الرئيسية | اقتصاد | أسباب الانتعاش في حركة تداول الذهب وفرص الاستثمار الفترة المقبلة

أسباب الانتعاش في حركة تداول الذهب وفرص الاستثمار الفترة المقبلة

بواسطة
حجم الخط: Decrease font Enlarge font
أسباب الانتعاش في حركة تداول الذهب وفرص الاستثمار الفترة المقبلة
 

يعد الذهب أحد أكثر أشكال الاستثمار المنتشرة عبر الأزمنة المختلفة، ويتصدر المشهد قبل معرفة الودائع الثابتة أو أسواق الأسهم أو الصناديق المشتركة، حيث كان شراء الذهب أحد الوسائل المفضلة للاستثمار، وعلى مر السنين، تطور الاستثمار في الذهب كأداة تحوط مثالية للأسواق المتقلبة بسبب ندرة المعدن في المقام الأول، وقدرته على الاحتفاظ بقيمته.

وفي الأشهر الأخيرة، من عام 2020، كانت أسعار الذهب في ارتفاع مستمر، خاصة بعد الانهيار في مارس بسبب  انتشار وباء كورونا المستجد، وشهد تداول الذهب انتعاشة كبيرة،  حيث وصل خلال الاسبوع الاخير الى  1940.38 دولار للأوقية، وذلك نتيجة للشعور الكثير من المستثمرين بالقلق والتوتر من التقلبات، وهو كان عامل رئيسي للارتفاع المفاجئ في أسعار الذهب.

حركة تداول الذهب
تسبب التباطؤ الاقتصادي في قيام المستثمرين بالبحث عن ملاذات آمنة، منذ مارس 2020، للحد من انتشار COVID-19 ، ومع قيام عدد كبير من الدول بإغلاق حركة الطيران وفرض الحظر المنزلي، والتباعد الاجتماعي، مما أدى إلى التحكم بدرجة معقولة في انتشار المرض، إلا أنه تسبب أيضا في الكثير من الاضطرابات الاقتصادية منذ إغلاق الشركات وإلغاء الواردات والصادرات.

ومع إعلان الكثير التدابير والعديد من الحزم الاقتصادية لدعم الناس خلال هذه الأوقات، تراجعت أسعار الفائدة وبدأ العديد من المستثمرين في الابتعاد عن الأصول الخطرة، مما زاد من جاذبية الذهب كملاذ آمن.

وقد يتخيل البعض أن المكان الوحيد لشراء الذهب هي الأسواق التجارية ومحلات بيع المشغولات الذهبية، لكنه اعتقاد غير صحيح، فالمحلات والمتاجر المخصصة للذهب، تتعلق بشراء الذهب كأحد ادوات الزينة المحببة للنساء والرجال ايضا ، لكن الاستثمار في الذهب يأتي بطريقتين:
اما  من خلال شراء السبائك الذهبية، وانتظار وصول أسعار الذهب الى تحقيق مكسب مناسب ومن ثم بيعها والحصول على الربح .. وهو استثمار طويل الأجل.
واما من خلال تداول الذهب عبر منصات وبورصات الذهب العالمية، على سبيل المثال من خلال التداول في بورصة الذهب Plus500 ستتمكن من شراء او بيع عقود الذهب مقابل الدولار او ما يطلق عليها CFD " عقود الفروقات "، وتتم المضاربة هنا على سعر الذهب وقت الصفقة، لمحاولة الاستفادة من فروق اسعار البيع والشراء ، وهو ما يمكن أن يتم أكثر من مرة في اليوم، ورغم ما ينطوي عليه التداول من مخاطر نسبية، الا ان الارباح ايضا تعد هائلة مقارنة بوقت التداول وعمر الصفقة التي أجريتها، وعلى سبيل المثال لا الحصر قد يبدأ المتداول شراء الذهب صباح اليوم على سعر 1940 دولارا للأوقية، وفي منتصف يوم التداول يصل السعر الى 1960 دولارا ، فيكون قد حقق 20 دولارا ربحا صافيا مقابل كل اونصة اشتراها.

والميزة الاساسية في منصات التداول هنا هي انها لا تشترط ان تبدأ صفقتك بعملية الشراء ثم البيع، بل يمكن عكس الأمر لو ارتأيت أن أسعار الذهب ستهبط بفعل قرارات تجارية او سياسية او اقتصادية ، فيمكنك بيع الذهب في البداية ومن ثم شراءه حال انخفاضه وتحتفظ بفارق البيع والشراء.
لكننا هنا نؤكد من جديد أن عملية التداول سواءا أكانت للذهب أو العملات أو الأسهم تنطوي على مخاطرة، وبالتالي لابد من وضع استراتيجية تداول لتحديد حجم الخسارة التي يمكن لحساب التداول الخاص بك تحملها، وعليك أن تعلم جيدا ان فرص التداول لا تنتهي أبدا، فطوال اليوم هناك العشرات بل المئات من فرص التداول.


وبالنظر لحركة تداول الذهب في الفترة الاخيرة، نرى أن العوامل المحيطة جميعها تعمل على تعزيز جاذبية الذهب للتحوط ضد القلق والتوتر والركود العالمي، حيث يعتبر ضعف الدولار واستمرار بيئة المعدلات السلبية من أهم هذه الاتجاهات الداعمة للذهب.

ونظراً لأن الذهب مقوم بالدولار عالمياً، فإن ضعف العملة الأمريكية يؤدي إلى ارتفاع أسعار الذهب والعكس صحيح،  وفي الوقت نفسه، فإن أسعار الفائدة الحقيقية السلبية، التي يكون فيها معدل التضخم أعلى من الفائدة، تعني أن الدائنين سيخسرون أموالهم وبالتالي من المرجح أن يوقفوا أموالهم بالذهب.

كيف اصبح تداول الذهب الملاذ الآمن للمستثمرين؟
في البداية، كان المستثمرون يأملون أن يتعافى الاقتصاد بسرعة مع التوقف عن حظر السفر واستئناف الشركات عملياتها، وبدأ العديد من المستثمرين في شراء أسهم عالية الجودة مقومة بأقل من قيمتها،  ومع ذلك، مع مرور الوقت، تضاءلت الآمال في حدوث انتعاش على المدى القريب وبدأ المستثمرون في البحث عن ملاذ آمن لأموالهم، ونظرًا لأن الذهب يعتبر وسيلة تحوط مثالية ضد التضخم والاضطراب الاقتصادي، فقد زاد الطلب على الذهب، ومع استمرار الصراع الجاري بين أميركا والصين، اصبح الذهب العملة العالمية الأكثر أمانا.

لقد أدى ارتفاع عدد حالات الإصابة بفيروس كورونا ، وزيادة التوترات بين الولايات المتحدة والصين، والتباطؤ الاقتصادي العام، إلى ارتفاع مستمر في أسعار الذهب في جميع أنحاء العالم.
وبمجرد أن يفقد المستثمرين الأمل في تعافي الأسواق على المدى القصير، فإنهم يميلون إلى الانجذاب نحو الملاذات الآمنة مثل الذهب.

ويعتمد استمرار ارتفاع الذهب على عوامل مختلفة، حيث تؤثر قرارات البنوك المركزية بشأن أسعار الفائدة والتضخم على سعر المعدن ، حيث إن أسعار الفائدة المنخفضة والتضخم المرتفع تجعله أكثر تكلفة.

والأمر نفسه ينطبق على أسعار الصرف، بمعنى أن ضعف الدولار الأمريكي سيؤدي إلى ارتفاع الذهب، وهناك العرض والطلب على المعدن نفسه، حيث أصبح تعدين الذهب أكثر صعوبة بمرور الوقت، وهذا أحد أسباب ارتفاع الأسعار على المدى الطويل.

وكل هذا سيكون له تأثير على المستثمرين الذين يقررون شراء أو بيع العقود الآجلة للذهب أو الصناديق المتداولة في البورصة (ETFs) التي تتداول في مؤشرات السلع التي تشمل المعدن الثمين.
ولا يمكننا التقليل من تأثير المحادثات التجارية الإيجابية على المستثمرين، والتي تعد أهم عامل المخاطرة التي أثرت على تداول الذهب، هو التطور في المحادثات التجارية بين الولايات المتحدة والصين.

فرص الاستثمار في الذهب في ظل الأوضاع الاقتصادية العالمية
في الوقت الحالي ، هناك عوامل تجنب المخاطرة أكثر بكثير من المخاطرة، وهو ما يفسر سبب استمرار ارتفاع أسعار الذهب مقارنة ببداية العام، حيث يشعر المستثمرين بالقلق من النمو العالمي الذي انخفض قليلاً تحت ضغط النزاعات التجارية، و ازمة فيروس كورونا، والركود العالمي واستمرار تأثر المملكة المتحدة والاتحاد الأوروبي بشكل خاص بالتداعيات الاقتصادية بشأن خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي ، حيث اقتربت ألمانيا من الركود وانكماش الاقتصاد البريطاني.

مجموع المشاهدات: 771 |  مشاركة في:

الإشتراك في تعليقات نظام RSS عدد التعليقات (0 تعليق)

المجموع: | عرض:

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

التعليقات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع

من شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات

مقالات ساخنة