أمطار الخير.. الطريق الدائري بتطوان يتنفس تحت الماء

العسري ينتفض: النجم الشعبي ضيّع هوية الفن الشعبي وحصره في العيطة

أوجار من وجدة:"نقاش الأحرار"حوار شفاف يستمع لمشاكل الجهة الشرقية بمشاركة مناضلي الحزب

أخنوش يؤكد من مراكش على ضرورة استثمار المؤهلات الكبرى للتجارة البينية الإفريقية للدفع بالقارة

هدم واسع يطال مستودعات بيع مواد البناء التي استغلت أراضي بالبرنوصي لسنوات

من قلب جبال الأطلس بميدلت..مواطن يعبر عن فرحته بتساقطات الثلوج وسط أجواء شتوية مميزة

أبوظبي تستضيف بطولة العالم للرقص الرياضي WFADS 2025 وتمهّد لنموذج اقتصادي جديد في عالم الرياضة

أبوظبي تستضيف بطولة العالم للرقص الرياضي WFADS 2025 وتمهّد لنموذج اقتصادي جديد في عالم الرياضة

أخبارنا المغربية

ستحتضن أبوظبي في شهر ديسمبر المقبل الحدث الأبرز للاتحاد الدولي للرقص الأكروباتي والرقص الرياضي (WFADS)، وهو بطولة العالم للرقص الرياضي 2025، التي ستقام في صالة مبادلة أرينا من 13 إلى 15 ديسمبر. ولا يشكّل الحدث مجرد منافسة عالمية، بل يمثل منصة لإطلاق النموذج الجديد والجريء الذي يعتمده الاتحاد من أجل مأسسة الرقص الرياضي والتعامل معه كـ قطاع استثماري عالي النمو من خلال جعله أكثر شمولاً وقابلية للتوسع وجذباً للمستثمرين.

وتُعد البطولة خطوة حاسمة في مهمة الاتحاد لبناء منظومة عالمية منسجمة للرياضات الجمالية. ويطبق الاتحاد رؤية "المصدر المفتوح" في تفكيك الحواجز المالية التقليدية التي لطالما قيّدت انتشار هذه الرياضات. وتقوم فلسفته الأساسية، "الرقص من القلب"، على استراتيجية واقعية تهدف إلى توسيع قاعدة المواهب عبر دعم الرياضيين بغضّ النظر عن ظروفهم الاقتصادية، مما يرفع من جودة الرياضة وقيمتها التجارية.

يتناول هذا المقال كيف أنّ الإمارات لا تستضيف مجرد بطولة، بل تعمل على إعادة تشكيل اقتصاد الحركة، والتعامل مع الرقص كقطاع قابل للنمو السريع من خلال تعزيز احترافيته وشموليته.

بناء منظومة جديدة لعالم منقسم

عند النظر إلى صناعة الرياضة العالمية، يظهر انقسام واضح. فمن جهة، هناك الرياضات العملاقة مثل كرة القدم والفورمولا 1 وكرة السلة، التي تعتمد على عائدات ضخمة من حقوق البث. ومن جهة أخرى، هناك الرياضات "الجمالية" مثل الرقص والأكروبات و"البريك دانس"، التي تزخر بالمواهب لكن بنيتها التحتية ما زالت متأخرة.

ولطالما احتاج من يرغب في أن يصبح بطلاً عالمياً في الرقص اللاتيني أو الكلاسيكي إلى أكثر من مجرد مهارة؛ كان بحاجة إلى ميزانية ضخمة. بين السفر والتدريب والارتباط باتحادات متفرقة، لم يكن العائق مادياً فقط بل تنظيمياً أيضاً.

وهنا يظهر مجال التغيير: ففي كل مكان توجد فيه فجوة، توجد فرصة للإبداع.

ولهذا يدخل الاتحاد الدولي للرقص الأكروباتي والرقص الرياضي WFADS، المسجل في لوزان بسويسرا، لكنه ينبض نشاطاً اليوم في الإمارات. فالهدف ليس مجرد إضافة هيئة جديدة إلى عالم الرياضة، بل بناء منظومة متكاملة وقابلة للتوسع لسوق ظلّ مهملاً طويلاً.

نهج "المصدر المفتوح" في الرياضة

في عالم التكنولوجيا، تتحقق الاختراقات الكبيرة عندما تُفتح الأنظمة المغلقة. ويطبّق WFADS المنطق نفسه على ساحة الرقص.

فلسفة الاتحاد "الرقص من القلب" تبدو رومانسية، لكنها مدعمة برؤية تجارية صارمة تهدف إلى إزالة الحواجز التي تمنع المواهب في ريو أو مومباي أو كيب تاون من الوصول إلى الساحة العالمية. ومن خلال توفير الدعم المالي والتقني للمواهب بغض النظر عن خلفياتهم، يسعى الاتحاد إلى رفع مستوى الأداء العالمي وتحويل الرقص من "هواية" إلى مسار مهني معترف به قد يصل إلى الأولمبياد.

ديسمبر… الاختبار الحقيقي

ستتحول صالة مبادلة أرينا في ديسمبر إلى مختبر لتجربة هذا النموذج الجديد.

فبطولة العالم للرقص الرياضي 2025 ليست مجرد جدول مسابقات، بل إعلان نوايا. وسيشمل الحدث عروضاً متنوعة، من بينها:

مسابقات قاعة الرقص واللاتين WDC AL يوم 13 ديسمبر

كأس العالم للمحترفين 14 ديسمبر

كأس العالم للهواة 15 ديسمبر

بطولة العالم للروك آند رول الأكروباتي 20 ديسمبر

ويلي ذلك انتقال المنافسات إلى دبي لاستضافة معسكر تدريبي وبطولة العالم في البريك دانس.

هذا الدمج بين "رقص نبيل" مثل الفالس وبين رقص الشوارع مثل البريك دانس خطوة جريئة تؤكد أن تصنيفات "ثقافة راقية" و"ثقافة شارع" قد انتهت. فالاتحاد يعتبر كل ذلك أداءً بشرياً نخبوياً.

صلة لوزان – أبوظبي

ليس من قبيل الصدفة أن يحدث ذلك في الإمارات وليس في لندن أو نيويورك. فقد عملت الإمارات خلال العقد الماضي على ترسيخ مكانتها كمسرّع محايد للمشاريع العالمية، سواء في التكنولوجيا المالية أو الذكاء الاصطناعي… واليوم في حوكمة الرياضة.

ويجمع الهيكل القيادي لـ WFADS بين:

شرعية لوزان وقربها من اللجنة الأولمبية الدولية

مرونة الإدارة الإماراتية وسرعة تنفيذها

ويضم المجلس أسماء بارزة مثل:

الشيخ محمد بن أحمد بن حمدان آل نهيان، السيدة سينه أومي كانتومي، السيدة ناديجدا راستوفا، الدكتور أوليغ فايرر، والدكتور جوني هون.

هذا المزج بين الخبرة الفنية ورؤية الأعمال يفتح الطريق أمام الهدف المعلن: إدراج الرياضة في الألعاب الأولمبية.

الخطوة التالية

عندما تنطفئ الأضواء في صالة مبادلة أرينا في ديسمبر، لن يكون المشهد مجرد فوز وميداليات. سيكون اختباراً لمشروع طموح يسعى لإثبات أن قطاعاً مجزّأً ومكلفاً يمكن تحويله إلى رياضة عالمية حديثة تعتمد على الجدارة والشفافية.

وإذا نجح المشروع، فلن يغيّر فقط مستقبل الرقص الرياضي… بل سيغيّر نموذج اقتصاد الحركة نفسه.


هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

*
*
*
ملحوظة
  • التعليقات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
  • من شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات
المقالات الأكثر مشاهدة