أخبارنا المغربية
أخبارنا المغربية: عبدالاله بوسحابة
في خضم السجال القائم حول جشع عدد من أرباب المؤسسات التعليمية الخاصة، الذين طالبوا أباء وأولياء تلاميذهم بضرورة سداد الأقساط الشهرية عن المدة التي توقفت فيها الدراسة تزامنا مع انتشار فيروس كورونا، وفي خطوة تروم رد الاعتبار للمدرسة العمومية، قرر عدد من قدماء تلاميذ ثانوية "الأمير مولاي عبد الله" بالصخيرات، إحداث مجموعة فيسبوكية، استهلت أول الأمر بنشر صور تعود بمشتركيها إلى ذكريات الزمن الجميل، حيث كانت فرصة سانحة جدا للعديد منهم من أجل تجديد العهد بهذه المؤسسة التي ساهمت في تخريج أجيال ناجحة استطاعت أن تثبت ذاتها كقوة فاعلة في المجتمع.
عقب ذلك، وبعد أن ارتفع عدد مشتركي هذه المجموعة الفيسبوكية المسماة " قدماء ثانوية الأمير مولاي عبد الله بالصخيرات"، قرر رواد هذه المجموعة إطلاق فكرة ذكية جدا، تهدف إلى التعريف بالنماذج الناجحة التي تخرجت من هذه المؤسسة، والهدف بطبيعة الحال، هو تحفيز الجيل الحالي، وتصحيح بعض المفاهيم الخاطئة التي تقول أن "المدرسة العمومية" لم تعد قادرة على إنتاج كفاءات في المستوى، حيث بادر شباب المجموعة في نشر ورقات تعريفية حول تلاميذ "مروا من هنا" أي من ثانوية الأمير، فأصبح منهم القاضي، والمهندس، والأستاذ، الإعلامي، ومنهم غادر البلاد وصار يدرس الطب والكيمياء ووو.. حيث تفاجئ الجميع بالكم الهائل لعدد المتفوقين الذين تخرجوا من هذه المؤسسة "العمومية".
كما قام شباب المجموعة أيضا بخطوة جميلة تجاه أساتذهم السابقين في مختلف المواد، حيث قاموا بنشر صورهم، وانطلق الكل في ذكر مناقبهم وكذا الذكريات الجميلة التي جمعتهم بهم، وكان الهدف من ذلك إعادة الإعتبار لـ "الأستاذ(ة)" الذي أضحى مهمشا بشكل مخيف، على اعتبار أن بداية إصلاح المنظومة التعليمية تطلق بتكريم "الأستاذ" والرفع من قيمته، وهي المبادرة التي لاقت استحسان الجميع، بل وساهمت في ربط الماضي بالحاضر وتجديد روابط المحبة والتقدير والإحترام بين الأجيال التي مرت من ثانوية الأمير.
هذا ومن المنتظر أن تشكل هذه المجموعة الفيسبوكية الجديدة، رافعة من أجل تحقيق الإقلاع المنشود للتعليم بمدينة الصخيرات، من خلال تسخير كل الجهود لتشجيع ودعم تلاميذ المؤسسة الحاليين، كل حسب تخصصه، والمساهمة في وضع قطيعة مع الفترة التي عاشت على وقع التقهقر، فحقيق أن الظروف والمنظومة تغيرت بشكل كبير، لكن لا ضير في أن تصبح هذه المجموعة الفيسبوكية نموذجا لـ "التثقيف بالنظير"، وتعزيز آلية "التعليم عن بعد" التي يسعى المغرب إلى تفعيلها، من خلال دعم التلاميذ بدروس تقوية عبر المجموعة وحل عديد من المشاكل العالقة بالنسبة للفئة التي ليس بوسعها توفير مصاريف دروس الدعم، عربونا من أفرادها عن تقديرهم وشكرهم الجزيل لكل الأساتذة الذين كان لهم الفضل فيما هم عليه اليوم من نعم وفضل.




