الرئيسية | ثقافة وفنون | حصريا لـ"أخبارنا": "یوسف كزوم" مؤلف وموزع أشهر موسیقى الأفلام الأمريكية يقدم نفسه للجمهور المغربي.. من الصفر إلى العالمية

حصريا لـ"أخبارنا": "یوسف كزوم" مؤلف وموزع أشهر موسیقى الأفلام الأمريكية يقدم نفسه للجمهور المغربي.. من الصفر إلى العالمية

بواسطة
حجم الخط: Decrease font Enlarge font
حصريا لـ"أخبارنا": "یوسف كزوم" مؤلف وموزع أشهر موسیقى الأفلام الأمريكية يقدم نفسه للجمهور المغربي.. من الصفر إلى العالمية
 

أخبارنا المغربية: عبدالاله بوسحابة

لا شك أن السنوات الأخيرة، شهدت بروز عديد من الأسماء المغربية التي تمكنت من التحليق عاليا، بفعل ابداعاتها واجهاداتها وأيضا شهرتها التي تخطت كل الحدود، والأمثلة كثيرة جدا، اخترنا لكم من بينها اسم حقق شهرة عالمية في مجال "الموسيقى التصويرية"، ويتعلق الأمر بالشاب "يوسف كزوم"، الذي استطاع أن يثبت ذاته كواحد من بين أبرز المختصين في هذا المجال على المستوى العالمي.

ومن أجل تقريب الجمهور المغربي من هذا الشاب المبدع، كان لموقع "أخبارنا" حديث خاص معه، حيث اختار أن يتقاسم مع الجميع تجربته الطويلة، فكان الحوار التالي:

كيف تولد عشقك للموسیقي ؟

منذ سن السابعة كنت أتردد بإستمرار على قاعة سینما الحي في مراكش أین ولدت، أتذكر أنني كنت مولعاً بموسیقي الفیلم إلى درجة أنني كنت أنسى أحداثه، الموسیقي كانت تعیش بداخلي، لكني لم أتوقع في یوم من الأیام أنني سأعد موسیقى عدة مواسم من مسلسل التلفزیوني "بووار رانجر" "Power Rangers"، الذي كنا نتابعه آنذاك بحماس.

متى توجھت إلى موسیقي الأفلام؟

بداية من سن الحادیة عشر، بدأُت أفكر في تعلم الموسیقى وبالتحدید موسیقي الأفلام، لا أتذكر بالضبط متى حصل التغیر لكن الموضوع أصبح أكثر جدیة عند الثامنة عشر، بالرغم من ھذا لم أكن أخطط یوماً للتواجد في ھولیود، لقد حدث ھذا بصفة تلقائیة.

ھل یمكن القول إن ما یشد إنتباھك في الأفلام ھو الشریط الصوتي؟

بالتأكید، حاول مشاھدة أي فیلم من دون صوت وسوف تجد الجواب على هذا السؤال، إن الصوت ھو الذي یٌحِدث كل الفارق، لدیه القدرة على خلق العواطف وتزیینھا وھذا بالضبط ما أسعى إلیه، أن یقشعر بدٌن المشاھد وأن یعیش أحداث الفیلم وكأنه أحد أبطاله، مازالت إلى الآن راسخة في ذاكرتي تلك اللحظات السحریة التي كنا نعیشھا و نحن صغار في قاعات العرض، كنا نخرج من السینما والأحلام تملأ مخیلاتنا.

أن تصنع إسمك في أوروبا و منها إلى ھولیود، ألم یكن ذلك صعبا؟

أجل، بطبیعة الحال، في البدایة غادرت موطني إلى كندا لأتابع دروسا في ھندسة الصوت والماسترینغ بـ "فانكوفر فیلم سكول"، لم تكن ھذه التجربة سھلة على الإطلاق، خصوصاً أنني من عائلة متوسطة بمراكش،بالرغم من أنني الإبن الوحید لوالدَّي المطلقین إلاَّ أن وضعیتنا المالیة لمتسمح التي بدخول مجال الموسیقى، ھذا ما دفعني للإعتماد على نفسي فبدأت بمرافقة بعض الأوركسترات المحلیة في الحفلات الخاصة لجني النقود والتمكن من السفر إلى الخارج وتحقیق حلمي.

بالعودة إلى تجربتي في كندا، بعد إنھاء دراستي تابعت تربصاً لدى "أستودیو 189"، كان ذلك ِجد َّ صعب، خاصة أنني كنت مجبراً، بالإضافة الى الفرنسیة التي كنت أجیدھا، إلى تعلم الإنجلیزیة وإتقانھا، لكن تبقى طبیعة المناخ الكندي من أصعب العوائق التي واجھتھا والتي دفعتني إلى مغادرة كندا لاحقاً.

في السنة الموالیة قررت صقل تكویني الأكادیمي بالإنضمام إلى أكادیمیة الموسیقى بـ "جیت" في بروكسیل ''L'Académie de Musique de Jette" لمدة أربع سنوات، في ظل المنافسة الشدیدة التي یعرفھا مجال موسیقى الأفلام، كانت ھذه الخطوة أساسیة لإبراز موھبتي، لم یكن شغفي بالموسیقى كافیاً، فكان من الضروري التمكن من الجانب التقني لموسیقى الأفلام.

بمجرد أن أكملت دراستي قمت بتأسیس شركتي الخاصة "ساوند سكور" ببلجیكا، وبدأت بتألیف موسیقى بعض الإعلانات والأفلام القصیرة وكذلك المرافقة الصوتیة لبعض الإحتفالیات والأفلام المؤسساتیة.

سنة 2010 تلقیت دعوة لحضور مھرجان الفیلم "دخلة" الذي استمر لمدة أسبوع، و خلاله أتیحت لي فرصة المشاركة في دورة تدریبیة من تنشیط المبدع "ھیومي مان"، ویعتبر ھذا اللقاء نقطة تحول في مسیرتي الفنیة خصوصاً بعدما خاطبني قائلا: "یوسف، لدیك كل المؤھلات اللازمة لتنجح في ھولیود، علیك أن تذھب وتجرب حظك".

بقیت كلمات ھذا العملاق راسخة في ذھني، بمجرد عودتي إلى بلجیكا، تحدثت مع مدیر أعمالي جورج من وكالة "أوتیكونس" الذي شجعني ھو الآخر للإنقضاض على ھولیوود، حيث قام بالإجراءات اللازمة لتحقیق ذلك.

ھذه الفترة التي امتدت لقرابة السنتين، كانت شاقة للغاية من كل الجوانب: الإدارية، اللوجستية، المالیة والعائلیة، اضطررت خلالھا إلى إتخاذ بعض القرارات الحازمة والمجازفة رفقة عائلتي الصغیرة، التي ساندتني في كل لحظة.

إستقراري بلوس أنجلس لم یكن ھو الآخر ھیناً، خصوصا مع غلاء المعیشة، أجبرتنا ظروف الحیاة أنا وعائلتي على القیام بالعدید من التضحیات في إنتظار أُولى الطلبات، لكن بفضل الصبر والإصرار والكثیر من العمل ومساعدة مدیر أعمالي أیضاً، إستطع ت أن أصنع لنفسي إسماً بین مؤلفي موسیقى الأفلام بھولیوود.

إن المنافسة في ھذا المجال تعد الأكثر شراسة مقارنة بباقي المیادین الفنیة، حتى أنه خلال إقامتي ھنا لم أصادف إلا َّ القلیل من العرب، أغلبیتھم لبنانیون و مصریون، و أعتقد أن ھذا یعود إلا أن فكرة التواجد بھولیوود تخیف الكثیر من المبتدئین، فأفضل مؤلفي موسیقى الأفلام في العالم مستقرون بلوس أنجلس، لكن بالنسبة لي كان ھذا محفزاً كبیراً فأنا أحب التحدیات حتى عندما یظن البعض أنني سأفشل و لن أستمر، یدفعني ھذا لإثبات العكس.

بإختصار، كان الطريق نحو ھولیوود حافلاً بالعقبات والتحديات والدروس، لكني في الأخير تعلمت الكثير عن نفسي وعن الآخرين.

أن تكون مؤلفاً موسیقیاَ لشركات مثل "Universal" ،"Paramount" أو حتى "Lion's Gate" لیس ضربة حظ ألیس كذلك؟

نعم بالطبع خصوصا أن ھذه الأستودیوھات الضخمة تبحث بإستمرار عن الأفضل ولا تقبل التعامل إلى مع "زبدة الزبدة" كما نسمیھم في مجال موسیقى الأفلام، لإرضائھم لا یكفي أن تكون مؤھلاً أو موھوباً، بل لا بد من أن تثبت لھم أن موسیقاك سوف تتوج بأكبر عدد من الأوسكارات في ھذه السنة إن لم یكن على الإطلاق.

للتمكن من ذلك، أربعة أمور أساسیة یجب علیك القیام بھا یومیا: العمل المستمر، الإنضباط، الصرامة، المجازفة والإبداع. أن تكون دوما مواظباً وأن تجد أفكاراً جدیدة.

أتذكر في بدایاتي، حینما كان یطلب مني عینة موسیقیة لمقطع من الفیلم، حتى یتم إختیار أحسن المؤلفین المتنافسین للفوز بالعقد، كنت دائما أقدم ثلاث عینات مختلفة، الأولى تتوافق مع متطلبات دفتر الشروط وواحدة من العینات المتبقیة تتوافق مع نظرتي الشخصیة و تصوري للمقطع، و كان یتم دوما إختیار ھذه العینة، أذكر ھذا الموقف الآن لأوضح أمرا جوھریا بالنسبة لي، المحترفون في مجال الترفیه في الولایات المتحدة عموماً، یُثمنون المجھودات، لأنھم على إستعداد دائم للإنصات الى إقتراحات المؤلفین، على العموم ھم یفضلون الفنانین المتمیزین عن البقیة، المبتكرین الذین یمتلكون حس المجازفة و یُتقنون الخروج من منطقة راحتھم، ھذه المواقف تُحفز وتُشجع كل من ھو في بحث دائم عن المثالیة والتحدیات الجدیدة.

 بالإضافة إلى ذلك، أود أن أوضح نقطة مھمة لاحظتھا كثیراً لدى الأمریكیین ألا وھي: التوكید، ھذا التصرف النابع من الثقة بالنفس والذي یُزرع فیھم منذِ صغرھم ویتجسد في طریقة إثبات شخصیتھم ومكانتھم بكل صراحة وبدون أیة ُعقد، قد یرى بعض الأوروبیین أو الأفارقة ھذا التصرف كنوع من أنواع التكبر والإدعاء، لحسن حظي طورت ھذه الصفة بطریقة غریزیة منذ طفولتي وتمكنت من تحسینھا خلال دراستي في أوروبا، و قد كانت مفیدة إلى حٍد كبیر أثناء إنتقالي للعیش بلوس أنجلس، حیث سھلت إندماجي، لھذا أتمنى أن لا یعتقد أبناء بلدي أنني متفاخر، أنا بكل بساطة أعرف قیمتي المتواضعة فأنا أبذل بإستمرار مجھودات لتقدیم أحسن ما لدي، و دوما أكرر ھذا الشعار في ذھني: "إما أن أقدم أفضل ما لدي أو لا شيء".

أود أیضا أن أثیر الإنتباه حول موضوع مھم لطالما صادفته في بدایاتي بھولیوود، كنت بمجرد أن أقدم نفسي على أنني مغربي حتى تثار الشكوك حول مدى جدیَّتي و قدرتي على تقدیم عمل متقن، للأسف مازال تصور الإنسان العربي غیر المسؤول والكسول و حتى العدواني راسخاَ في أذھانھم، و في كل مرة أحاول أن أوضح لھم أنه حتى في المغرب توجد موارد بشریة ھائلة لا تبحث إلا عن من یقدر قیمتھا الفعلیة و أننا على نفس القدر من الإلتزام.

لقد شاركت في دورة تعلیمیة مع الغني عن التعریف ' ھومي مان 'Hummie Mann' حدثنا أكثر عن ھذا اللقاء و ھذه التجربة؟

كما ذكرت سابقاً، فقد أُتیحت لي فرصة لقاء ھذا الفنان الكبیر على ھامش فعالیات مھرجان موسیقى الأفلام بالداخلة ، كانت من بین المواقف السحریة والتي لطالما أثرت في نفسي كثیراً، خلال ھذه التجربة تعلمت منه تسییر الدورات التدریبیة بطریقة فعالة و لكن الأھم أنه فتح لي الطریق حین نصحني بالتوجه إلى ھولیوود، حیث أثنى على قدراتي وأكد إمكانیة نجاحي في مجال موسیقى الأفلام، حتى الآن عندما ألتقي به أصافح یده والكثیر من العرفان و الإمتنان یملأ قلبي، فلولا نصائحه لما وصلت إلى ما أنا علیه الآن، لقد كان مرشدي ولازلت أكن له الكثیر من الإحترام.

أنت تؤلف، تلحن و تقود فرق موسیقیة .... ما الذي تبقى و لم تفعله بعد في ھذا مجال؟

في الحقیقة مازالت الكثیر من الأمور تستھویني، لكن طموحي الأكبر ھو تنظیم حفل سمفوني تمتزج فیه ألحان موسیقى العالم مع التراث الموسیقي المغربي المتنوع، فلطالما میزتني ثقافتي المغربیة والشرقیة على حد السواء عن بقیة مؤلفي موسیقى الأفلام في ھولیوود، لھذا أود إستغلال ھذه المیزة للبروز أكثر و تعریف العالم بموروثنا الموسیقي المغربي.

حدثنا عن إنجازاتك التي أثرت فیك بشكل خاص؟

كما ذكرت سابقا، فإن بدایات مشواري في ھذا المجال كانت في أوروبا، فبعد عدة أعمال مختلفة من بینھا الأفلام القصیرة والوثائقیة والمسلسلات التلفزیونیة، تلقیت عرض عمل رائع في بلجیكا من صدیقي "نون"  لتألیف موسیقى فیلمه " توتر" Tension'' العمل لم یكن آنذاك محدداً في فترة زمنیة معینة، لكن ولحسن حظي كنت محاطاً بأشخاص رائعین و ھذا ما دفعني لبذل أقصى جھدي لتفوق النتیجة في النھایة كل التوقعات، أتذكر حتى الآن ھذه التجربة بكثیر من الفخر والإعتزاز.

ِمن ثَّم إنتقلت الى ھولیوود، أین أسعفني الحظ وقمت لعدة مرات بتألیف موسیقى الأفلام لأكبر الأستودیوھات مثل: 'Warner Bros"،"Sony Pictures"، "Walt Disney' "Lion’s Gate"، "Universal Studios لكن أكثر المخرجین الذین تشرفت بالعمل معھم ھم :

- " الحب الكامل'' ''Full Love"' : لمخرجه و بطله النجم العالمي ''جون كلود فوندام''، ''Jean Claude Van Damme'' حیث قمت بتألیف موسیقى الشریط الصوتي للفیلم.

- "باور رانجر / نینجا ستیل " "Power Rangers / Ninja steel ": أٌخترت من طرف الفنان العظیم " نوام كانیل" "Noam Kaniel " لتألیف موسیقى ھذا الموسم.

- "میثاق شرف" "Code of Honor" مع "ستیفن سیقال" "Steven Seagal": قمت بتألیف موسیقى الإعلان التشویقي للفیلم.

- " العدالة المطلقة " "Ultimate Justice" : مع ممثل أفلام الأكشن الغني عن التعریف " مارك دكاسكوس" "Mark Dacascos'" أین قمت كذلك بتألیف الشریط الصوتي للفیلم ... و تبقى المغامرة مستمرة إلى الآن في ھولیوود.

یمكنكم أیضاً الإستماع إلى كل ھذه الأعمال و غیرھا بزیارة موقعي الإلكتروني: www.youssefguezoum.com أو متابعة صفحتي على الفایسبوك: https://www.facebook.com/youssefguezoum1 و كذلك صفحتي على الأنستغرام .

https://www.instagram.com/youssefguezoumofficial/

أعلم أنك شاركت في أعمال بالمغرب، حدثنا عن بعض التجارب التي مازالت عالقة في ذھنك؟

تعود تجربتي مع صناع السینما والإعلام بصفة عامة في المغرب إلى عدة سنوات في الماضي، لكن للأسف مازالت مرارة التجربة تراودني حتى الآن، بطبیعة الحال لیس من نیتي التقلیل من شأن أي شخص، فقد لاحظت أن القائمین على ھذا المجال یعانون مما یسمى عقدة "الأجنبي أفضل"، فعندما كان یطرح علي تألیف موسیقى أفلام، وبدل أن یتم توضیح فكرة العمل والإستماع إلى اقتراحاتي كما ھو معمول به في العادة، كان یتم دائما التدخل في تفاصیل عملي دون أن یترك لي أي مجال للإبداع، وھذا إن دَّل على شي ٍء فإنما یدٌل إما على عدم الثقة في قدراتي أو تعمد تخریب مجھوداتي، ولكي أكون صریحاً فأنا أفضل الإنسحاب عندما تتجاوز ھذه التدخلات الحدود المعقولة، لیتم في الأخیر إسناد العمل لمؤلف أوروبي، على فكرة لیس لدي أي مشكلة مع المؤلفین الأوروبیین أو غیرھم، فأنا أحترم إحترافیة الجمیع، تمنح له بطاقة بیضاء وكل الحریة في الإختیار حتى أن المبلغ الذي یتقاضاه یتجاوز كل التخیلات بینما تسعى نفس الجھة إلى التقلیل من أجري بكل السبل.

الكثیرون یملكون فكرة غیر واضحة أو دقیقة عن عمل مؤلف موسیقى الأفلام، في الواقع ھو الشخص الذي یتعاون مع المخرج، ھو الشریك، المستشار ولیس مجرد موظف لدیه، وھنا یكمن الفرق، فالمؤلف ھو الذي یٌحیك بموسیقاه ثوب نجاح الفیلم، فكلما تُترك له مساحة أكبر للإبداع كلما یزید ھذا من تمیز العمل.

تجدر الإشارة إلى أن ھذا المفھوم ورغم قِلته لیس بالمعدوم فقد سبق لي خوض تجربة مع المخرج التونسي "مصلح كرایم" حین تعاونت معه في تألیف موسیقى فیلمه "باب الفلة" وكان تناغم وتجانس أفكارنا رائعا ً.

بالإضافة إلى ما سبق ذكره، فإن أكثر ما یؤسفني ھو قلة الإحترافیة والإنضباط وكذا الإلتزام في مختلف المجالات الفنیة، فعلى سبیل المثال عندما أتلقى دعوة لإجراء مقابلة تلیفزیونیة أو إذاعیة فإنني أتفاجأ بالنقص الفادح في إحترافیة فریق إعداد البرنامج، فغالبا یستوجب علي تقدیم معلومات عن مسیرتي الفنیة، في الحقیقة لیس ھذا أكثر ما یزعجني وإنَّما ما یترتب عنه من أسئلة غیر وجیھة لا تٌثري الحوار ولا تخدم صورتي كفنان.

على الرغم من ھذا، أبقى متفائلا وأٌؤمن أن الأوضاع سوف تتحسن تدریجیاً، الأمر یتطلب فقط الصبر والعمل على رفع مستوى التقنیین والمنتجین وكذا میزانیات الأعمال السینمائیة لیتم إنشاء صناعة أفلام فعلیة وموسیقى أفلام ترتقي لمستوى ھولیوود، تٌسیَّر بطریقة واضحة وقانونیة، من قبيل حقوق المؤلف، تسجیلات صوتیة...

ھل تألیف موسیقى الأفلام یمكنك من كسب المال أم الكثیر من المال؟

أجل، یمكن أن تكسب الكثیر من المال في ھذا المجال لكن بشروط، على الرغم من أن صناعة الأفلام بھولیوود أَشبه بمنجم ذھب، ومھنة مؤلف موسیقى أفلام توفر مداخیل معتبرة لكن بالمقابل یجب بذل مجھودات كبیرة وتقدیم تضحیات عدة لبلوغ الھدف، ولحسن حظي أنني تمكنت من ذلك. للأسف الوضع لیس مشابھا في أماكن أخرى، لذا سأكون جد َّ سعید وفخور إذا تعَّززت، في أقرب الآجل، قائمة أحسن ٌمؤلفي موسیقى الأفلام ٌ في ھولیوود بجیل من الشباب الصاعد الموھوب المغربي، كل شيء ممكن، علینا فقط أن نؤمن به، وأنا أؤمن بشدة.

ما ھي مشاریعك الحالیة أو المستقبلیة؟

حالیا أقوم بإعداد موسیقى الموسم الخامس و العشرون للسلسلة التلفزیونیة " باور رانجرز" Power Rangers"، أیضا قمت مؤخراً بإصدار ألبوم خاص بالموسیقى التشویقیة للأفلام بعنوان "الخالد" "Immortal" وقد تطلب تحضیره سنة كاملة من العمل الشاق.

في نفس الوقت أحضر لفیلم جدید سأعلن عنه عندما یسمح لي بدالك

الآن یوسف كزوم إسم معروف في عالم السینما، كیف تعیش ھذه الشھرة؟

لا أفضل أن أعرف عن نفسي كشخصیة مشھورة، بل ببساطة أنا شخص صنع لنفسه مكانة في ھولیوود وسأسعى للحفاظ علیھا وتحسینھا دائما وأبدا. بالعكس أنا أعیش ھذه الشھرة بكل تواضع وأعتبرھا تحدیاً یومیاً، فمع كل صباح أستیقظ وأنا متشوق لعیش مغامرات جدیدة، وأعتبر أن ھذه نعمة كبیرة، أشكر الله علیھا دوماً، فلا أعتقد أن الجمیع یمتلكون ھذه الفرصة، لذا أتمنى أن یتمكن كل شخص یوماً ما من القیام بما یحب أو ببساطة أن یعثر على شغفه في ھذه الحیاة.

كلمة أخیرة :

نعم أرید أن أوجھ كلماتي إلى كل شاب مغربي یتمنى ویحلم أن یصبح یوما ما مؤلف لموسیقى الأفلام سواء كان موھباً أو عن حب لھذه المھنة، لا تدع حلمك یندثر، إسعى لتحقیقه و دافع عنه بكل حواسك و لا تدع الخوف یوقفك، قدم التضحیات و التنازلات اللازمة، إن كان ھدفك ھولیوود فسوف تصل إلیه، إذا تمكنت أنا من تحقیق ذلك فأكید تستطیع فعل ذلك أنت أیضا، والأھم كونوا أحسن سفراء لوطننا و قدموا أفضل صورة عن كفاءات بلدنا بأخلاقكم و إحترافیتكم.

أیضا ولخدمة بلدي والتعبیر عن إمتناني الكبیر كما قال"JohnFitzgerald Kenned": لا تسأل عن ما یمكن أن یقدم لك وطنك ، إسال عن ما یمكن أن تقدم أنت لوطنك". في یونیو الفارط، كان لي شرف تقدیم دورتین تدریبیتین بالرباط، الأولى لصالح تلامیذ المعهد العالي للمھن السمعیة والبصریة والسينما ISMAC والأخرى للمھنیین السینمائیین بفندق " لبیتري" 'Le Pietri'.

كانت ھذه التجربة جد مؤثرة بالنسبة لي، حیث أكدت رغبتي في المساھمة بشكل فعال في تطویر بلدي خصوصا أنه یعرف خلال السنوات الأخیرة نشاطاً واعداً وھذا بنقل خبرتي وتجربتي في ھذا المجال عن طریق تنظیم دورات تدریبیة أخرى عبر كل ربوع الوطن.

في الأخیر أود أن أشكركم على ھذه الفرصة التي من خلالھا قدمت نفسي لكافة الجمھور المغربي المولع بالموسیقى، وإلى صناع السینما بشكل خاص، وأتمنى أن تتاح لي فرص أخرى للحدیث عن مشاریعي المستقبلیة بالمغرب قریباً جداً، أتمنى فقط أن یحالفنا الحظ ھذه المرة.

 

مجموع المشاهدات: 3259 |  مشاركة في:

الإشتراك في تعليقات نظام RSS عدد التعليقات (0 تعليق)

المجموع: | عرض:

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

التعليقات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع

من شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات

مقالات ساخنة