أخبارنا المغربية
أخبارنا المغربية: عبدالاله بوسحابة
على بعد أيام قليلة جدا من الدخول المدرسي الجديد، لازال الغموض يلف هذا الموضوع الذي يشغل بال الرأي العام الوطني، حول ما إن كانت الوزارة ستعتمد مرة أخرى نظام "التعليم عن بعد" بسبب استمرار انتشار فيروس كورونا في جل ربوع المملكة، أم أنها "ستقامر" بأرواح التلاميذ والطلبة ومعهم الأطر التعليمية والتربوية، وتقرر اعتماد "التعليم الحضوري" رغم الوضع القلق الذي تعيش على وقعه جل المدن المغربية حاليا.
مصادر مطلعة أكدت أن "لوبي التعليم الخصوصي" يضغط بكل قواه من أجل اعتماد "التعليم الحضوري" رغم الظروف العصيبة التي تمر بها البلاد بسبب بسبب الجائحة، بيد أن الوزارة الوصية لم تحرك الساكن حيال هذا الموضوع، بل ولم تكشف إلى حدود اللحظة، عن خطتها لانطلاق الموسم الدراسي الجديد، الأمر الذي ألهب نيران "الشائعات"، بين قائل أن الوزارة ربما تتجه نحو تأجيل انطلاق الموسم الدراسي إلى حين انفراج هذه الأزمة، وبين قائل أنها قد تضطر إلى اعتماد نظام "التعليم عن بعد" حتى إشعار آخر، وبين من يقول أن الدراسة ستنطلق "حضوريا" في موعدها المحدد.
مصادر أخرى استبعدت الطرح الأخير (التعليم الحضوري)، عطفا على الأعداد الهائلة للتلاميذ والطلبة والمتدربين وأيضا الأطر التربوية، التي لا يمكن المجازفة بها، سيما في هذه الظرفية التي تعرف ارتفاعا "مهولا" فيما يتعلق بعدد الإصابات المسجلة، حيث تشير آخر الإحصائيات المتعلقة بقطاع التعليم أن العدد الإجمالي للتلاميذ والطلبة والمتدربين برسم الموسم التربوي الأخير، بلغ 9 ملايين و898 ألف، موزعين بين 8 ملايين و 208 ألف تلميذة وتلميذ، علاوة على ما يفوق عن 680 ألف متدربة ومتدرب بالتكوين المهني، بالإضافة إلى حوالي 263 ألف و335 أستاذة وأستاذ، موزعين على 11 ألف و 228 مؤسسة تعليمية، وهنا يمكن بحسب نفس المصادر، تخيل حجم الخطر الذي يهدد البلاد في حال اعتماد نظام "التعليم الحضوري"، وحتى لو افترضنا أن الدولة فكرت في إخضاع كل هؤلاء لتحاليل كوفيد 19، فلا شيء يمنع من انتقال العدوى إليهم مباشرة بعد ظهور النتائج السلبية.
إلى ذلك، فقد طالب عدد من المهتمين بالشأن التعليمي، وزير التعليم، بضرورة الشروع في شرح وتوضيح التدابير المزمع اتخاذها قبيل انطلاق الموسم الدراسي، تفاديا لوقوع أي ارتباك أو بلبلة، سيما أن انطلاق الموسم الدراسي الجديد لم تعد تفصلنا عنه سوى أيام قليلة جدا، مؤكدين أن "نجاح" هذه العملية لا يمكن ان يتم في معزل عن إشراك الجميع في الموضوع، حيث الظرفية تفرض "تعبئة وطنية" كبيرة، بل إصدارات "الدقيقة 90" التي لن تكون في صالح الجميع.
