أخبارنا المغربية- بدر هيكل
يستمر المغرب في الرفع من الطاقة الاستيعابية لميناء طنجة المتوسطي وتحديثه، تمهيدا لدخول الميناء إلى قائمة أكبر موانئ العالم، وذلك بهدف جذب المزيد من المستثمرين في الصناعات ذات القيمة المضافة العالية، وتحويل المملكة إلى واجهة للقارة بأسرها، وهو ما يعزز موقعها الاستراتيجي. وقد أكدت مديرة الاستراتيجية في مجموعة طنجة المتوسط أن المشروع التوسيع سيساهم في تعزيز قدرات المجمع المينائي على مناولة الشحنات، وزيادة الصادرات في قطاعات الأعمال الزراعية والصناعية، وتعزيز العلاقات التجارية بين المغرب وأوروبا. مما يجعله ركيزة أساسية لاستراتيجية التنمية الاقتصادية في البلاد.
وفي تصريح لـ" أخبارنا"، أكد سفيان بودرة، المحلل الاقتصادي والمالي، أن "ميناء طنجة المتوسطي أكبر الموانئ في إفريقيا ومن بين أهم المراكز اللوجستية في منطقة البحر الأبيض المتوسط، كما انه شهد تطورًا سريعًا ليصبح منصة متكاملة للتجارة الدولية، حيث يضم مرافق متطورة تلبي احتياجات الشحن ونقل البضائع والحاويات بقدرة استيعابية تتجاوز 9 ملايين حاوية سنويًا واستقباله أيضا لمغاربة العالم والسياح. وهو ما أهله ليصبح نقطة محورية في سلاسل الإمداد العالمية، ويتميز بخدمات لوجستية متقدمة، مما يجعله عاملًا رئيسيًا في تعزيز مكانة المغرب كمركز اقتصادي وتجاري عالمي".
واعتبر المتحدث ذاته أن مشروع "توسيع ميناء طنجة المتوسطي يمثل خطوة استراتيجية مهمة تعزز المكانة الاقتصادية والجيوسياسية للمغرب على الصعيدين الإقليمي والدولي بفضل موقعه الجغرافي الفريد الذي يربط بين قارتين ويطل على أحد أهم المسارات البحرية في العالم بحيث انه يشكل نقطة محورية للتجارة الدولية ونقطة عبور استراتيجية للسلع والبضائع بين إفريقيا وأوروبا وآسيا. إن التوسعة الأخيرة التي شهدها الميناء تعكس رؤية المملكة لجعل البنية التحتية المينائية أساسًا للتنمية الاقتصادية المتكاملة كما يُسهم هذا التوسيع في رفع القدرة الاستيعابية للميناء إلى مستويات غير مسبوقة، مما يتيح استقبال المزيد من السفن والبضائع والمسافرين أيضا ويعزز من دور المغرب كوجهة مفضلة للاستثمارات الدولية".
وبالإضافة إلى ذلك، يؤكد "بودرة" أن "تحسين الخدمات اللوجستية وزيادة كفاءة العمليات يضعان الميناء في موقع تنافسي مع أكبر الموانئ العالمية. وهذا من شأنه أن يساهم في جذب المزيد من الشركات العالمية التي تعتمد على سلاسل الإمداد السريعة والفعالة."
وفيما يخص تعزيز دور ميناء طنجة المتوسطي، فإنه وحسب المصدر نفسه "يعكس رؤية المغرب نحو تنمية مستدامة وشاملة تشمل مختلف القطاعات الاقتصادية. كما أنه يدعم استراتيجية المملكة لتطوير البنية التحتية وتوطيد العلاقات الاقتصادية مع الشركاء الدوليين. وبهذا، يؤكد المغرب ريادته في المنطقة كمحور اقتصادي وتجاري استراتيجي، مما يساهم في تعزيز النمو الاقتصادي وخلق المزيد من فرص العمل".
