الرئيسية | مستجدات التعليم | على بعد 3 أسابع من انطلاقه...غموض كبير يلف الدخول المدرسي و"التعليم عن بعد" يثير هواجس الجميع

على بعد 3 أسابع من انطلاقه...غموض كبير يلف الدخول المدرسي و"التعليم عن بعد" يثير هواجس الجميع

بواسطة
حجم الخط: Decrease font Enlarge font
على بعد 3 أسابع من انطلاقه...غموض كبير يلف الدخول المدرسي و"التعليم عن بعد" يثير هواجس الجميع
 

بقلم : منير الحردول

في ظل الجدل القائم، حول مدى نجاح مايسمى التعليم عن بعد، وارتباطاته بالوضعية الوبائية التي اجتاحت العالم، وخلفت هلعا كبيرا في صفوف التجمعات السكانية، وما تبعها من قرارات جريئة وشجاعة وتاريخية، اتخدتها حكمة الدولة المغربية، رغم الوضعية الصعبة، للاقتصاد الوطني من جراء الجفاف، وإغلاق الحدود، البرية والجوية البحرية، مما سيؤثر لا محالة على قطاعات مهمة، يعتمد عليها الاقتصاد المغربي، خصوصا المرتبطة بالخدمات كالسياحة وغيرها، وانعكاسات تأثيرها على عشرات الآلاف من اليد العاملة وملايين الأسر.

لكن وبما أن الحياة أقدس، فلا أحد سيجادل الدولة في حكمتها، إن أقدمت على المزيد من الإجراءات المتشددة، بهدف كبح الاستهتار المرتبط بالتحركات السكانية ككل، لأن التجربة، والعبرة جوهر القرارات الشجاعة، التي سنتها مؤسسات الدولة المغربية، وبالأخص المؤسسة الملكية، التي تتابع الأمر عن كثب وتبصر تام ومستمر.

 

وبالعودة للاستعدادات المرتبطة بالدخول المدرسي القريب والمرتقب، والذي يزداد غموضا كلما اقترب، مع ما تطرحه إشكالية التعليم والتعلم عن بعد! فالواقع يؤكد أن هناك فرق شاسع بين الأجرأة الفعلية للقرار بين التعليم العالي، الذي وضع أسس ذلك، بالاعتماد على متخصصين في المعلوميات والنظم الحديثة، بغية تيسير الأمر للأساتذة، لتوجيه محاضراتهم إلى فئة طلابية واعية، ومسؤولة قادرة على الاستيعاب، والفهم والادراك، بحكم مستواها العمري والادراكي لتقدير الأمور الصعبة، والظرفية الحرجة للوضع العام ككل.

 

وبين التعليم المدرسي، وبالضبط سلكي الابتدائي والاعدادي، وبالأقل الثانوي التأهيلي، فهذه الفئة تحتاج للمواكبة في كل شيء، ومن الصعب إن لم نقل من المستحيل، أن تكوم لهذه الفئة العمرية، القدرة على التعامل مع هذا النوع من التلقين، أي التعليم عن بعد، فهذه الفئة تحتاج للمراقبة الدائمة، بحكم أن طبيعتها ميالة أكثر للعب، ومن تم، فالتعامل معها يتطلب نوعا من الصرامة، والانضباط للزمن، و القدرة على المكوث أمام هذا النوع من التعليم مدة أطول، وجل الأسر المغربية، تعاني الفقر والهشاشة، ناهيك عن ظروف العيش الصعبة، والخوف النفسي، الذي يستحيل أن يدفع الأسر نحو الزام هؤلاء الأبناء بتتبع البرامج التعليمية، سواء في الرابعة أو الوسائل التواصلية الأخرى، والتي بالمناسبة متوفرة وبسيطة وشاملة لجميع المواد بدون استثناء، ويبقى المشكل كيفية الوصول إليها، وتحفيز الناشئة لتتبعها.

 

علاوة على ذلك، فهذه الطريقة تؤثر على أهم المبادئ المرتبطة بالعملية التعليمية، كتكافؤ الفرص والمساواة في التلقي، والفهم والادراك على مستوي الفئة المستهدفة، و ارتباط ذلك بخصوصية التلاميذ والأسر الثقافية، ووضعيتهم الاجتماية الاقتصادية.

هذا مع الاختلاف التام، الموجود بين الجهات والاقاليم والمدن والقرى، والمداشر والأحياء، ومواقع المؤسسات التعليمية، وبعدها أو قربها، وتلاميذ وتلميذات الداخليات، ووضعية المدارس الجماعاتية وهكذا دواليك.

 

كما أن تغطية صبيب الأنترنيت، تختلف من مكان إلى لآخر، حيث لا يمكن اسقاط شيء، وتعميمه على الجميع، فهناك أسر كثيرة لا تتوفر على حواسيب، أو لا تشترك في الخطوط المرتبطة بالانترنيت، أو لا تتوفر بحكم إمكانياتها عل القدرة على تعبئة الموصلات أو الهاتف، فه

ناهيك عن عراقيل أخرى كثيرة يصعب جردها في ظل هذا المعطى الحتمي، المرتبط بالوباء، والذي تحاول الوزارة الوصية التعامل معه وفق تدبير أزمة وبائية غير متحكم بها وفيها مفتوحة على كل الاحتمالات، وكل سكان الارض معنيون بها.

 

فتنويع طرق الايصال مهمة صعبة، لكن ليست مستحيلة، فالمعلومة التعليمية سهلة، و قد تتوفر بطرق عصرية، عبر وسائل الاتصال الحديثة، أو عن طريق أمور كلاسيكية كطبع الدروس أو غيرها، لكن المشكل الجوهري هو عدم التأكد أن هناك تفاعل مع الأمر، أو وجود ميول أو رغبة في التعلم، بحكم طبيعة الفترة العمرية للناشئة، ومن تم من الصعب الجزم في نجاح هذه التجربة، فلو كانت ناجحة لتبنتها الدول المتقدمة التي تتفوق علينا في الوسائل والعتاد والتكنولوجيا التواصلية، وتخلت عن ملايير الدولارات التي تصرفها على المدارس والمعاهد المختلفة!

 

أمام الوضع الحالي، ولتفادي الضغط النفسي، والمادي المستمر على الأسر، والتلاميذ والمدرسة، والوزارة في هذه الأوقات العصيبة، فالحل الأمثل يقتضي نوعا من الجرأة والغيرة الوطنية ، في التعامل بمرونة الاستثناء، وليس التهويل الاعلامي، في مجال توقف الدراسة الاحترازي والمفيد للجميع دون استثناء.

إذ أن التعليم عن بعد لحد كتابة هذه السطور، أثار جدلا ولا زال يثير الجدل في الكثير من دول العالم، ولعل النقاش الحالي في بعض البلدان الأوربية والأمريكيتين، حول فعاليته والقدرة على مسايرة مناهجه للمستهدفين أصبحت على المحك، إذ أن أغلب الخبراء أجمعوا على تأثيره النفسي وحتى العضوي على الأسر والتلاميذ(ت)، خصوصا الفئات العمرية المرتبطة بالتعليمين الأولي والابتدائي، بالإضافة إلى الإعدادي وبدرجة أقل الثانوي التأهيلي. فصعوبة تقويم هذا النوع من التعليم على مستوى الاستيعاب، والفهم، والادراك، في غياب مقاييس موضوعية لذلك، تبقى مؤكدة. كما أن الأرقام تشير إلى تراجع الاهتمام والمتابعة لهذا النوع من التعليم، المرتبط بالطوارئ لدى أغلب أبناء وبنات المدارس.

بيد أن الاستثناء، يفرض هذا النموذج رغب الإكراهات، والإرغامات الموضوعية، التي تواجه نسق ومنظومة هذا النوع من التعليم، غير المؤسس على قاعدة التجهيزات الحديثة و غير المعممة على الجميع، والصعب من حيث تطبيق مختلف أشكال طرق التدريس والبيداغوجيات الحديثة.

 

فرغم كل هذا الجدل! الأكيد والمؤكد، أن الكل سيعود إلى مكانه الطبيعي، في حالة تمكنت البلاد من تخطي هذا المصاب الطارئ ،فالوطن، و سلامة المواطنين، أغلى وأهم من كل شيء.

مجموع المشاهدات: 7935 |  مشاركة في:

الإشتراك في تعليقات نظام RSS عدد التعليقات (8 تعليق)

1 | غيور
اظن انه في ظل الوضعية الوباءية التي تستفحل يوما عن يوم وما يصاحب ذلك من ارتفاع كبير في سرعة تفشي الفيروس ونسبة الفتك ؛ وبما ان عملية التعليم عن بعد تعتبر فاشلة نظرا لعدة عوامل لا حصر لها ؛ منها عدم تكافؤ الفرص لكل تلاميذ المغرب ؛ وعدم الامكانيات لدى الغالبية العظمى وخاصة في القرى والارياف؛ زد على ذلك كيف ستكون الاختبارات والمراقبة؟ لذا فان سنة بيضاء تلوح في الافق في ظل الوضعية الراهنة المقلقة
مقبول مرفوض
2
2020/08/12 - 06:44
2 | مواطن
مقال فضفاض
قرأت المقال و لم أجد أي شيء جديد و لا اي توصية عملية مقال وقف في الوسط بمعنى .....لي درتوه زوين و مافينا ميخدم بغينا غ نعيشو.... بالنسبة لي على القطاع الخاص اجراة على الاقل ٧٠ في % حضوري مع إجراءات التباعد . ١٥ تلميذ في القسم بالنسبة للقطاع العام يحب دراسة الحالات و هذه مناسبة ذهبية للدولة لقتل التعليم العمومي كما فعل بن شعبون امس مع بعض شركات الدولة... كورونا فرصة لا تعوض لتفعيل بعض السياسات
مقبول مرفوض
0
2020/08/12 - 06:45
3 | متتبع
لا للسرعة
المهم هو عدم الزام الآباء بالمصاريف الى حين وضوح الوضع الدراسي لهذه السنة
مقبول مرفوض
2
2020/08/12 - 07:01
4 | يوسف
رأي
سلام نعم للتعليم عن بعد
مقبول مرفوض
2
2020/08/12 - 07:27
5 | Informaticien
Logiciel de formation a distance
Durant la période du confinement j'ai crée un logiciel spécifique pour chaque école Cad la base de données contient les professeurs et les élèves de chaque école Le prof publie les cours et les exercices Il peut connaître la date et l'heure a à laquelle les élèves ont consulté les cours et les exercices et quand est ce ils ont répondu aux devoirs Chaque prof est responsable de ses élèves et de son travail Login et mot de passe pour chaque prof et chaque élève Mon tel 0661204520 وكدلك نطلب من الله ان يرفع عنا هادا الوباء ونرجع لحياتنا العادية
مقبول مرفوض
0
2020/08/12 - 07:35
6 | احمد
وجهة نظر
التعليم عن بعد لا يعطي اكله وفاشل الى حد الان. يجب على المسؤولين في التربية ان يبحثوا على حلول ناجعة للموسم الدراسي اكرر ان التعليم عن بعد سيدمر اطفالنا خاصة الابتدائي والاعدادي .ناهيك عن غلاء المعيشة بكل اشكالها. ابحثوا عن الخبراء لإنقاد الموسم الدراسي.والله ولي التوفيق
مقبول مرفوض
-1
2020/08/12 - 07:36
7 | توفيق
وجهة نظر
لنلزم أبنائنا البيت إلى أن يتضح الأمر و لا داعي للتهويل ومن البداية نعرب عن موقفنا الرافض للتعليم عن بعد بالكيفية التي كانت عليه الموسم الماضي.
مقبول مرفوض
1
2020/08/12 - 10:12
8 | اب تلميذ
الحل الانجع
النقل المدرسي المكتظ بؤرة. الساحات المدرسية بؤرة. الأقسام المكتظة بالتلاميذ بؤرة. الحل الانجع لحماية الأطفال واسرهم من الفيروس اللعين هو التعليم عن بعد في ظل تفشي الوباء وقاية لا طفالنا من الإصابة بالمرض. وكل الذين يؤكدون على التعليم الحضوري هم نفسهم من سبحمل الوزارة كامل المسؤولية لو قدر الله وانتشر الوباء في صفوف الأطفال. الحذر ثم الحذر قبل وقوع الكارثة.
مقبول مرفوض
0
2020/08/13 - 08:59
المجموع: 8 | عرض: 1 - 8

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

التعليقات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع

من شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات

مقالات ساخنة