الرئيسية | حوادث وقضايا | المغرب: المجاهرة بإفطار رمضان، حرية فردية أم مسٌ بالمشاعرالدينية؟

المغرب: المجاهرة بإفطار رمضان، حرية فردية أم مسٌ بالمشاعرالدينية؟

بواسطة
حجم الخط: Decrease font Enlarge font
الصحافية زينب الغزوي من بين مؤسسي "حركة مصايمينش"  وهي تفطر رمضان العام الماضي الصحافية زينب الغزوي من بين مؤسسي "حركة مصايمينش" وهي تفطر رمضان العام الماضي
 

تجدد الجدل في المغرب حول المجاهرة بالإفطار خلال رمضان، إثر دعوة مجموعة من الشبان عبر مواقع التواصل الاجتماعي إلى الإفطار العلني، وإلغاء الفصل 222من القانون الجنائي، وفي المقابل قوى محافظة تدعو للحفاظ على القيم المجتمعية.

عادت "حركة ماصايمينش"، أي "لسنا صائمين" للظهور من جديد عبر دعوة أعضائها إلى إفطار رمضان، وذلك من خلال رسائل نشرتها على صفحتها في فيسبوك. و اعتبرت "الحركة" على صفحتها الرئيسية على الموقع الاجتماعي فيسبوك أن من حقهم الإفطار في رمضان مادامت حرية فردية تكفلها المواثيق الدولية، وأضافت بأن القصد من الإفطار العلني في المقاهي والمطاعم ليس استفزاز الصائمين لأن ما يهم (أعضاء الحركة) هو حرية العقيدة.

عماد الدين حبيب أحد النشطاء البارزين في "حركة ماصايمينش" في تصريح لـ DWيقول: " جديد الحركة لهذه السنة هو التعاون مع حركات من عدد من الدول في الشرق الأوسط و شمال إفريقيا، والذي سيترتب عليه تنظيم أكبر في المستقبل". ويضيف عماد" هدفنا هو التعريف بالحركة وخلق نقاش حول مطالبنا، بكل بساطة نريد تغيير القوانين وليس خرقها".

من جهته نزار بنماط وهو ناشط يدعو إلى المجاهرة بالإفطار يقول" حركة ماصايمينش هي حركة أفرزتها نضالات حركة الحريات الفردية في المغرب منذ ما يزيد عن 10 سنوات والتي أعطتها  الحركة البديلة للدفاع عن الحريات الفردية" المسماة اختصارا بـ"حركة مالي" نفسا جديدا، نشأت الحركة انطلاقا من التواصل الافتراضي عبر فيسبوك، ومطلبنا عادل ومعقول، هو إلغاء الفصل 222 من القانون الجنائي المغربي الذي ليس له علاقة بالإسلام ولا بالدستور الحالي".

صراع حول القيم

يفسر لحسن السكنفل رئيس المجلس العلمي لتمارة(هيئة علماء ترعاها وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية)، بأن رأي الشريعة الإسلاميةواضحة في هذه المسألة، فكل شيء يمس المقدسات ممنوع شرعا وقانونا، المجاهرة بالإفطار العلني انتهاك لحرمة رمضان، وما يقوم به هؤلاء الشباب تحدي لشعور المسلمين، ودعوتهم للإفطار العلني "دعوة غوغائية للفتنة" يضيف الشيخ السكنفل. و يعتبر الشيخ السكنفل أن الصوم شأن بين العبد وربه، لكن أن تتحول هذه الحرية إلى استفزاز شعور الصائمين فهذا مرفوض تماما.

ويؤكد الباحث في علم الاجتماع الديني رشيد الجرموني، أن المجاهرة بالإفطار العلني مسألة ظهرت مع موجة التحرر التي يعرفها العالم، تحلل من القيم والتقاليد، وترسيخ لما يسمى بـ"بروز الذات". ويضيف الجرموني "اليوم نعيش فجوة قيم ونزعات تدعو إلى التحرر من الدين والتقاليد".

بوادر الجدل القائم حول موضوع الإفطار العلني في رمضان يعود إلى سنة 2009 عندما خرجت " الحركة البديلة للدفاع عن الحريات الفردية"، وحاولت تنظيم غداء جماعي قرب محطة القطار في مدينة المحمدية وما تمخض عنه من سجال بعدها وصلت تداعياته إلى البرلمان المغربي.

ويأتي الجدل هذه المرة حول مسألة المجاهرة بإفطار في ظرفية خاصة، حيث يتولى حزب العدالة والتنمية الإسلامي قيادة الإئتلاف الحاكم في المغرب.

الجدل حول الفصل 222 ليس مجرد سجال قانوني


حاتم بكار محام بهيئة مدينة القنيطرة يقول في حديث لـ DW"إن الفصل 222 من الناحية القانونية له مرجعية شرعية كأصل، بمعنى تحريم إفطار رمضان، أما من الناحية العقابية فهو قانون وضعي وليس له أي علاقة بالشرع" ، مشيرا إلى أن هذا القانون يعاقب على الإفطار العلني لما في ذلك من مساس بحرمة هذا الشهر واستفزاز لمشاعر المسلمين.

وينص القانون على عقوبات ضد الذي يجهر بإفطار رمضان دون عذر. وتصل العقوبات إلى ستة أشهر سجنا وغرامات مالية. وأصدرت محاكم مغربية في السنوات الماضية عقوبات بالسجن ضد مجاهرين بالإفطار"دون عذر".

وارتباطا بحرية العقيدة و إلغاء الفصل 222 الذي تدعو إليه "حركة مصايمينش"، تم مؤخرا في باريس تأسيس "مجلس المسلمين السابقين"، يضم حوالي ثلاثين فردا، وهدف "المجلس" حرية الرأي و التعبير والعقيدة.

 ويكتسي الجدل حول المجاهرة بالإفطار في شهر رمضان، أبعاد سياسية وثقافية تتجاوز مجرد الخلاف حول بند قانوني، حيث يرى محللون بأن هذه القضية ليست سوى فصلا من فصول الصراع بين التيارات الإسلامية والليبرالية العلمانية في البلاد. ففيما يرى الليبراليون دعوة النشطاء للإفطار العلني مظهرا لممارسة الحرية الفردية، ويعتبرون ذلك جزءا من مفاهيم الدولة المدنية القائمة على الفصل بين الدين والدولة.

بينما يرى المحافظون بمن فيهم هيئات علماء دين وقوى التيار الإسلامي، دعوة الإفطار العلني "تحديا" لمشاعر وقيم المجتمع المغربي المسلم. وقد خلت الحكومة التي يرأسها الإسلامي عبد الإله بن كيران على الخط، حيث شدد وزير الاتصال والناطق الرسمي باسم الحكومة مصطفى الخلفي على أن الحكومة ستكون حازمة ضد من يجاهر بالإفطار دون عذر، ووصف حملة الشبان الداعين للإفطار العلني، بأنها "استفزاز لمشاعر الشعب الإسلامية".

وتتسم العلاقة بين الدين والدولة في المغرب بتداخل كبير إذ يعتبر الملك "أميرا للمؤمنين" وبالإضافة إلى سلطاته الدستورية المدنية يخوله الدستور سلطات دينية ضمنها كونه" حامي الملَة والدين". كما يعتبر الدستور المغربي "المسَ" بالدين الإسلامي من المحرمات.

 

عن دويتشه فيله

مجموع المشاهدات: 2230 |  مشاركة في:

الإشتراك في تعليقات نظام RSS عدد التعليقات (9 تعليق)

1 | مغربي حقيقي
لا يصح الا الصحيح
بما أننا ندافع على احترام القوانين المنضمة لهذا البلد العزيز علينا، فما على الذين يريدون الإفطار في رمضان الامتتال لقانون 222، وما عليهم الا ان يتوجهو إلى احد الفرق البرلمانية ويقترحون مشروع قانون يبيح الإفطار، واد داك عند التصويت عليه سوف نحترم هذا القانون، أما والحالة التي نوجد عليها ، فلا ناخد على الذين يريدون تطبيق قانون 222 بانهم مخبرون، بل انهم مواطنون مغاربة يمتتلون لقوانين البلاد، ففي البلدان الديمقراطية عندما يرى مواطن مشتبه به يقوم بالأعلام به إلى السلطات ، ويعتر بالنسبة إلى شعب مواطن نموذجي لانه يريد تطبيق القوانين
مقبول مرفوض
0
2013/07/21 - 01:56
2 | madloum hta l3dam
ji3aniiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiine
wa ji3aniiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiine tfooooooooooooooooooooooooooooooooooooooooooooooooooooooooooooooooooo allah il3ankom
مقبول مرفوض
0
2013/07/21 - 01:58
3 | مسلم
لا لتحدي مشاعر المسلمين
إن الصوم لله وحده وهو الذي سيجازي كل عبد عن فعله و عمله ؛ لكن مطالبة هؤلاء الأشخاص بعدم الإفطار علانية يأتي من كون أنه إذا رأينا المنكر و سكتنا عنه سيسلط الله علينا العذاب أجمعين لأننا لم ندافع عن ديننا و تركنا بعضا من أمتنا يحارب الله و نحن وقفنا نتفرج لأنه إذا نزل عذاب الله أو سخطه على الأمة فأول من يناله الساكتون عن الحق. ربنا لا تؤاخذنا بما فعل السفهاء منا. نطلب لنا ولهم الهداية والرجوع إلى الحق.
مقبول مرفوض
2
2013/07/21 - 02:02
4 | مسلم صائم قائم والحمد لله
رمضان فرض على كل مسلم
أولا - ليس كل مغربي مسلم. فهناك اليهود وهناك النصارى فهم أحرار في ذلك .ولكن بدون تشهير ثانيا - ليس كل مسلم سليم الجسم والعقل فهناك من له العذر أي أنه مريض . ولكن بدون تشهير ثالثا - أكبر اختبار لإيمان العبد بربه هو رمضان فتجد المؤمن رغم الحر والشهواة يقاوم ولا يستطيع الإفطار ولو أذى به ذلك إلى الموت . رابعا وأخيرا -وخلاصة القول إن رمضان فرض على المسلمين فقط. أما اليهود والنصارى والمرتدين والمشركين فذاك شأنهم صامو أم أفطرو .مالم يشهروه
مقبول مرفوض
2
2013/07/21 - 02:37
5 | الصهرات المشبوهة
معنى الحرية
نويل كانت: لا أحد يستطيع إلزامي بطريقته كما هو يريد (كما يؤمن هو ويعتقد أن هذا هو الأفضل للآخرين) لأصبح فرحا ومحظوظا. كل يستطيع البحث عن حظه وفرحة بطريقته التي يريد وكما يبدو له هو نفسه الطريق السليم. شرط أن لاينسى حرية الآخرين وحقهم في الشيء ذاته. جون ستيوارت ميل: السبب الوحيد الذي يجعل الإنسانية أو جزء منها تتدخل في حرية أو تصرف أحد أعضاءها هو حماية النفس فقط، وإن السبب الوحيد الذي يعطي الحق لمجتمع حضاري في التدخل في إرادة عضو من أعضائه هو حماية الآخرين من أضرار ذلك التصرف. حرية في العلم في التقافة الأفكار الجديدة في رفع المستوى المعيشي لوطني ماشي في الصهرات المشبوهة خمر حشيش زنى كفر عبادة الغربي لكي يقول له إنه منفتح حتى نسي أنه إنفتح كتيرا ونسي سرواله في إحدى الصهرات المشبوهة
مقبول مرفوض
0
2013/07/21 - 02:58
6 | KARIMA
WOW
3LASH MAKIDAF3OSH 3LA LE DROIT DIAL LA JUSTICE FEL MAGREB ???? 3LASH MAYTKELMOSH 3LA DIMOCRACIE??? 3LASH MAYDAF3OSH 3LA DOLM LIKAYN??? !!!! YEHEDRO GER 3LA RAMADAN !!! CHMAYET......WHY THEY DON T TALK ABOUT THE LUCK OF DIMOCRACIE IN MOROCCO?????
مقبول مرفوض
0
2013/07/21 - 03:01
7 | tazi
defi
ils ne peuvent pas le faire en plein publique. on connait les simples marocains je vous defi de le faire.
مقبول مرفوض
1
2013/07/21 - 04:55
8 | jamal
torino (italie
إلى أي طينة تنتمون ?فما أنثم إلا شواد لعنة الله عليكم ,إذا كنتم تبحثون عن الشهرة فقد أخطأتم الطريق بل ستجدون سوى الهروات في إنتظاركم وأخص بالذكرالأحياء الشعبية.فالسؤال المطروح لماذا تريدون التشهير بالإفطار? ربما تريدوا أن تقولو للغرب بأنكم متفتحين ,(معمرالإنفتاح ما كان على حساب عقيدتنا الإسلامية) الله يهديكم يا شواد إلى الصواب.
مقبول مرفوض
1
2013/07/21 - 05:13
9 | Robio
Conseil
Je vous conseille de rester prisionnier chez vous. Votre probleme n est pas politique mais social. Car si vous sortez vous serez lincher par la sosiete. Le maroc est ainsi depuis des siecles et c est pas vous qui allez le changer.
مقبول مرفوض
0
2013/07/21 - 08:31
المجموع: 9 | عرض: 1 - 9

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

التعليقات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع

من شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات

مقالات ساخنة