أخبارنا المغربية- عبد المومن حاج علي
مع انطلاق موسم جني الزيتون، وجد منتجو وزان أنفسهم أمام واقع يهدد سمعة الزيت الذي اشتهرت به المنطقة تاريخيا، حيث أصبح المستهلك يواجه صعوبة في التمييز بين الزيت الأصلي والزيوت المستوردة أو المنتجة من أصناف غير بورية، وهو ما دفع العديد من الفلاحين والفاعلين المحليين إلى إصدار تحذيرات رسمية ومباشرة للمستهلكين.
وأكد أيوب، الذي دأب على الانتقال لإقليم وزان بحر كل موسم جني للزيتون من أجل التجارة في "الزيت الوزانية" أن هذه الأخيرة المعروفة بجودتها العالية وطابعها الجبلي المميز، لم تدخل إلى الأسواق بشكل فعلي هذا الموسم، مستغربا من انتشار حملات ترويجية مكثفة لها عبر مواقع التواصل الاجتماعي، حيث شدد على أن الزيت التي يروجها التجار كـ"وزانية" مستخلصة في الحقيقة من أصناف سقوية مستقدمة من نواحي مدينة "ݣرسيف"، ولا تحمل النكهة الحقيقية للزيت البوري، وتفتقر إلى المكونات الغذائية المميزة للزيت الأصلي، كما أن لونها يتغير مع الأيام.
وجعل هذا الواقع ثمن الزيتون المحلي في إقليم وزان يتعرض لضغوط كبيرة أيضا، حيث شهدت الأسواق انخفاضا ملموسا في الأسعار بسبب دخول كميات كبيرة من الزيتون المستورد من أقاليم أخرى، ما أثر على مردودية المنتج المحلي وأدى إلى تدني الطلب عليه، إذ وفي الوقت الذي يتراوح فيه ثمن الزيتون الوزاني البوري بين 6 و7 دراهم للكيلوغرام الواحد، يباع الزيتون المستقدم بين 4 و5 دراهم فقط، ويصل ثمن اللتر من زيت الزيتون المستقدم إلى حوالي 45 درهما مقابل 60 درهما للزيت المحلي، ما يعكس الفجوة بين الجودة والتسويق.
وتؤكد مصادر مهنية من داخل القطاع أن جل المعاصر داخل الإقليم تعتمد على الزيتون المستقدم من خارج وزان، وأحيانا من أصناف مخصصة للتصبير لا للعصر، لتغطية الطلب الكبير، مستغلة شهرة الإقليم وسمعته التاريخية، حيث وفي هذا السياق، حذر المنتجون المحليون المستهلكين من الانجرار وراء الإعلانات المضللة، مشددين على ضرورة التزود من مصادر موثوقة، خصوصا الفلاحين المعروفين بزيتهم الجبلي الأصلي، إذ إن الكميات الحقيقية المتاحة من زيت وزان قليلة جدا، وغالبا ما يحتفظ بها أصحابها للاستهلاك العائلي.
ويشير الفاعلون المحليون إلى أن الزيت الحقيقي يتميز بنكهته الجبلية القوية ومكوناته الغذائية العالية، وهي صفات يصعب تقليدها في الزيوت المستخلصة من الأصناف السريعة الإنتاج، حيث يكفي التذوق للتمييز بين الزيت الأصلي والمغشوش، ويضيفون أن استغلال اسم وزان في هذا الموسم، عبر تسويق زيوت غير أصلية على أنها وزانية، يشكل خطرا على سمعة الإقليم، ويستدعي تحركا فوريا لحماية المنتجين والمستهلكين على حد سواء.
وفي ظل هذا الوضع، يظل وعي المستهلك مسألة جوهرية لضمان الحصول على منتج أصيل يحافظ على الجودة التاريخية لزيت وزان، بعيدا عن ضجيج الإعلانات الممولة والزيوت المغشوشة، بينما يواصل المنتجون المحليون رفع صوتهم للتحذير من المضار الاقتصادية والاجتماعية لهذه الظاهرة، مؤكدين أن الزيت الوزاني الحقيقي سيظل نادرا، محفوظا لأصحابه، وفخرا للإقليم الذي عرف على الدوام بتميزه في إنتاج زيتون عالي الجودة.

اب محمد
لا تبخسو ناس اشياءهم
ارد على كل من يحاول المس بجودة زيت كرسيف او نواحيها وخصوصا منطقة اوطاط الحاج لكي يزكي زيت منطقته انت لم تعرفها جيدا فهي تصنف من اجود الزيوت بالمغرب.ا