زيارة الملك إلى مالي حدث بارز في علاقات الثقة والاحترام المتبادل بين البلدين

أكد سفير المغرب بمالي السيد حسن الناصري أن الزيارة التي قام بها صاحب الجلالة الملك محمد السادس إلى مالي، تشكل "حدثا بارزا وامتدادا لعلاقات الثقة والاحترام المتبادل" التي تجمع البلدين.

وأشار السفير في حديث مع صحيفة "لو ريبيبليكان" المالية نشرته اليوم الإثنين، أن هذه الزيارة تحمل أيضا "معان ودلالات عميقة" بالنظر لكونها زيارة أمير المؤمنين الذي نسجت أسلافه المجيدة، عبر قرون مضت علاقات متينة مع مالي، غطت الجوانب الانسانية والدينية والاقتصادية"، مبرزا أن هذه "التدفقات الطوعية هي التي وضعت اللبنة الاساس لما يطلق عليه حاليا بالتعاون جنوب جنوب".

وسجل الديبلوماسي المغربي في هذا الصدد، أن زيارة جلالة الملك هاته تكتسي "طابعا استثنائيا" لأنها المرة الأولى التي يشارك فيها جلالة الملك في حفل تنصيب رئيس دولة، فضلا عن كون هذه الزيارة تأتي بعد مرور 50 عاما على زيارة مماثلة قام بها الملك الراحل الحسن الثاني إلى مالي في أكتوبر 1963.

و شدد السفير على أهمية توقيت هذه الزيارة الملكية، التي تتزامن مع فتح صفحة جديدة في مالي ، تعتمد بالأساس على التناوب والاستقرار و المصالحة و الانتعاش الاقتصادي ، مع رئيس منتخب ديمقراطيا .

من جهة أخرى، توقف السيد الناصري عند مبادرات التضامن التي همت مختلف المجالات إزاء الماليين والماليات خلال هذه الزيارة الملكية، مذكرا في هذا الصدد بإقامة مستشفى ميداني متعدد التخصصات في باماكو (قرب ملعب موديبو كيتا) وبتوقيع اتفاقية لتكوين 500 إمام مالي في المغرب .

وفي ما يتعلق بالجهود المبذولة من قبل المغرب لتسوية الأزمة المالية، ذكر السيد الناصري بأن المملكة أكدت من حيث المبدأ، ومنذ بداية هذه الأزمة تمسكها بوحدة مالي.

وعلى الصعيد الدبلوماسي، أعطى المغرب ، الذي ترأس مجلس الأمن خلال شهر ديسمبر 2012 كعضو إفريقي غير دائم، الملف المالي الأولوية من خلال تشجيعه على تبني قرارات أرست عملية الاستقرار والتطبيع في مالي .

وفي الشق الانساني، يضيف السفير، قدم المغرب وبتوجيهات من صاحب الجلالة الملك محمد السادس، مساعدات عاجلة لفائدة اللاجئين الماليين في موريتانيا والنيجر وبوركينا فاسو، ناهيك عن النازحين داخل مالي.

وبخصوص التكوين، أشار السيد الناصري إلى أن المملكة ضاعفت عدد المنح الدراسية لفائدة الطلبة الماليين سنتي 2012 و2013 .

وفي هذا الصدد، ذكر السفير أيضا بالجهود التي يقوم بها المغرب على مستوى منظمة اليونسكو والأمم المتحدة في جنيف من أجل المحافظة على المواقع التاريخية وحماية حقوق الإنسان .

وفي معرض رده على سؤال حول وقع الزيارة الملكية على المستوى الإقليمي ، قال السيد الناصري إن المغرب ملتزم بعلاقات طيبة مع أشقائه وجيرانه بدون استثناء ويتقاسم معهم الماضي والحاضر وخططا واعدة في المستقبل.

وخلص السيد الناصري إلى أن المغرب يضطلع بدوره كاملا بهذا الخصوص ويأمل في إنجازه على أحسن وجه.