أطباء مغاربة وأجانب يقاربون بالداخلة اضطرابات النوم وتأثيراتها على حياة الفرد والمجتمع

التأم أطباء مغاربة وأجانب، اليوم الخميس بالداخلة، لبحث ودراسة مشاكل واضطرابات النوم وتأثيراتها الصحية والاقتصادية على حياة الفرد والمجتمع.

جاء ذلك خلال انطلاق أشغال المؤتمر الثالث للفدرالية المغربية لطب النوم واليقظة والمؤتمر الثاني للجمعية الفرنسية - المغربية للنوم، اللذين ينعقدان، بشكل مشترك، بتعاون مع مرصد النوم لفدرالية أخصائيي أمراض الرئة والجهاز التنفسي.

ويأتي التنظيم المشترك لهذين المؤتمرين تتويجا لأشهر من التحضير والتبادل والشراكة المثمرة بين الجمعيات الوطنية والدولية العاملة في هذا المجال، من أجل دعم جهود التوعية بالاضطرابات التي تؤثر في الجهاز التنفسي لدى الإنسان وتحرمه لذة النوم.

ويشكل هذا الملتقى الدولي، الذي يحضره حوالي 240 طبيبا مختصا في أمراض الرئة والجهاز التنفسي والأمراض النفسية وأمراض الأنف والحنجرة والدماغ، مناسبة لإجراء دراسات ومناقشات علمية تهدف إلى تعزيز وسائل علاج مشاكل التنفس الليلي التي تترتب عنها مضاعفات خطيرة على القلب والشرايين والرئة والجهاز العصبي.

وقال السيد محمد الإبراهيمي، رئيس الفدرالية المغربية لطب النوم واليقظة والطبيب المختص في أمراض الجهاز التنفسي، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، إن هذا الملتقى الطبي، الذي يجمع عشرات الأطباء من المغرب والخارج، يهتم بمشاكل توقف التنفس والشخير واضطرابات النوم ذات الصلة عند الأطفال والبالغين على حد سواء.

وأضاف السيد الإبراهيمي، الذي يشغل أيضا منصب رئيس الجمعية الفرنسية - المغربية للنوم، أن هذه الاضطرابات تنجم عنها عواقب وخيمة على صحة الأطفال ومستوى تمدرسهم، كما تتسبب في مضاعفات صحية خطيرة (أمراض القلب والشرايين والضغط ..) لدى الأشخاص البالغين.

وأشار إلى أن مثل هذه اللقاءات الدولية تسعى إلى التحسيس بضرورة اتخاذ عدد من التدابير الوقائية أو العلاجية لحل مشكل اضطرابات النوم ونقص التنفس، مؤكدا أن الشخير ليس بالمشكل العادي بل يرتبط باضطرابات تنفسية من شأنها التأثير سلبا على حياة الإنسان.

من جانبه، قال السيد محمادين بوبكري، رئيس الهيئة الوطنية للأطباء، إن هذا اللقاء الدولي يهدف إلى الإحاطة بمرض اضطراب النوم، الذي يرتبط علاجه بعدد من التخصصات المتشعبة، معربا عن أمله في أن يخرج اللقاء بتوصيات لعلاج مرضى الشخير ومشاكل النوم.

ومن جهتها، أكدت السيدة إيمان القنديلي، وهي طبيبة نفسية ومعالجة سلوكية مختصة في أمراض النوم والاضطرابات العصبية المرتبطة بها، أن هذا اللقاء الدولي يتوخى تسليط الضوء على التأثيرات العضوية والنفسية الخطيرة التي تتسبب فيها اضطرابات النوم، والتي تعد محفزا قويا لظهور أمراض مزمنة كالقلب والسكري والأرق وغيرها.

وبهذه المناسبة، قدم السيد عبد الإله المدني، الطبيب المختص في الأمراض العصبية عند الأطفال، عرضا حول مشاكل النوم لدى الأطفال من ذوي الاحتياجات الخاصة، لاسيما الذين يعانون من مرض الصرع الذي يؤثر بشكل كبير على النوم ونمو قشرة الدماغ التي تتسم عادة بنوع من الهشاشة.

كما تطرق السيد المدني، خلال هذه الورشة، إلى فئة الأطفال ثلاثيي الصبغي 21، الذين يعانون من ثقل اللسان، ما يتسبب لهم في اختناقات ومشاكل في النوم والاستيقاظ.

ويحضر أشغال هذا الملتقى العلمي الدولي، كضيف شرف، رائد الفضاء الروسي أنطون شكابليروف، الذي أمضى في الفضاء 533 يوما و05 ساعات و31 دقيقة، خلال تسع رحلات فضائية وإقامة في المحطة الفضائية الدولية، ليحكي عن التأثيرات السلبية للإقامة بالفضاء على حصة النوم لدى رواد الفضاء.

وفي هذا الصدد، أشار شكابليروف إلى أن إقامته في المحطة الفضائية الدولية، التي تدور حول الأرض 16 مرة في كل 24 ساعة، تجعله أمام فترة الفجر عند كل ساعة ونصف، مما يؤثر بشكل كبير على رواد الفضاء من حيث كفايتهم من النوم، ويضطرهم إلى الاحتماء في أماكن مظلمة من المحطة الفضائية، بالإضافة إلى مشكل آخر يتمثل في هدير المحركات التي تغكل باستمرار بالمحطة.

وسيناقش هذا الملتقى مواضيع، من بينها على الخصوص، "مضاعفات الشخير وتوقف التنفس عند الطفل" و"مضاعفات الشخير عند الإنسان البالغ: المضاعفات على القلب والجهاز التنفسي" و"مضاعفات الشخير على الجهاز البولي".

وتميزت الجلسة الافتتاحية لهذا الملتقى الطبي الوطني والدولي المشترك، الذي يحتضنه قصر المؤتمرات بالداخلة خلال الفترة ما بين 12 و16 يونيو الجاري، بحضور والي جهة الداخلة - وادي الذهب عامل إقليم وادي الذهب، لمين بنعمر، وعامل إقليم أوسرد عبد الرحمان الجوهري، وعدد من المنتخبين ورؤساء المصالح الخارجية وشخصيات مدنية وعسكرية.