لماذا يواصل المغرب معالجة مرضاه بـ"الكلوروكين" رغم تحذيرات منظمة الصحة؟
أخبارنا المغربية - محمد اسليم
رغم توصيات منظمة الصحية العالمية بوقف علاج المرضى المصابين بفيروس "كورونا" المستجد بعقار "هيدروكسي كلوروكين"، والذي تبعه قرار وزارة الصحة الفرنسية بوقف استعمال العقار المذكور نهائياً، إلا أن وزارة الصحة المغربية إرتأت العكس، ما طرح العديد من الإستفهامات وسط مواقع التواصل الإجتماعي، والتي تساءلت عن خلفية القرار المغربي... هل هي سياسية أم مالية اقتصادية أم فعلا صحية علمية؟
عضو باللجنة التقنية والعلمية بوزارة الصحة، والمُخول لها البث في مثل هذه القرارات الصحية، أكد في تصريح صحفي للزميلة "تيل كيل"، أن "المغرب سوف يستمر في منح عقار (هيدروكسي كلوروكين)، موضحا أن اللجنة العلمية اطلعت على توصيات منظمة الصحة العالمية بشأن استعمال عقار (هيدروكسي كلوروكين)، وسجلت عددا من الملاحظات بشأنها. قبل أن يضيف: "نحن لجنة تقنية وعلمية، نصدر التوصيات من منطلق الوازع الصحي وليس القرار السياسي".
المتحدث الذي رفض الكشف عن هويته أوضح أن الدراسة التي اعتمدتها المنظمة، لم تُشِر لمعطيات دقيقة بخصوص المصابين الذين توفوا بعد إصابتهم بالفيروس، مضيفا أن منظمة الصحة العالمية تعرضت لإنتقادات حادة في وقت سابق بسبب توصياتها بشأن إنفلونزا الخنازير، وأيضا بخصوص توصياتها حين ظهور فيروس (كورونا) المستجد، مشددا على أن المنظمة لم تتابع المرضى عن قرب وبشكل يومي، بل اعتمدت فقط على ملفاتهم الطبية.
المغرب وحسب عضو اللجنة، اختار علاج المرضى بـ(كوفيد -19) في بداية إصاباتهم، وقبل وصولهم إلى مرحلة دخول غرف الإنعاش، وأنه لم يعتمد فقط بروتوكول علاجي بـ(هيدروكسي كلوروكين)، بل اعتمد أيضاً بروتوكول تتبع المرضى، عبر دراسة يقوم بها المركز الوطني للتسممات، من خلال مراقبة الأعراض الجانبية للأدوية. فالمركز واكب علاج المرضى المصابين بالفيروس منذ البداية، ويتوصل بجميع الأعراض الجانبية التي تظهر عندهم، والتي تبقى جانبية إلى حدود اللحظة يؤكد عضو اللجنة.
المتحدث كشف كذلك أن الكلوروكين لا يستعمل بالمغرب إلا باتخاذ جميع الاحتياطات، فقبل إعطاء العقار لأي مريض، يتم إجراء تخطيط للقلب، وإن وجدت مشاكل على القلب لا يتم إعطاؤها الدواء، كما تجرى تحليلات لنسبة السكر في الدم والبوتاسيوم عند المصاب. وهناك حالات وبعد الشروع في البروتوكول العلاجي، ظهرت عندها أعراض جانبية غير طبيعية، فتم إيقافه، مع تأكيد الخبير العلمي أنها حالات قليلة جداً.
وللإشارة فوزير الصحة المغربي، خالد آيت الطالب، أصدر منشورا رقم 022، بتاريخ 23 مارس الأخير، أعلن فيه رسميًا بالسماح لكافة المستشفيات بالمغرب بالشروع في استخدام دواء “الكلوروكين” و “هيدروكسي كلوروكين” لعلاج المصابين بفيروس كورونا المستجد، وأكد أن القرار تم اتخاذه اتفاقا مع اللجنة التقنية والعلمية للبرنامج الوطني للوقاية ومراقبة الانفلونزا بالمغرب.
عدد التعليقات (6 تعليق)
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟