الرباط تتجه نحو توقيع اتفاق عسكري ضخم مع باكستان يشمل تصنيع أسلحة فوق التراب المغربي

في خطوة استراتيجية جديدة تعكس تطور الشراكات العسكرية للمملكة، كشفت مصادر عسكرية مطلعة أن المغرب وباكستان على وشك توقيع اتفاق تعاون عسكري شامل، يهدف إلى تعزيز التحالف الدفاعي المتنامي بين البلدين، مع التركيز على نقل التكنولوجيا العسكرية والإنتاج المشترك للأسلحة فوق التراب المغربي.

الاتفاق المرتقب، وفق نفس المصادر، سيشمل بنوداً متقدمة تتعلق بإنتاج معدات حربية باكستانية داخل المغرب، في إطار توطين الصناعات الدفاعية وتعزيز الاستقلالية العسكرية للمملكة.

وتُعد باكستان من الدول الرائدة في مجال التصنيع الحربي، إذ تُشرف على هذا القطاع الحيوي مؤسسات مثل هيئة الإنتاج الدفاعي (DPE) ومجمع الصناعات الثقيلة في تاكسيلا (HIT) والمجمع الجوي الباكستاني (PAC)، الذي تأسس عام 1971، ويُعد اليوم من أبرز مراكز تطوير الطائرات الحربية والتقنيات العسكرية في جنوب آسيا.

ومن أبرز المنتجات العسكرية الباكستانية التي قد يكون لها مستقبل في السوق المغربية: الدبابة "الخالد" ودبابة "الضرغام" ومركبات مدرعة متنوعة وذخائر ثقيلة وأسلحة خفيفة، إلى جانب مقاتلة JF-17 Thunder، التي تم تطويرها بالتعاون مع الصين ويتم إنتاج نسخها المطوّرة بشكل مستقل منذ سنة 2010.

وتعود جذور هذا التعاون إلى زيارة رسمية أجراها الجنرال قمر جاويد باجوا، رئيس أركان الجيش الباكستاني، إلى الرباط في فبراير 2020، حيث تم الاتفاق على توسيع الشراكة العسكرية بين البلدين. كما قام الجنرال محمد گديه، المفتش العام للقوات الجوية الملكية، في نوفمبر 2024، بزيارة إلى إسلام آباد التقى خلالها نظيره الباكستاني، المشير زهير أحمد بابِر صدّو، حيث تم التباحث في أوجه التعاون الجوي والتقني.

ويأتي الإعلان عن هذا الاتفاق المنتظر في سياق إقليمي بالغ الحساسية، إذ أن الهند، الخصم التاريخي لباكستان، كانت قد بدأت بدورها تعزيز حضورها الصناعي العسكري في المغرب، من خلال شراكة أُعلنت في سبتمبر 2024 مع مجموعة "تاتا" الهندية لإنتاج عربات قتالية برية من طراز WhAP 8x8.

ويرى مراقبون أن الرباط، من خلال هذه التحركات المتوازنة، تفتح أبواب تعاون متعدد الأطراف، وتراهن على الاستفادة من خبرات القوى الآسيوية الناشئة في الصناعات الدفاعية، لتأمين مكانة متقدمة للمغرب ضمن خارطة القوى الإقليمية الصاعدة في مجال الأمن والدفاع.