو أحد الأسباب المساهمة في ازدياد هذا الاهتمام، وعندما يطرأ التغيير الاجتماعي في أي مجتمع، فهذا يؤثر على الفرد خصوصًا ذوي النفوس الضعيفة".

وأكد ضرورة الاهتمام أكثر بالجانب النفسي، قائلًا: "هذا لا يعني أن جميع مرتكبي هذه الأفعال العنيفة يعانون من أمراض نفسية، إذ يجب أن نفرق بين اتلمصابين بالفصام أو بالاضطراب ذات القطبين، وبين ناس عاديين قد يكونون متوترين فيرتكبون الحماقات".

تهديد للمنظومة التربية

قال المدرس عبد المجيد صراط إن مظاهر العنف وانعدام الاحترام أضحت قاعدة تطبع السلوك في العديد من المؤسسات التعليمية، "وهذا مناف قطعيًا لمطالب المرحلة بضرورة ترسيخ قيم المواطنة والتأسيس لثقافة الاحترام داخل الفضاء المدرسي".

وأكد صراط لـ "إيلاف" أن هذا المنعرج الخطير يشكل تهديدًا صريحًا للمنظومة التربوية التي نريدها منتجة للقيم الأخلاقية، ولبناء قدرات التمحيص والنقد والاختيار العقلي المسؤول لدى الناشئة، باعتبار أن هذه المبادئ هي نقطة الارتكاز للتأسيس لمجتمع حداثي ديمقراطي".

وتساءل: "ماذا حدث حتى فقدنا زمام التحكم في سلوكيات بعض التلاميذ والمدرسين؟ هل لذلك علاقة بتراجع الوزن الاعتباري للمؤسسة التعليمية؟ أم أن مواكبتنا التطور الذي يفرضه العالم لم يكن بالكيفية والإمكانيات المطلوبة؟".

قال: "تشكل مدرستنا اليوم محطة للإحساس بالإحباط، وويجب إجراء تشخيص دقيق للمنظومة التربوية للوقوف على الاختلالات في الخيارات التربوية ونقص جودة منتوجها، إذ لم تعد تضطلع بأدوارها كاملة في التربية وفي نقل قيم المواطنة لدى التلاميذ".

وأقترح صراط اعتماد آلية الوساطة من خلال الاستماع والحوار بين المكونات التربوية المتضررة والمتناثرة من أجل التخفيف من حدة التوتر والتقليل من حجم السلوكات العدوانية، "كما يجب على الوزارة الوصية التفكير في وضع ميثاق للمدرسة المغربية لتحديد حقوق وواجبات مختلف الفاعلين والمتدخلين في الحياة المدرسية، والعمل على تكريس السلوك المهني لدى المدرسين، وعقد شراكات مع السلطات الأمنية، والأمن الوطني، والقوات المساعدة، والدرك الملكي، والعدل، لتنظيم حملات تواصلية للقضاء على العنف".

دور الأسرة

أكد محمد العلام، ممثل الآباء في المجلس الإداري بأكاديمية الدار البيضاء في التعليم الثانوي، ورئيس فيدرالية جمعية الآباء في ابن مسيك بالدار البيضاء، أن "هذه الظاهرة نزحت من أماكنها المعتادة وانتقلت إلى المؤسسات التعليمية، التي تحولت من فضاء للتربية والتكوين إلى فضاء للعنف اللفظي والجسدي واستعمال الأسلحة وترويج المخدرات، وعدد من المفاهيم التي لم تكن في المؤسسة".

وأوضح العلام لـ "إيلاف"، أن التربية ليست وقفًا على المؤسسة التعليمية وحدها، فالأسرة هي المؤسسة الأولى للتربية، "وإذا عدنا للسنوات الماضية نجد أن الأسرة كانت المحرك الأساس لتربية، إذ كانت توجه بفعل تعطشها للتربية للتكوين".

 أيمن بن التهامي

 
مجموع المشاهدات: 8777 |  مشاركة في:

الإشتراك في تعليقات نظام RSS عدد التعليقات (13 تعليق)

1 | جاب بوعزة
المعلم المستهتر بالمسؤولية الملقاة عليه
يجب مراقبة المعلم ومحاسبته على مستوى التلاميذ منذ بداية السنة إلى نهايتها لنعرف من الذي يعنف التلاميذ في مستقبلهم ويخرج من المدرسة فوجا من المنحرفين والمنحرفات .يجب إيفاد لجان مختصة من الوزارة لتفتيش مردودية المعلم ومواظبته وسلوكه ويعاين بنفسه من المسؤول عن تدني المستوى التعليمي .هناك معلمين خاصهم يرجعوا يقراوا باش يكون عندهم المستوى العلمي باش يعلم التلميذ ففاقد الشيء لا يعطيه .كما تقوم لجنة التفتيش الخاصة بالدرك الملكي ولجنة وزارة الصحة وحتى لجنة مراقبة القضاة .فالفالتين من التفتيش هم رجال التعليم بجميع مهامهم .وهذاالسبب الرئيسي في توالد النقابات وتفريخها لتدافع عن المقصرين مقابل أعمار ومستقبل الأبناء ومستقبل البلاد.الله يقطع دابر المقصرين والمقصرات في عملهن والسلام.
مقبول مرفوض
2
2013/03/19 - 11:47
2 | كمال88
عمى الالوان
من خلال اغلب التعليقات يستشف ان الاغبية ينظرون الى الامور من زاوية واحدة ويقدمون اراء يغلب عليها التعميم الظالم والقاسي في حق الكثيرين من ابناء هدا الوطن العزيز فكلما تعلق الامر بالتعليم الا ورايت السكاكين تشحد لان البقرة سقطت ارضا نعم هناك عديمي الضمير ولكن في كل المجالات وكل الوظائف والا فمن المسؤل عن سقوط عمارة فاس وغيرها وما سبب كارثة بلقصيريالتي دهب ضحية لها ثلاثة من رجال الامن ومن المسؤول عن حوادث السير في البلاد ومن ومن ومن اننا نعيش مشاكل مستعصية في جل القطاعات ويجب ان نصلح ما يمكن اصلاحه كل من موقعه والا فان السفية ستغرق والجميع سيكتوي بنار و غصة الحقد والفشل والتلاوم الدي لا يجدي فكفى من عمى الالوان ولنواجه كل مشاكلنا بقدر من السؤولية والاتزان شكرا اخوتي اخواتي
مقبول مرفوض
2
2013/03/19 - 05:46
3 | أب تلميذ
الأسرة المستهترة بالمسؤولية الملقاة عليها
دور الأسرة أصبح هزيل ، إستهتار وتنصل من المسؤلية التي غالبا ما تلقى على عاتق رجل التعليم، شماعة يعلق عليها ضعاف النفوس و الفاشلين فشلهم الذريع وتنصلهم من المسؤلية في تربية أولادهم. حقد دفين على رجالات يبرزه أولياء التلاميد في شحنهم ضد من يجب إحترامهم. إذ غابت التربية غاب العلم.
مقبول مرفوض
0
2013/03/19 - 06:00
4 | معلم
ارجعوا الى الصواب
اانتم من اوصلتم التعليم والمعلمين الي هذا المستوى بنكتكم الساخرة وسياساتكم العقيمة فيوم االاحفتال بعيد المعلم بكوريا الشمالية يغسلون للمعلم رجليه احتراما واجلالا لرسالته النبيلة ويكفينا معرفة ما وصلت اليه هذه الدولة من تقدم ورفاهية
مقبول مرفوض
-2
2013/03/19 - 09:32
5 | الى تعليق5
والله صدقت
والله العظيم صدقت يا اخي "الحنفي قدور" انا بنت الميدان ونسبة قليلة جدا منا تخاف الله وتتحرى الحلال وأصبح المخلص يسمى"مقلوبة عليه القفة" والذي يستغل النقابات ويتمرد على الادارة ويستغل معارفه بالنيابات يعتبر نفسه "عايق" ولكن نحن مع الوفا لأنه الوحيد الذي شخص المرض وسنتعاون معه بكل ما أوتينا من قوة سواء كآباء وأمهات التلاميذ أو كمواطنين عاديين أو حتى كموظفين نريد تخليق الحياة اليومية
مقبول مرفوض
1
2013/03/19 - 10:34
6 | ميمي حسن
حاشا غسل رجل المعلم
تغسل أرجل معلمي الستينات والسبعينات الله ارحم لهم الوالدين .أما كعلمي العصر الحاضر فخاصهم الرجم والسياط وحتى اللكم وإن شاء الله سيكون ذلك ماذا تنتجون الكسالى والمنقطعين بسبب تغيباتكم المتكررة وتمارضكم لعنة الله عليكم .إلا المخلصين منكم الذين يستحضرون الله في مزاولة عملهم فتحية إسلامية لهم.
مقبول مرفوض
-1
2013/03/20 - 01:18
7 | معلم
المعلم أول من يطرق بابه
إتقوا الله في حق المعلم ن ولا تعمموا تجارب الفشل ، لقد أنتجوا الكثير وبفضلهم صرتم تستطيعون الكتابة والقراءة والرد والشتم أيضا .
مقبول مرفوض
1
2013/03/20 - 10:23
8 | ميمي حسن
معلمي الستينات والسبعينات
معلمي الستينات والسبعينات هم الذين علمونا الكتابة والقراءة والردوالشتم والرد على التعليق 9 أما معلمي ومعلمات الثمانينات والتسعينات والألفية الحالية فماذا ينتجون جيلا أميا لا يعرف كيف يكتب رسالة جيل من المنحرفين والمنحرفات .لماذا بسبب الإستهتار بالمسؤولية والتسيب والتغيب اللامشروع وضعف وانخفاض الأداء التربوي وعدم بذل المجهودات من أجل الرقي ورفع مستوى التلميذ ماعدا بعض الناس المخلصين الذين يستحضرون عظمة الله ويعملون ليوم الحساب .أما أكثرالمستهترين بالعملية التعليمية فأعطاهم الله يأكلون السحت الله يخرج هذا الغش في صحتهم وفي أولادهم إن شاء الله.جول وطوف في مدرسة.................بنيابة الفداء مرس السلطان بالدارالبيضاء معلمة تبتزالتلميذات والتلاميذ المستوى السادس وتبيع لهم امتحانات الأسدس الأول وترفع لهم النقط مقابل النقود والهدايا والحلويات .وهي تتستر وراء أحد الموظفين بالنيابة وهو بدوره يضغط على المدير الذي يخاف على عرشه من الضياع أمام زوجته وأخلائه.
مقبول مرفوض
0
2013/03/21 - 09:30
9 | زاكوري منطقي
المنطق
هذا المعلم الذي تتحدثون عنه اليس اخوك او ابوك او صديقك او او ام ان المعلم جاء من المريخ و له اخلاق غير اخلاقكم انتم من انتج هذا المعلم وانتم من كونه ليصبح بهذا الشكل
مقبول مرفوض
1
2013/05/25 - 10:17
10 | عبد الصمد كريم
الاستاذ
لكي يجب ان تتوقف هذه المعارك بين الاستاذ و التلميذ يجب كف اذى الاستاذ اولا تم التلميذ سوف يفهم نفسه فيكف اذاه
مقبول مرفوض
2
2013/05/29 - 04:15
11 | علاء ا بو العلاء
العنف في المدا رس العربية
ان اي مجتمع له خصوصيه نا تجة عن ترا كما ت بيئيه واجتماعية ولعل مايحصل في اي مؤسسة هو نتاج سوى كان سلبيا او ايجابيا لتلك التراكمات فضهور المعلم بشكل ما حتما هو انعكاس لواقع المجتع ولعل ما يؤيد دلك هو اختفا ء اوقلة العنف في الشعوب المتحضرة
مقبول مرفوض
0
2013/07/12 - 10:44
12 | غيور
التوبيخ
يارحمة لمدرسي السبعينات الكفاءة الاخلاص ﻷمهنة اما جيل اليوم لكسل الرداءة التخلف الاستهتار بالمسؤوليةغير مكونين
مقبول مرفوض
0
2013/09/14 - 12:14
13 | ندى الزروقي
اوافقك الراي
معك الحق فهده الضاهرة لم تصبح تتواجد في بعض المدارس فقط ولكنه احتكرة الجميع
مقبول مرفوض
0
2015/04/03 - 10:13
المجموع: 13 | عرض: 1 - 13

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

التعليقات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع

من شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات

مقالات ساخنة