أخبارنا المغربية - عبد الإله بوسحابة
صادق أعضاء المجلس الإداري للأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين لجهة الرباط سلا القنيطرة، بالإجماع، على الحصيلة المرحلية لتنزيل خارطة الطريق 2022–2026، وعلى برنامج العمل الجهوي ومشروع ميزانية سنة 2026، وذلك خلال دورة دجنبر للمجلس الإداري المنعقدة أمس الأربعاء 17 دجنبر 2025، بقاعة الاجتماعات الكبرى بحي الرياض بالرباط، برئاسة السيد محمد سعد برادة، وزير التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة.

وانطلقت أشغال هذه الدورة بكلمة افتتاحية ألقاها وزير التعليم، أكد فيها أن انعقاد المجالس الإدارية للأكاديميات يشكل محطة أساسية لتقييم حصيلة تنزيل المشاريع الإصلاحية على المستوى الجهوي، و فرصة لحث مختلف الفاعلين والشركاء على تسريع وتيرة تنزيل الأوراش ذات الأولوية، التي رُصدت لها اعتمادات مالية مهمة ضمن الميزانية القطاعية. كما دعا إلى توحيد الجهود وتعزيز الانخراط الجماعي لإنجاح ورش الإصلاح التربوي، باعتباره في صلب المشروع المجتمعي، مبرزًا أهمية النجاعة والفعالية في التنزيل الميداني.

وعقب ذلك، تمت تلاوة تقارير اللجان الدائمة المنبثقة عن المجلس الإداري والمصادقة عليها، قبل أن يقدم السيد محمد عواج، مدير الأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين لجهة الرباط سلا القنيطرة، عرضًا مفصلًا تناول الحصيلة المرحلية لتنزيل خارطة الطريق 2022–2026 وتنفيذ برامج الإطار الإجرائي برسم سنتي 2024–2025، إلى جانب برنامج العمل الجهوي ومشروع ميزانية 2026، و مخطط التكوين المستمر، ومشروع النظام الداخلي النموذجي لمؤسسات التربية والتعليم العمومي المتضمن لميثاق التلميذ(ة)، فضلاً عن مشروع تقرير الأداء برسم سنة 2025.

وقد تميزت المناقشة العامة، التي أعقبت العرض، بنقاش أكاديمي رفيع المستوى، انصب على تثمين المكتسبات المحققة، وتقديم مقترحات بناءة لتعزيز مردودية المنظومة التربوية الجهوية وضمان شروط النجاح الأمثل لتنزيل خارطة الطريق الإصلاحية. وتُوجت هذه المناقشة، التي تخللتها توضيحات هامة من طرف السيد الوزير والسيد مدير الأكاديمية، بالمصادقة بالإجماع على جميع النقاط المدرجة في جدول الأعمال.

كما عرفت هذه الدورة، في ختام أشغالها، توقيع اتفاقية شراكة مع المديرية الجهوية للتعاون الوطني في مجال التربية الدامجة لفائدة التلاميذ في وضعية إعاقة أو وضعيات خاصة، إضافة إلى توقيع اتفاقية شراكة مع جمعية "أتيل" لدعم التربية والتكوين والمساهمة في الحد من الهدر المدرسي.
وفي أعقاب هذا اللقاء، أوضح "عواج" عبر تصريح خص به موقع "أخبارنا"، أن انعقاد المجلس الإداري شكل محطة تقييم دقيقة لحصيلة سنة 2025 وبرنامج العمل والميزانية المتوقعة لسنة 2026، مبرزًا أن العرض التوجيهي للسيد وزير التربية الوطنية سلط الضوء على أبرز التحديات والرهانات المستقبلية للإصلاح.

كما أوضح مدير أكاديمية الرباط أن من بين أبرز خلاصات هذا اللقاء تسجيل تقدم مهم في تنزيل برنامج "مؤسسات الريادة" على مستوى الجهة، حيث تجاوزت نسبة التعميم في التعليم الابتدائي 80 في المائة، وهو معدل يفوق بشكل واضح المعدل الوطني، مشيرًا إلى أن 44.5 بالمائة من هذه المؤسسات توجد بالوسط القروي، إضافة إلى استفادة 34 فرعية قروية من خدمات مؤسسات الريادة.
وأضاف أن المؤشرات التربوية، سواء من خلال التتبع الداخلي الذي تقوم به الأطر التربوية والإدارية وهيئة التفتيش، أو عبر التقييمات الخارجية للمنظومة، تُبرز تحسنًا ملحوظًا في مستوى التعلمات لدى التلميذات والتلاميذ، مؤكدًا في الوقت ذاته أن تحدي الجودة يظل مطروحًا، خاصة على مستوى التعليم الإعدادي، حيث لم تتجاوز نسبة تعميم برنامج الريادة 29 بالمائة.

إلى جانب ذلك، سجل مدير الأكاديمية أن هذه الدورة تميزت، ولأول مرة على الصعيد الوطني، بإعطاء الكلمة للمديرين الإقليميين داخل أشغال المجلس الإداري، حيث قدم المدراء الإقليميين السبعة عروضا مفصلة حول مؤشرات الأداء والنجاعة الداخلية، ومستويات النجاح، ونسب الهدر المدرسي، ونتائج الامتحانات الإشهادية، وفي مقدمتها البكالوريا، والتي وصفها بالنتائج المتميزة.
وختم "عواج" تصريحه بالتأكيد على أن لغة الأرقام، والصراحة في تشخيص التحديات، وروح التعبئة والانخراط التي عبر عنها مختلف المتدخلين، من سلطات ترابية ومنتخبين وشركاء اجتماعيين وهيئات تمثيلية، تعكس إرادة جماعية قوية لإنجاح ورش الإصلاح التربوي، وتحقيق الأهداف المسطرة، بما يجعل المدرسة العمومية رافعة حقيقية للتنمية والعدالة المجالية.
