الرئيسية | متفرقات | منطقة المنكوب باقليم فجيج.. وصول فريق الإحصاء مناسبة ليتجمع عدد من الأسر الرحالة تحت سقف خيمة واحدة

منطقة المنكوب باقليم فجيج.. وصول فريق الإحصاء مناسبة ليتجمع عدد من الأسر الرحالة تحت سقف خيمة واحدة

بواسطة
حجم الخط: Decrease font Enlarge font

(الحسين لعوان)

المنكوب (إقليم فجيج) /12 شتنبر 2014/ومع/في الساعة الثامنة والنصف من صباح أحد أيام الأسبوع الثاني من عملية الإحصاء وصل الشابان محمد بن علا باحث إحصاء، ومصطفى كبوري مراقب منطقة إحصاء إلى إحدى الخيام المتفرقة والمتناثرة في منطقة "المنكوب" في جماعة بني كيل القروية التي تعد الأكبر من حيث المساحة بإقليم فكيك.

"مرحبا بكم.. مرحبا بكم.. تفضلوا.. تفضلوا"، بهذه الكلمات استقبلت أسرة الشرقاوي الفريق المكلف بعملية الإحصاء داخل خيمته التي تقرر مسبقا أن تكون نقطة التقاء رحل متواجدين في ضواحي هذه المنطقة التي تبعد عن مدينة بوعرفة بنحو 73 كلم، حتى يتم إحصائهم وليساهموا بحضورهم في إنجاز هذه العملية الوطنية الهامة والكبرى.

بعد أخذ قسط من الراحة بادر عون السلطة (الشيخ) الذي رافق فريق الإحصاء، موجها كلامه للرحل الذين يعرف الكثير منهم حق المعرفة، "هاد الناس هم أصحاب الإحصاء جاوا باش يحصيوكم... كولشي غادي يتحصى ...هادشي في مصلحتكم ومصلحتنا جميع". بكل جرأة وعفوية نطق رب الأسرة "مرحبا يا الشيخ مرحبا نحن مع مصلحة البلاد".

انطلقت عملية الإحصاء، شرع الشابان بن علا وكبوري في استقاء المعطيات من الرحل الذين تجمعوا بهذه المناسبة ، في الوقت الذي انهمك فيه في رب الأسرة صاحب الخيمة في إعداد الشاي والأكل ليؤكد مجددا كرم الضيافة الذي طبع على دوام ساكنة المنطقة وليشرك الحاضرين ولو بشكل متأخر في وليمة حفل زفاف أقامه لأحد أبنائه مؤخرا.

بكل بساطة وثقة في النفس، تجاوب عدي ايت باحدو، رب إحدى الأسر الرحالة، مثله مثل باقي الرحل الذين كان الإحصاء مناسبة للالتقاء بعضهم البعض وتقاسم همومهم وأخبارهم ، مع الباحث الذي يستقي منه معطيات مطلوبة في الاستمارة الخاصة التي تضمنت أسئلة راعت خصوصيات هذه الفئة ووضعها الاجتماعي.

مرت عملية إحصاء هذا التجمع الأول من فئة السكان الرحل المتواجد في هذه المنطقة في ظروف جيدة وأجواء خاصة سادتها روح التضامن ولم تخل من مرح وتبادل لأطراف الحديث بين جميع الحاضرين داخل الخيمة، لما يناهز خمس ساعات تقريبا.

أبان الرحل، طيلة هذه المدة التي قضاها معهم فريق الباحثين، وبساطة وسخاء يميزهم عن غيرهم ، عن انخراطهم في هذه العملية الإحصائية من خلال تجاوبهم التام والصريح أيضا مع الباحثين وساهم حسن الاستقبال وكرم الضيافة اللذين حظي بهما الشبان الساهران على إنجاز عملية الإحصاء في التخفيف من تعب ومشقة الطريق إلى مناطق مترامية الأطراف ذات تضاريس وعرة .

وهو ما لم يفت الباحث الإحصائي محمد بن علا تسجيله في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء عقب انهائه مهمته في أول خيمة -تجمع بالمنطقة حينما قال "صراحة تعامل المستجوبون معنا بنوع من الطلاقة، هم أناس بسطاء يقدمون جل المعلومات المتوفرة، رغم أن هناك أحيانا بعض المشاكل كعدم معرفة تاريخ ازدياد الأبناء مثلا، لكن تواجد مجموعة من الوثائق كالحالة المدنية أو البطاقة الوطنية سهل علينا مجموعة من الأمور".

وعن أهمية العملية الإحصائية للرحل، يقول بن علا الشاب العاطل من حملة الشهادات العليا، إن الإحصاء العام لسنة 2014 ، جاء بمجموعة من الأسئلة الجديدة، منها ما يهم هذه الفئة من السكان الرحل، كمعاناتهم مثلا مع إشكالية البعد عن المدارس التي تتسبب في الهدر المدرسي أو صعوبة الحصول على الماء وغيرها، مؤكدا أهمية الوصول إلى هؤلاء الرحل لإحصائهم دون نسيان أحدهم من أجل وضع مخططات تساعد على مواجهة مثل هذه المشاكل.

لحسوسي الختير، مشرف جماعي بجماعتي بني كيل وبوعرفة والذي يراقب العملية ويقدم عند الضرورة مساعدة خاصة للباحثين بالنظر لخصوصيات السكان الرحل، لم يخف بدوره حفاوة الاستقبال والتجاوب السريع والتلقائي لهذه الفئة مع الفريق مما سهل إنجاز مهمته في ظروف جيدة بل واستثنائية.

واستطرد لحسوسي قائلا "الأجواء وطنية بامتياز، ليس هناك عراقيل أو إكراهات، رحبوا بنا ومرت العملية في أحسن ما يرام وكل من الباحث والمراقب قاما بإحصاء واستجواب هذا التجمع الأول من الرحل الذي شكل انطلاقة لتعداد هذه الفئة بالإقليم ".

وبالنسبة لبعض المشاكل التي قد يواجهها الباحثون الإحصائيون، في إحصاء هذه الفئة من السكان ، قال مصطفى كبوري مراقب منطقة الإحصاء في جماعة بني كيل،إن هناك المشكل الرئيسي يتمثل في شساعة المساحة التي يتعين تغطيتها وترامي أطراف مناطق الإحصاء، مشيرا في هذا الصدد إلى "نموذج هذه الجماعة المعروفة بمساحتها الكبيرة التي تم تقسيمها فقط إلى منطقتي مراقبة، وكل منطقة مراقبة تضم منطقتي إحصاء".

وأضاف أن المشكل الذي قد يطرح أحيانا في مثل هذه المناطق هو صعوبة تعرف الباحث على ميدان تحركه ، مبرزا في هذا الصدد الدور الكبير الذي تلعبه السلطة المحلية والشيوخ في هذا الإطار حيث "نستعين تقريبا بنسبة 90 إلى 99 في المائة" بأعوان السلطة تحت إشراف السلطة المحلية والمشرف الجماعي الذي يرافقنا في هذه العملية"، وذلك بالنظر إلى معرفتهم التامة بهذه المناطق وبحركية وتنقلات الرحل الذين يتواجدون في تجمعات سكنية قليلة ودواوير مشتتة.

وقد تمكن فريق الباحثين، بفضل المجهودات التي بذلوها بمساعدة السلطة المحلية وأعوان السلطة (الشيوخ والمقدمين) الذين ساهموا في تحديد أماكن تواجد الرحل، خلال صباح اليوم الأول من اليومين المبرمجين لتعداد هذه الفئة (10 و11 شتنبر)، من إحصاء هذا التجمع السكاني المكون من الأسر الرحالة المتواجدة في هذه المنطقة .

وأكد المشرف الإقليمي على الإحصاء بإقليم فجيج - بوعرفة، مهنديز أحمد، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، أنه من أجل ضمان سير عملية إحصاء الاسر الرحل تم التنسيق المسبق مع السلطات المحلية حيث تم تحديد أماكن ونقط تواجد هذه الفئة التي تراجع عددها بشكل كبير جدا، مشيرا في هذا الصدد إلى أنهم يتوزعون خصوصا بين مناطق تابعة لجماعات عين الشواطر (26 رحالة موزعين على ثلاث أماكن)، وبوعنان (9 أسر رحالة)، وبني كيل المعروفة بكونها منطقة الرحل غير أنه لا يتواجد بها حاليا إلا 26 خيمة، وتندرارة (2 أسر رحالة)، فضلا عن تالسينت التي شكلت استثناءا حيث تم تسجيل 45 أسرة رحالة.

وأضاف أنه بخصوص التعبئة لهذه العملية بالنسبة لإقليم فجيج ككل، تم تجنيد ما يزيد عن 306 من الموظفين وحاملي الشهادات (55 في المائة) موزعين على 79 مراقب (71 مراقب رسمي و8 احتياطيين)، و221 باحثا (200 باحث رسمي و21 احتياطيا)، فضلا عن ستة مشرفين جماعيين (موزعين على ست مناطق إشراف)، وكذا تعبئة 345 عون سلطة.

وخلص إلى أنه إلى غاية الثامن من شتنبر الجاري وصلت عملية إحصاء الساكنة إلى نسبة 98ر51 في المائة، مشيرا إلى أن هناك مناطق إحصائية من أصل 200 منطقة إحصاء بالإقليم تم الانتهاء من تعداد سكانها بفضل تعبئة الموارد البشرية واللوجيستية أيضا (56 سيارة).

مجموع المشاهدات: 2430 |  مشاركة في:

الإشتراك في تعليقات نظام RSS عدد التعليقات (0 تعليق)

المجموع: | عرض:

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

التعليقات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع

من شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات

مقالات ساخنة