لاعبو الجزائر يتحدثون عن مواجهة الكونغو وحضور زيدان في ملعب مولاي الحسن

ولاية أمن وجدة تستعد لتأمين ليلة رأس السنة بتلوينات متنوعة من رجال الأمن

نظرية المؤامرة..جزائريون من قلب الرباط يصدمون حفيظ دراجي بأجوبة لن يتوقعها

ولاية أمن تطوان تعبئ مختلف وحداتها لتأمين احتفالات رأس السنة الميلادية

تحت الأمطار.. استعدادات أمنية مكثفة لتأمين احتفالات رأس السنة الميلادية بفاس

موظفو المالية يخوضون وقفة احتجاجية وطنية رفضا لمقتضيات القانون 14.25

اعتماد متزايد وجدل صحي… طماطم مغربية ملوثة بالكادميوم تثير القلق في إسبانيا

اعتماد متزايد وجدل صحي… طماطم مغربية ملوثة بالكادميوم تثير القلق في إسبانيا

أخبارنا المغربية- علاء المصطفاوي

تحولت الواردات الفلاحية القادمة من المغرب خلال السنوات الأخيرة إلى ركيزة أساسية في تأمين الإمدادات الغذائية بإسبانيا وضمان استمرارية عمل جزء كبير من سلاسل التوزيع الكبرى. 

ووفق معطيات رسمية صادرة عن كاتب الدولة الإسباني في التجارة، فقد عرفت هذه الواردات قفزة غير مسبوقة خلال العقد الأخير، إذ ارتفع حجمها من 354 ألف طن سنة 2014 إلى أزيد من 712 ألف طن سنة 2024، أي بزيادة تقارب 100 في المائة، ما يعكس درجة متقدمة من الترابط والاعتماد المتبادل بين الرباط ومدريد في المجال الفلاحي الغذائي، حسب صحيفة لاراثون.

هذا الارتفاع الكبير لم يمر دون تأثير، سواء على الاقتصاد الإسباني أو على قطاع البيع بالتجزئة، حيث تعتمد عدة سلاسل تجارية كبرى على كميات مهمة من الخضر والفواكه المغربية، ما يسمح بالحفاظ على أسعار تنافسية وضمان التزويد المنتظم طيلة السنة، خصوصاً خلال الفترات التي يغيب فيها الإنتاج المحلي. كما تشكل هذه المبادلات جزءاً من شبكة تجارية معقدة تحرك ملايين اليوروهات وتؤثر بشكل مباشر في الميزان التجاري واللوجستيك والتخطيط الغذائي على الصعيد الوطني.

غير أن هذا الاعتماد المتزايد أعاد إلى الواجهة هواجس السلامة الصحية، عقب رصد مستويات مرتفعة من معدن الكادميوم في شحنة من الطماطم المستوردة من المغرب إلى إسبانيا. وقد جرى التبليغ عن هذه الحالة عبر نظام الإنذار السريع للأغذية والأعلاف التابع للاتحاد الأوروبي، وهو آلية مخصصة للإخطار الفوري بالمخاطر المحتملة على الصحة العامة. وبحسب موقع “هورتوينفو” المتخصص، فإن الشحنة، رغم تسجيل التجاوز، سُمح بدخولها إلى السوق الإسبانية وتم تسويقها.

القانون الأوروبي واضح في هذا الشأن، إذ يحدد التنظيم (UE) رقم 2023/915 الحد الأقصى المسموح به لمادة الكادميوم في الطماطم في 0.05 مليغرام في الكيلوغرام الواحد. غير أن التحاليل التي أُجريت على هذه الشحنة كشفت عن تركيز بلغ 0.068 مليغرام، أي فوق السقف القانوني، ما استدعى إخطار السلطات المختصة على مستوى الاتحاد الأوروبي.

ويُصنف الكادميوم ضمن المعادن الثقيلة شديدة السمية، إذ يشكل وجوده في الأغذية خطراً حقيقياً على صحة الإنسان. فالتعرض لكميات مرتفعة قد يؤدي إلى اضطرابات حادة على مستوى الجهاز الهضمي، في حين أن التعرض المزمن يسمح بتراكمه في الجسم، خصوصاً في الكليتين والكبد، ما قد يفضي على المدى البعيد إلى أضرار كلوية وهشاشة في العظام ومضاعفات صحية خطيرة.

وفي هذا السياق، تشدد الهيئة الأوروبية لسلامة الأغذية على ضرورة تقليص التعرض لهذا الملوث، محددة المدخول الأسبوعي المقبول في 2.5 ميكروغرام لكل كيلوغرام من وزن الجسم. وهو مؤشر يسلط الضوء على أهمية احترام المعايير القانونية بدقة، خاصة في ظل الاستهلاك اليومي للخضر الأساسية مثل الطماطم.

ويعود تسرب الكادميوم إلى المنتجات الفلاحية إلى عدة عوامل، من بينها استعمال الأسمدة الفوسفاطية، أو السقي بمياه ملوثة، أو وجود المعدن أصلاً في التربة. وبمجرد امتصاصه عبر الجذور، ينتقل إلى باقي أجزاء النبات، بما فيها الثمار، ما يجعل منه ملوثاً صامتاً وخطيراً، ويطرح تساؤلات جدية حول فعالية المراقبة في بلد المنشأ وعلى مستوى الحدود، حمايةً لصحة المستهلك الأوروبي.


هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

*
*
*
ملحوظة
  • التعليقات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
  • من شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات
المقالات الأكثر مشاهدة