أخبارنا المغربية- حنان سلامة
يشهد المغرب في الآونة الأخيرة تفشيًا مقلقًا لداء الحصبة، المعروف محليًا بـ"بوحمرون"، حيث سجّلت المستشفيات المغربية أكثر من 25 ألف حالة إصابة، فيما تجاوزت الوفيات 120 حالة، معظمها من الأطفال.
الوضع يتفاقم يومًا بعد يوم، فيما تغيب التصريحات الرسمية عن وزير الصحة أو أي مسؤول حكومي، ما يزيد من حدة المخاوف الشعبية.
وشهدت العديد من المستشفيات، خاصة أقسام طب الأطفال، اكتظاظًا غير مسبوق، إذ يُبلغ الأطباء عن نقص في الأسرّة والتجهيزات الطبية الأساسية، بينما تقف الأطقم الصحية في مواجهة ضغوط هائلة بسبب العدد الكبير من الإصابات.
تشير مصادر طبية إلى أن سبب التفشي يعود جزئيًا إلى تراجع معدلات التلقيح ضد الحصبة، بعد جائحة كورونا، انخفضت نسبة الأطفال الذين يتلقون اللقاحات الأساسية بسبب توقف الحملات الوطنية وضعف الوعي الصحي لدى بعض الأسر، كما أسهمت المعلومات المغلوطة عن خطورة اللقاحات في إبعاد العديد من الأسر عن تلقيح أطفالها.
في ظل هذه الأزمة المتصاعدة، يلزم وزير الصحة ومسؤولو الحكومة الصمت، دون أي توضيحات حول أسباب هذا الانتشار أو الخطوات التي يتم اتخاذها للسيطرة عليه، هذا الصمت أثار غضبًا واسعًا على وسائل التواصل الاجتماعي، حيث يطالب المواطنون بتدخل عاجل وشفافية في تقديم المعلومات.
يبقى الوضع الحالي لداء "بوحمرون" في المغرب إنذارًا واضحًا بضرورة اتخاذ إجراءات استباقية للتعامل مع الأزمات الصحية، ففي غياب خطة واضحة وتحرك عاجل، فإن المرض قد يستمر في الانتشار، مهددًا حياة المزيد من الأطفال.
