الرئيسية | دولية | 'شروط التطبيع' تكشف عن كره جزائري دفين للمغرب

'شروط التطبيع' تكشف عن كره جزائري دفين للمغرب

بواسطة
حجم الخط: Decrease font Enlarge font
'شروط التطبيع' تكشف عن كره جزائري دفين للمغرب
 

أكد خبراء شاركوا الأربعاء في ورشة عمل حول "المغرب الجزائر: الشروط الجزائرية، هل هي عقبة أمام التطبيع"، أن موقف السلطات الجزائرية التي وضعت شروطا مسبقة لتطبيع العلاقات مع المغرب غير مقبول.

 

ويأتي موقف هؤلاء الخبراء داعما للموقف الرسمي المغربي الذي ندد بشدة بتصريحات جزائرية رسمية رهنت فيها تطبيع العلاقات الثنائية وإعادة فتح الحدود البرية بين البلدين، بالعديد من 'الشروط' وصفتها الخارجية المغربية بأنها 'لا أساس لها وغير المفهومة'.

 

وشدد أستاذ العلاقات الدولية بجامعة محمد الخامس- أكدال بالرباط تاج الدين الحسيني، خلال هذا اللقاء الذي نظمه معهد أماديوس، على أن "فرض السلطات الجزائرية لشروط مسبقة من أجل تطبيع العلاقات مع المغرب لم يعد مقبولا في عالم اليوم، لأنه يتناقض مع مبادئ حسن الجوار والمعاملة بالمثل والأخوة التي يجب أن تحكم العلاقات بين البلدان الجارة".

 

وسجّل أن "المغرب أضحى موضوعا رئيسيا في السياسة الداخلية للجزائر"، ملاحظا أن أصحاب القرار الجزائريين "يحاولون خلق ميادين مواجهة مع المملكة بهدف صرف الانتباه عن المشاكل الداخلية للبلاد".

 

وقدمت الجزائر في يونيو/حزيران على لسان الناطق باسم وزارة الخارجية عمار بلاني، ما قالت إنها ثلاثة "شروط" لإعادة فتح الحدود البرية المغلقة مع المغرب.

 

وأصدرت وزارة الخارجية المغربية على الفور بيانا ردت فيه على هذه الشروط لتطبيع العلاقة مع المغرب جاء فيه "أن المملكة المغربية لا يسعها سوى التنديد بشدة بروح ومنطوق هذه التصريحات، والتعبير عن أسفها الشديد إزاء هذه المواقف المتجاوزة في منهجيتها وغير المبررة في محتواها".

 

وقالت وزارة الخارجية المغربية ان ‘الشرطين’ الأولين اللذين وضعتهما الجزائر يتحدثان عن "حملة تشهير تقوم بها الدوائر الرسمية وغير الرسمية المغربية ضد الجزائر" و"التعاون الفعلي للمغرب من أجل إيقاف تدفق التهريب، وخاصة المخدرات"، الا أن "الشرط" الثالث الأكثر خطورة يؤكد أن "الجزائر تضع قضية الصحراء في صلب العلاقات الثنائية".

 

وتعتبر الرباط ان دعم الجزائر لجبهة البوليساريو التي تسعى لإقامة دولة مستقلة على الصحراء المغربية موقفا عدائيا ومناهضا لوحدة المغرب الترابية.

 

وترفض الجزائر الرسمية التعامل بحكمة مع الحق المغربي في صحرائه، وترجع مساندتها ودعمها للجبهة المذكورة الى ما تزعم أنه دعم "لحق الشعوب في تقرير المصير".

 

وقال محمد بنحمو رئيس المركز المغربي للدراسات الاستراتيجية إن "المغرب أضحى مكونا أساسيا في السياسة الجزائرية". وأضاف أن "وضعية الجمود السائدة حاليا وغلق الحدود يعكسان خيارا استراتيجيا للجزائر" يعوق الاندماج المغاربي الذي "يعد الطريق الوحيد لرفع التحديات الجسام المفروضة على المنطقة".

 

وبخصوص التطورات الأخيرة في الساحة السياسية الجزائرية، استبعد بنحمو إمكانية حدوث تغيير عميق في اختيارات وأولويات السياسة الجزائرية تجاه المغرب.

 

وفي السياق نفسه، اعتبر رئيس المعهد المغربي للعلاقات الدولية جواد الكردودي أن "الجزائر تحرك ما تسميه التهديد المغربي وذلك بغية الحفاظ على النظام القائم الذي يواجه حاليا مشكل خلافة الرئيس عبد العزيز بوتفليقة".

 

وبعد أن أكد وجود سياسة "مناهضة للمغرب في الجزائر"، دعا الكردودي إلى ضبط النفس وتغليب خطاب التهدئة من أجل الخروج من وضعية الجمود التي تطبع العلاقات المغربية الجزائرية حاليا.

 

وقالت الخارجية المغربية إن المملكة تشهد المجموعة الدولية على تنكر الجزائر، مرة أخرى، لالتزامات قطعتها على نفسها كما تؤكد أنه "لا يوجد هناك أي مبرر لمعاكسة تطلعات الشعبين الشقيقين، ولاسيما حقهما المعترف به في حرية التنقل".

 

وأغلقت الحدود البرية بين المغرب والجزائر في 1994، إثر هجوم شنه إسلاميون في مراكش وحملت الرباط أجهزة الاستخبارات الجزائرية المسؤولية عنه.

 

وقررت الرباط آنذاك تطبيق نظام التأشيرات على الرعايا الجزائريين الذين يزورون المغرب، وردا على تلك الخطوة، أغلقت الجزائر حدودها مع المغرب كما ألغى المغرب التأشيرات في 2005 ثم الجزائر في 2006، لكن الحدود بقيت مغلقة.

 

وتقول الرباط إن "الجزائر نقضت من جانب واحد اتفاقية أبرمت على أعلى مستوى، وتم التأكيد عليها غير ما مرة، وهي فصل التعاطي مع ملف الصحراء المغربية عن تطور العلاقات الثنائية".

 

وتؤكد أنه منذ القرار المشترك بتنظيم لقاءات وزارية بغاية التطبيع الثنائي "احترم المغرب بشكل كامل، المقاربة التي تم وضعها والتي تحمي المسلسل الثنائي وتترك، بالموازاة مع ذلك وبشكل منفصل، البلدين يدافعان عن وجهتي نظرهما حول قضية الصحراء المغربية".

 

وأشار النائب البرلماني عن حزب الأصالة والمعاصرة المهدي بنسعيد إلى ضرورة الحفاظ على تواصل مغربي وثيق مع المجتمع المدني الجزائري لأنه "إذا ما حدث تغيير في المشهد السياسي الجزائري فإنه سيأتي بالتأكيد من الشارع".

 

كما دعا الأستاذ تاج الدين الحسيني إلى فتح قنوات جديدة للحوار مع الجزائر وإشراك المجتمع المدني والفاعلين الاقتصاديين في المقاربات الدبلوماسية الرسمية الرامية إلى تطبيع العلاقات الثنائية.

الرباط ـ ميدل إيست أونلاين
مجموع المشاهدات: 3370 |  مشاركة في:

الإشتراك في تعليقات نظام RSS عدد التعليقات (7 تعليق)

1 | خالد
ما هو السر في هذا
صراحة لا نعرف ما هو السر وراء إصرار المغرب على فتح الحدود واللي فاهم يفهمنا
مقبول مرفوض
7
2013/07/11 - 01:53
2 | ahmed
نجح الاستعمار في سياسة فرق تسود
الشعوب لا دخل لها في سياسات الحكومات حيث نجد ان الشعبين المغربي والجزائري متحابين فيما بينهم انا مغربي وعندي أفراد من العائلة يقطنون في الجزائر ندهب اليهم وياتون الينا ولاكن اقول لكم نجح الاستعمار في سياسة فرق تسود
مقبول مرفوض
8
2013/07/11 - 02:03
3 | Maghrabi sec
li yébrina nébrouh
Mahéd lmaghréb rbah sahra dialou ; rani ka nahléf rah hamro ma ychouf lkhir mén dzaiér
مقبول مرفوض
1
2013/07/11 - 03:49
4 | مغربي
إلى الجزائريين الذين يقولون نحن مسلمين
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:"الْمُسْلِمُ أَخُو الْمُسْلِمِ لَا يَظْلِمُهُ وَلَا يَخْذُلُهُ وَلَا يَحْقِرُهُ التَّقْوَى هَاهُنَا" وَيُشِيرُ إِلَى صَدْرِهِ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ، "بِحَسْبِ امْرِئٍ مِن الشَّرِّ أَنْ يَحْقِرَ أَخَاهُ الْمُسْلِمَ . كُلُّ الْمُسْلِمِ عَلَى الْمُسْلِمِ حَرَامٌ - دَمُهُ - وَمَالُهُ - وَعِرْضُهُ".
مقبول مرفوض
1
2013/07/11 - 04:15
5 | hasane
الوحدة المغاربية الى اين
حقيقة الامر مرة كون الاخوة العرب يكنون حقدا دفينا لبعضهم البعض اكثر من حقد اسرائيل لفلسطين, فوالله لوا عرف الوطنيون الاحرار ان مصير جهادهم ووحدتهم ضد المستعمر ستصل بابناء جنسهم الى هذا الامر لما اعلنوا الجهاد ولدعوا المستعمر من اجل ان يكرس استعماره ويتغلغل اكثر في بلداننا لعلنا نجني اكثر مما نجنيه لان ونحن مستقلون في اراضين والحقيقة انه استعمرنا في عقولنا وبدات الانانية تطغى على افكارنا واصبحنا نكنوا العداء والبغضاء والحقد لاخواننا اكثر ما نكنه لاعدائنا, فعيب كل العيب ان تكون بين المغرب والجزائر حدود فاصلة وهما البلدين الذين لوا اتحدا لما بقي في البلدين فقير ولا جائع واصبحتا دولتين لهما من المكانة ما لغيرهما ,واخذتا المكانة التي تستحقهما بلدين عاش في كنفيهما اسماء لا يمكن للتاريخ ان ينسى دورها ,وبعيدا عن الرابح والخاسر في هذه المعادلة التي حيرت جل التاصلين والباحثين والالمين بخبايا العلاقات الدولية , اقول لكل الساسة الجزائريين وحكامها على وجه الخصوص دعوا شعبكم يقرر مصيره فعلا ان كنتم تدعون الى تقرير المصير في حق الشعوب ونسيتم ان شعبكم لا يقدر ان يختار حتى من يمثله في انتخابات طلابية فما بالكم بتقرير مصيره
مقبول مرفوض
0
2013/07/11 - 04:21
6 | الربعي
العلاقة بين السلطات الجزائرية و السلطات في المغرب لم تكن مستقرة منذ القديم,لكن المشاكل المطروحة بين الدولتين تحتاج إلى مجهودات قوية لحلها ومنها ضرورة وجود حكومة قوية بالجزائر الشقيقة لمناقشتها,فمشكلة الحدود ومشكلة الصحراء المفتعلة كلها ملفات لا أعتقد أن الجزائر حاليا في وضعية يمكنها أن تتناول هذه القضايا مع السلطات في المغرب. تطبيع العلاقات بين الجزائر و المغرب مسألة تهم الجميع ولا حجة أمام تقاعس المجتمع المدني في كلا البلدين لمواجهة الطرف المتعنث في إيجاد الحلول لهذه القضايا
مقبول مرفوض
0
2013/07/11 - 05:53
7 | مغربي حقيقي
لا يصح الا الصحيح
فعلا مقاربة في محلها، فكيف لدولة بكل آمالها وعسكريا ومخابراتها لا تستطع حصر تدفق البترول إلى المغرب ، ويطالبون المغرب بحماية حدودهم من المخدرات، المشكل مشترك وحله يمكن ان يكون بتوافر جهود البلدين وليس بالغوغاء على المنابر،
مقبول مرفوض
1
2013/07/11 - 07:03
المجموع: 7 | عرض: 1 - 7

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

التعليقات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع

من شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات

مقالات ساخنة