الرئيسية | اقتصاد | 20 سنة من حكم الملك "محمد السادس"...ماذا كسب المغرب وما هو الرهان الذي لازال ينتظرنا؟

20 سنة من حكم الملك "محمد السادس"...ماذا كسب المغرب وما هو الرهان الذي لازال ينتظرنا؟

بواسطة
حجم الخط: Decrease font Enlarge font
20 سنة من حكم الملك "محمد السادس"...ماذا كسب المغرب وما هو الرهان الذي لازال ينتظرنا؟
 

"تازة بدلاً من غزة" واحدة من الشعارات الأولى التي رفعت حين اعتلى العاهل المغربي محمد السادس العرش. وهو ما عكس منذ البداية رغبته في إعطاء الأولوية للتنمية الداخلية (تازة مدينة مغربية على الهامش)، فيما ترمز "غزة" للدبلوماسية الدولية التي أعارها والده الراحل الحسن الثاني أهمية كبرى. وهكذا أطلق سلسلة من "الأوراش الضخمة المُهيكلة" شملت جُل القطاعات.

وبالفعل تمكن المغرب، خلال العقدين الماضيين، من مضاعفة ناتجه الإجمالي من 41.6 مليار دولار عام 1999 إلى 121.4 مليار عام 2019 ليصبح بذلك القوة الاقتصادية الخامسة في إفريقيا. كما تحول إلى واحدة من أكثر الدول جذباً للاستثمار في القارة السمراء.

غير أن معضلات  الهشاشة الاجتماعية وانتشار الفساد قد تُؤجل حلمه للتحول إلى قوة اقتصادية صاعدة خلال السنوات القليلة المقبلة، كما يرى يونس بلفلاح، أستاذ العلاقات الدولية والاقتصاد السياسي في حوار مع DW. وأوضح الخبير، وهو أستاذ في جامعة ليل الفرنسية، بالقول إن "جرد الحصيلة الاقتصادية للعشرين سنة الأخيرة فيها إنجازات وجوانب إيجابية لكنها تنطوي أيضاً على إخفاقات وجوانب سلبية".

أوراش غيرت وجه المغرب ولكن!

لعل أبرز المشاريع الملكية الكبر في المغرب هي "ميناء طنجة المتوسط" الذي أُطلق في فبراير 2003 عند مدخل مضيق جبل طارق. مشروع وضع المغرب في مصاف الدول الرائدة في النقل البحري، وجعله يملك أكبر ميناء إفريقي من حيث عدد الحاويات والأول في البحر المتوسط من حيث الطاقة الاستيعابية.

وتم أيضاً إطلاق أول قطار فائق السرعة في القارة والعالم العربي (البراق)، يربط بين طنجة والدار البيضاء. كما دُشنت أكبر محطة للطاقة الشمسية في العالم قرب مدينة ورززات، وبناء شبكة واسعة للطرق السريعة تربط بين 70 بالمئة من المدن المغربية، فضلاً عن  خطوط ترامواي حديثة في كل من الدار البيضاء والرباط.

على المستوى الصناعي تحول المغرب لمحطة دولية لصناعة السيارات وقطع غيار الطائرات. وتأمل السلطات في غضون سنوات في إنتاج مليون سيارة سنوياً، وقد تمكنت البلاد فعلاً من تجاوز جنوب إفريقيا لتصبح أول منتج للسيارات في القارة. كما يطمح المغرب إلى رفع صادراته في هذا القطاع إلى 10 مليارات دولار في أفق عام 2022.

وتجدر الإشارة إلى الطفرة النوعية التي شهدها مورد تقليدي للعملة الصعبة ويتعلق الأمر بالأسمدة والصناعات الفوسفاتية بشكل عام حيث بلغت حجم الصادرات حوالي 4.5 مليار دولار. غير أن بريق هذه المشاريع وضخامتها لا يوازيه سوى سخط وتذمر أجزاء واسعة من المغاربة الذين يرون أنهم لا يستفيدون من هذه الطفرة الاقتصادية.

"أين الثروة؟" سؤال تطرحه القمة كما القاعدة

يتساءل الكثير من المغاربة عن عائدات وفوائد هذه المشاريع على حياتهم اليومية، بالنظر لتفشي البطالة في صفوف الشباب وضآلة أجور العمال. التقرير السنوي لصندوق النقد لدولي لعام 2019 بشأن الاقتصاد المغربي دق ناقوس الخطر بالتأكيد على ضرورة "التوجه نحو نموذج تنموي أكثر استيعاباً للمواطنين يكون مبنياً على القطاع الخاص، مع العمل على تقليص الفوارق الاجتماعية وحماية الفئات الأكثر هشاشة".

العاهل المغربي نفسه دعا في خطاب ألقاه عام 2014 لوقفة تأمل بخصوص مدى تأثير المشاريع الكبرى على حياة المواطنين، وقال "إذا كان المغرب قد عرف تطوراً ملموساً، فإن الواقع يؤكد أن هذه الثروة لا يستفيد منها جميع المواطنين". هذه المشاريع ساهمت بلا شك في تطوير البنيات التحتية وجلب الاستثمارات الأجنبية غير أن الكثيرين يتساءلون عن الخيارات وسلم الأولويات، فبدلاً من قطار فائق السرعة ألم يكن بالأحرى الاستثمار في بناء المدارس والمستشفيات؟

في هذا السياق يؤكد بلفلاح أن "أبرز الإخفاقات خلال العقدين الماضيين تهم الجانب الاجتماعي من حيث معدلات البطالة والفقر والتهميش والعوز والفوارق البنيوية بين المدينة والبادية، المركز والهوامش، بين الرجل والمرأة.. إلخ".

وأشار أيضاً إلى فرق جوهري بين العشرية الأولى والثانية من حكم محمد السادس، معتبراً دستور 2011 تاريخاً مفصلياً. وأوضح أستاذ العلاقات الدولية والاقتصاد السياسي أن "النتائج الاقتصادية كانت إيجابية قبل ذلك التاريخ حيث كان حضور الملك ومراقبته للمشاريع الاقتصادية أكبر". 

واعتبر بلفلاح أن الفساد هو أحد أهم أسباب عدم استفادة المواطن من التنمية، "فالفساد تحول لأسلوب إدارة والمغرب يحتل مراتب متأخرة في مؤشرات الشفافية الدولية". وبالتالي فإن السعي للتحول إلى قوة اقتصادية صاعدة لا يمكن تحقيقه في ظل غياب طفرة مشابهة في القطاعات لاجتماعية كالصحة والتعليم.

script type='text/Javascript'>

مجموع المشاهدات: 3036 |  مشاركة في:

الإشتراك في تعليقات نظام RSS عدد التعليقات (6 تعليق)

1 | OOmar
مادا إكتسب الشعب الفقر وهم إزدادو الغنى
مقبول مرفوض
2
2019/07/29 - 07:23
2 | ل.ت
النزول
في نضري المغرب يسير إلى الهاوية لا تعليم لاصحة لا إدارات لا......لا....الأمن منعدم .حدث ولا حرج الإقتصاد مهلوك بالديون الخارجية وكل من يتكلم عن الفساد يودع في السجون. الغني يزداد غنا والفقير غارق في الفقر ولا حولة ولا قوة إلا بالله.
مقبول مرفوض
2
2019/07/29 - 07:37
3 |
كسب المغرب في حكم الهالك الكثير من الذل والإهانة والفقر وتشريد العائلات والنصب عن أملاك الغير والإجرام بجميع أشكاله وغرق الشباب في البحار والبطالة ولا صحة لا تعليم لا قضاء لا دولة قمع الأقلام الحرة وفاضحي الفساد لاغير هاته الإنجازات سوف تكتب في التاريخ انشاء الله
مقبول مرفوض
2
2019/07/29 - 08:06
4 | مغربي
حر
كسب المغرب الذل والفقر المدقع والفجور وفساد أخلاق الآباء والأبناء وانذثار منظومة التعليم والمجال الصحي يعني البلاد من كل الجوانب تنجرف إلى الهاوية وفي المقابل أين الثروة أصبح من أغنياء العالم ما عاسنا أن نقول سوى حسبنا الله ونعم الوكيل فيه ومن ايده أخبارنا التزموا بالحياد والقلم الحر وانشروا التعليق الخوف من الله
مقبول مرفوض
2
2019/07/29 - 08:13
5 | سفياني
والو
عشرين سنة وجميع القطاعات والوزارات لم تعرب اي تحسن التعليم هو هو والصحة هي هي والبطالة والاجرام والدعارة والسياحة الجنسية والكبارهات وفنادق القمر كيتزاد لم يكن اي تغيير بتاتا عشرين سنة عرفت مشاريع شخصية في افريقيا وتهريب الاموال الى بناما واقتراض المليارات لارضاء فرنسا في مشروع ت ج ف وشراء الخردة من امريكا ولي عندو شي انجاز حقو الملك ومدكرتوش افدنا الله ارحم الوالدين
مقبول مرفوض
2
2019/07/29 - 09:11
6 | حماني
لا شيء
الانجازات التي حققت في هاد العشرين سنة هو طلاقه والعملية الجراحية في فرنسا مشاريع شخصية في افريقيا واليخت المكتري من الامارات وت ج ف المفرض على المغرب من قبل فرنسى والازبال المستوردة من ايطاليا والخردة من امريكا
مقبول مرفوض
2
2019/07/29 - 09:18
المجموع: 6 | عرض: 1 - 6

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

التعليقات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع

من شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات

مقالات ساخنة