أخبارنا المغربية
محمد باجي
نظم أساتذة وأطر مؤسسة فاطمة الزهراء التأهيلية وقفة احتجاجية قبالة عمالة إقليم خنيفرة صبيحة يوم الإثنين 30 أكتوبر 2011 للتعريف بقضيتهم التي تهم وتخص فضاء العمل والتدريس المحفوف بالمخاطر نتيجة البنية التحتية المتهالكة والهشة والمتوازية مع الإهمال واللامبالاة من قبل مصالح النيابة الإقليمية للتعليم بخنيفرة ، وقد ندد الأطر والأساتذة المحتجون بكل هذه الممارسات اللامسؤولة ودخلوا في مقاطعة غير محددة للعمل إلى حين الوقوف على مكامن هذا الإهمال وتحديد المسؤوليات بخصوص الوضع المزري الذي يتهدد مؤسسة عملهم وحياتهم وحياة التلاميذ الداخليين والخارجيين .
هذا وتوصلنا بملف متكامل حول الوضع الحالي للمؤسسة مدعوما بالشهادات والصور الصادمة لمرافقها ، حيث يعرف الفضاء الداخلي للمؤسسة كثرة المتلاشيات من كراسي مكسورة وبقايا أفرشة ووسائد استغنى عليها القسم الداخلي وكذلك قطع حديدية أكلها الصدأ ، كل هذا موجود بالقرب من فضاء التلميذ ويهدده بالحريق والذي سيؤدي إلى إحراق القسم الداخلي لا قدر الله. وجوده المجاور للمطبخ و مطعم الداخلية قد يؤدي إلى حالات تسمم لا يحمد عقباها نظرا لكون تلك المتلاشيات تعد ملاذا للجرذان والقطط وباقي الحشرات. بالإضافة إلى القراديات التي تتخذ من ألياف الصوف عالما لها و ستؤدي بدورها إلي تفشي أمراض الحساسية و الأوبئة الأخرى .
من جهة أخرى تعرف المؤسسة انتشارا واسعا للزجاج المنكسر وانعدام الأقفال وأيدي الأبواب وشقوقا في الجدران ، كما تعرف أيضا اقتلاع صباغة الجدران وإتلافا كبيرا للمصابيح الكهربائية نتيجة التوتر العالي للتيار الكهربائي .
هذا ولم يلتزم المقاول بتنفيد ماتمت الإشارة إليه في محضر المعاينة 13/10/2010 حتى حدود الساعة إذ لم يسجل أي تقدم في الأشغال، مما يجعل التلميذات الداخليات معرضات لبرد الشتاء القارس ويستعملن ملابسهن والكارطون مكان زجاج النوافد. ويعاني الأساتذة أيضا فالقاعات بدون نوافد والأبواب بدون أقفال و الزجاج مكسر مما يجعل قاعة الدرس مسرحا للتيارات الهوائية. والصورة أفضل بكثير من تعبيرمطول .
أما الجدران فحدث ولا حرج فإلى جانب التشققات والتصدعات فإن طلاءها يتفتت يوما بعد يوم بفعل تشبعها بمياه الأمطار فهي كما تقول إحدى الشهادات تجسد مقولة : " كل ما بني على باطل فهو باطل " .
وبخصوص الانفتاح الذي تعرفه هذه المؤسسة عن محيطها الخارجي، يتساءل السادة الأساتذة عن جدوى الميثاق الوطني للتربية والتكوين وانفتاح المؤسسة على المحيط الخارجي فالمؤسسة محطمة الأسوار و ملاذ للحيوانات الأليفة ومكان آمن لمعاقرة القنينات ليلا من قبل المتشردين .
إن هذه المؤسسة التي لم يسعفها الحظ بحكم موقعها البعيد عن أنظار الأحياء "تتوسط مقبرتين"، بقيت منفية ولم يطلها أي تغيير رغم الأصوات المتعالية لرجال ونساء التعليم العاملين بها، وليس من العيب هنا أن نذكر أن بعض المؤسسات الموجودة في الواجهة كمؤسسة طارق بن زياد و ابو القاسم الزياني تم هدم أسوارها واستبدلت بأسوار أخرى تليق بقارعة الطريق، مع العلم أنها متينة. أما مؤسسة فاطمة الزهراء ، فلازالت تطالب المقاول بتفنيد ما ورد في محضر المعاينة يوم 13/10/2010 وقد تأكد بالفعل والملموس التواطؤ المكشوف بين المقاول ومصالح التعمير بنيابة الإقليم بصيغة الفساد والنهب وتعريض حياة العاملين بالمؤسسة والتلاميذ للخطر حيث أن منزل المدير مهدد هو الآخر بالإنهيار .
هذا وعُلم أن لجنة من أطر المؤسسة قد تم استقبالها من قبل الكاتب العام لعمالة الإقليم بعد الوقفة الإحتجاجية التي نظموها ، ومن بين المطالب التي تم رفعها والتي سبق أن تم رفعها ، محاسبة المسؤولين عن الوضع من مصالح البنايات والتجهيز والمقاول صاحب الصفقة الأولى ثم المقاول صاحب الصفقة الثانية والتي جاءت في زخم الإحتجاجات ، وإصلاح المؤسسة اعتمادا على صفقة مدروسة بعناية ومستوفية لكل ترتيبات جدول التحملات ، إضافة إلى تزويد المؤسسة بالوسائل البيداغوجية الكافية من مكاتب وسبورات وغيرها وتوسيع مختبر العلوم الفيزيائية والتراجع الفوري على الإقتطاعات التي تمت في حق بعض الأساتذة رغم إدلائهم بتبريرات موثقة كما طالب المعنيون بالتزام من طرف المسؤولين يؤكد ان حياتهم ليست في خطر .
