إخفاق عملية مرور أول شحنة تجارية من سبتة ومليلية المحتلتين بقرار مغربي

ما كان من المتوقع أن يكون حدثًا تاريخيًا تحول إلى خيبة أمل، فقد فشلت، أمس الأربعاء، عملية افتتاح الجمارك التجارية بين مدينتي سبتة ومليلية والمغرب، تحت ذريعة ما وصف بـ"مشاكل تقنية". 

ورغم أن الأسباب الرسمية لم تُعلن بعد، إلا أن التكهنات والتفسيرات تعددت وفقًا لتباين المصالح المحيطة بهذا الملف الحساس.  

في مليلية، كان الحدث يمثل استعادة للجمارك التي أُغلقت منذ سنوات، بينما في سبتة كان يُعد بمثابة اعتراف رسمي بالعمليات التجارية بين المدينتين والمغرب، وعلى الرغم من السرية التامة التي أحاطت بالتحضيرات، بدا أن كل شيء كان جاهزًا لانطلاقة حقيقية وليست مجرد تجربة.  

لكن، صباح الأربعاء، تعطلت العملية في مليلية، حيث رفضت السلطات المغربية حمولة شاحنة تحمل معدات منزلية عبرت من معبر بني أنصار، بحجة عدم الحصول على موافقة من "الجهات العليا". 

وفي سبتة، استعدت شاحنة محملة بمواد تنظيف للعبور، لكن السلطات المغربية اشترطت أن تكون الشاحنة من نوع محدد، مما أجبر الشركة على استبدال المركبة بأخرى.  

وعلى الرغم من تجاوز هذه العقبات الفنية، وصلت الشاحنة إلى الجمارك المغربية بعد الظهر، حيث توقعت السلطات الإسبانية نجاح العملية، ومع ذلك، ومع حلول المساء، أعلنت السلطات المغربية رفضها استلام البضائع دون فتح الأختام أو التحقق من الحمولة، وأعيدت الشاحنة بحمولتها إلى سبتة.  

هذا الإخفاق عطل أي إعلان رسمي من الحكومة الإسبانية بشأن افتتاح الجمارك، ورغم أن وزير الخارجية الإسباني، خوسيه مانويل ألباريس، كان مستعدًا للإعلان عن هذا "الإنجاز"، إلا أن الأحداث المتلاحقة ألغت أي بيان رسمي.  

العملية التي استغرقت 5 ساعات فقط في الميدان كشفت عن غياب التنسيق الكامل بين الطرفين، رغم ما قيل عن تجاوز جميع "المشاكل التقنية"، وبينما استؤنفت الاتصالات بين مدريد والرباط لمعرفة أسباب الفشل، يبقى موعد تنفيذ هذه الخطوة غير مؤكد.  

على الورق، من المتوقع أن تعمل الجمارك التجارية بمعدل شاحنة واحدة يوميًا ذهابًا وإيابًا بين الاثنين والجمعة، وستشمل السلع المصدرة من المغرب الأسماك والخضروات، بينما تصدر سبتة منتجات محددة، لكن، حتى الآن، تبقى هذه الخطة حبيسة الأوراق، في انتظار تجاوز العقبات الدبلوماسية والفنية.