لاعبو المنتخب التونسي: التنظيم المحكم ليس غريباً عن المغرب ونطمح للتتويج بالبطولة

تحت حراسة أمنية مشددة.. المنتخب التونسي يُجري حصته التدريبية الأخيرة قبل مواجهة أوغندا

التبوريشة بملعب مولاي عبدالله خلال عزف النشيد الوطني في افتتاح كأس إفريقيا بحضور مولاي الحسن

مدرب منتخب جزر القمر يكشف أسباب إنهيار فريقه أمام المنتخب المغربي بعد صمود طويل

هل يمكن لعالم أكثر انقساما أن يتحد؟

وليد الركراكي يرد على انتقادات وتساؤلات الجمهور المغربي بعد الأداء غير المقنع أمام جزر القمر

في هذه اللحظة التاريخية .. شكرا شباب 20 فبراير

في هذه اللحظة التاريخية .. شكرا شباب 20 فبراير


محمد داير

لا نخفي سعادتنا بقرار الإفراج عن المعتقلين السياسيين الخمسة ، والشيخان محمد الفيزازي وعبد الكريم الشاذلي ، ومعتقلي مجموعة التامك ومن معه ، والمعتقل الحقوقي شكيب الخياري ، كيف لا وهم خلف القضبان لسنوات ، لا لشيء سوى أنهم لا يتفقون مع سلطات الرباط في سياساتها ، لتزج بهم في السجون بتهم ثبت مع مرور الزمن أنها غير مقنعة .

السلطات ستحاول عبر حملاتها للعلاقات العامة أن تحول تراجعها عن أخطائها بفعل الضغط الشعبي الذي تمارسه حركة 20 فبراير ، إلى تصوير المشهد وكأنه انفتاح سياسي حقيقي ، رغم أن الإفراج عن هؤلاء المعتقلين بقدر ما هو لحظة تاريخية نادرة في تاريخ المغرب ، لا يجب أن ينسينا العمل على تدشين لحظات أهم ببناء ديمقراطية مغربية تقطع مع مثل هذه الممارسات .

على الشباب إذن أن يواصلوا مظاهراتهم السلمية في الشارع ، حتى تحقيق جميع المطالب المرفوعة إلى السلطة الحاكمة ، لأن تاريخ المخزن علمنا ارتداده عن مجموعة مكتسبات ظن مناضلو السبعينيات أنها مضمونة للشعب المغربي ، لتكشر العقلية الأمنية عن أنيابها كلما سنحت لها فرصة الانقضاض على الخصوم السياسيين للنظام ، لذلك تبقى اليقظة وطلب المزيد من المكتسبات مسألة إستراتيجية في صراع الشغب المغربي ضد الظلم والاستبداد .

ففي الجانب السياسي على سبيل المثال ، ما زالت الأدوات السياسية للسلطة تشتغل في الميدان دون منافس ، بحيث لا يمكننا الحديث عن انفراج سياسي ، وحزب " الأصالة والمعاصرة " والذي يحظى برعاية فائقة من السلطة يجمع من حوله طغمة الانتهازيين المستفيدين من واقع الاستبداد والفساد ، في وقت مازال سياسيون مغاربة يحظر عليهم الاشتغال بالشأن العام فقط لأنهم عارضو توجهات النظام .     

وفي الجانب الاقتصادي ، لا زالت مؤسسات السلطة الاقتصادية هي اللاعب الأول في الميدان ، بحيث تمتص دماء المغاربة بأجور زهيدة ، لتكدس الأرباح في جيوب كبار الفاسدين بدون ضمان اجتماعي ولا حتى ضمانات التقاعد ، أما الأغلبية الساحقة من الساكنة النشيطة فلا تزال مواطن الشغل بعيدة المنال بالنسبة إليها ، لأن قواعد اللعب النظيف الاقتصادي شبه منعدمة ، وآليات توزيع الثروة ما زالت قرو – وسطية الطابع حيث الاحتكام للمال والجاه والنفوذ بدل الكفاءة والتكوين .

علي أي ، معضلات كثيرة لا تزال بحاجة إلى معالجة هادئة وعميقة ، ونحن لا نبخس الناس أشياءهم ، فبدل الحديث كل سنة وكل عقد عن اعتقال هذا وتعذيب ذاك ، وعن تعليق نشاط الحزب الفلاني أو إقفال مقر الجريدة الفلانية ، حيث تجاوزتنا الكثير من الدول في طي مثل هذه الملفات والتي ترجع إلى مراحل الانسداد السياسي زمن الحرب الباردة وثورات بلدان أوربا الشرقية ، بدل الحديث عن كل هذا  كان الأحرى بنا تطوير تجاربنا السياسية المغربية ، تجارب تنعكس على معاش كل مواطن مغربي وترتقي به إلى حياة أفضل وأرقى .

 في زمن الثورة المعلوماتية ، والتاريخ الذي يدون كل ساعة ودقيقة بجميع لغات الدنيا ، حذار أن نتحدث بعد سنة أو سنتين عن اعتقال هذا أو ذاك دون وجه حق ، فقد لا نستسيغ حينها أن يصدعوا رؤوسنا بالانفراج السياسي والإصلاحات الديمقراطية ، مع أننا غير مقتنعين لحد الآن أن المغرب يتغير بالفعل عدا بعض عمليات التجميل التي سرعان ما يتم الكشف عن زيفها مع مرور الزمن ، ونتمنى ألا نكون مخطئين .

وفي الأخير ، نتوجه بأسمى عبارات التهنئة لجميع المعتقلين وعائلاتهم ، ونتمنى من خالص أعماقنا أن نشهد مغربا سعيدا بجميع أبناءه ، كما نوجه خالص الشكر لحركة 20 فبراير والتي أفزعت بولادتها وترعرعها في شوارع مدن المغرب وقراه معاقل الاستبداد في أرض يوسف بن تاشفين ، ونطالبها بالمزيد من النضال من أجل مغرب يتسع لجميع أبناءه ، والشكر موصول قبل ذلك إلى ثورة الشعبين التونسي والمصري ، ومفجراها محمد البوعزيزي وخالد سعيد واللذان أضاءا درب الحرية لجميع الشعوب المستضعفة والمقهورة .
     



هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

*
*
*
ملحوظة
  • التعليقات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
  • من شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات
المقالات الأكثر مشاهدة