استقطاب "القارة العجوز" للسواعد واليد العاملة المغربية.. نعمة أم نقمة للاقتصاد الوطني؟

أخبارنا المغربية ـــ ياسين أوشن
تُواصل "القارة العجوز" استقطاب السواعد المغربية من أجل العمل في المصانع والمعامل والضيعات الأوروبية، نظرا إلى قلة اليد العاملة في جل الدول الغربية، وقلة فرص الشغل في المغرب بفعل البطالة.
ولا أدل على هذا الوضع من توقيع اتفاقية ثنائية بين المغرب وألمانيا قبل يومين، تقضي بشغيل الأخيرة 10 آلاف عامل في قطاع الألياف البصرية.
وفي الوقت الذي استحسن العاطلون المغاربة هذه الخطوة، آملين أن يكونوا ضمن المحظوظين للعمل في ألمانيا، لتحسين وضعهم الاجتماعي والمادي وتكوين أسرهم؛ لا ينظر مراقبون إلى هذا الاتفاق بعين الرضا، نظرا إلى "انعكاساته السلبية" على الاقتصاد الوطني.
محمد جدري، خبير ومحلل اقتصادي، يرى أن "أوروبا، أو كما تسمى "القارة العجوز"، أصبحت أمام معضلة كبيرة تتعلق، أساسا، بالهرم السكاني، الذي يحرمها من السواعد الشابة القادرة على حمل اقتصادها على عاتقها والنهوض به".
ولفت جدري، وفق تصريح له خص به موقع "أخبارنا"، إلى أن "دولا، من قبيل إسبانيا وفرنسا وإيطاليا وألمانيا...، حاولت استقطاب عدد من العمال، سواء تعلق الأمر بالمهن الموسمية (التوت مثلا)، أو بالمهن الأخرى التي تتطلب كفاءات ويد عاملة صلبة وكفأة".
المحلل ذاته أفاد، في هذا الصدد، أن "المهن الموسمية في صالح الاقتصاد الوطني، نظرا إلى أن اليد العاملة المشتغلة في هذا الحِرف تعود إلى أرض الوطن، وتساهم في تحريك عجلة الاقتصاد المغربي، بعدما تحسن هي الأخرى قدرتها الشرائية نتيجة أشهر من العمل".
أما هجرة الأدمغة، من تقنيين ومهندسين وأطباء...، يشرح الخبير الاقتصادي، فـ"هي غير مفيدة بتاتا للاقتصاد الوطني، لاسيما وأن المملكة في أمس الحاجة إلى عدد من هذه الكفاءات الوطنية التي ستساهم، لا محالة، في النهوض بالاقتصاد المغربي، كل وتخصصه وتكوينه".
واستدل "جدري" على هذا الطرح بكون "أوروبا تستفيد من هذه الكفاءات بشكل شبه مجاني، نظرا إلى أنها لم تصرف على تكوينها وتأهيلها وتعليمها سنيتما واحد، وبالتالي ليس منطقيا أن نقبل بهذا الوضع".
المحلل الاقتصادي ذاته لم ينفِ، كذلك، أن "هؤلاء سيساهمون في الرفع من تحويلات مغاربة العالم التي عرفت ارتفاعا ملحوظا في الأشهر الأخيرة؛ بيد أنها أقل مقارنة مع إن اختاروا الاشتغال والعمل في بلاهم وساهموا في النهوض باقتصاده"، داعيا في ختام تصريحه إلى "ضرورة سن تحفيزات تحول دون مغادرة الأطر العليا المغرب".
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟