أخبارنا المغربية - وكالات
يكشف خبراء الصحة أن الجفاف ليس مجرد شعور مزعج بالعطش أو صداع عابر، بل حالة قد تؤثر بشكل مباشر على صحة الجسم والنفس، حتى عند مستويات طفيفة. فقد أظهرت دراسة حديثة من جامعة ليفربول أن الأشخاص الذين يستهلكون أقل من 1.5 لتر من الماء يومياً ترتفع لديهم مستويات الكورتيزول، وهو هرمون التوتر الأساسي في الجسم.
ويؤدي نقص الترطيب إلى انخفاض الطاقة والإرهاق، إذ يعجز الجسم عن نقل الأكسجين والعناصر الغذائية بكفاءة، ما يضعف الأداء البدني. كما قد تظهر الرغبة الشديدة في تناول السكر وتزداد أعراض الحساسية نتيجة تغيّر التوازن الكيميائي في الدم.
ومن أبرز الآثار الأخرى، اختلال توازن الإلكتروليتات مثل الصوديوم والبوتاسيوم، ما يسبب تقلصات أو تشنجات عضلية قد تصل في الحالات القصوى إلى فقدان الوعي. كذلك، يُسرّع الجفاف من شيخوخة الجلد المبكرة ويجعله أقل مرونة وأكثر عرضة للتلف.
كما يُضعف الجفاف الجهاز القلبي الوعائي عبر انخفاض ضغط الدم نتيجة تراجع حجم الدم، وهو ما قد يهدد الحياة عند تطوره إلى صدمة نقص حجم الدم. ولا يتوقف الأمر هنا، إذ يتأثر الدماغ بشكل ملحوظ، حيث يضعف التركيز والذاكرة واتخاذ القرار، ما يشكل خطراً في مواقف تتطلب يقظة كبيرة كالقيادة.
وتشمل الآثار الأخرى رائحة الفم الكريهة بسبب قلة إفراز اللعاب، إضافة إلى زيادة احتمالات تكوّن حصى الكلى والتهابات المسالك البولية الناتجة عن تراكم المعادن والفضلات في البول.
في ضوء هذه النتائج، يشدد الأطباء على أن شرب كميات كافية من الماء يومياً لا يعد رفاهية، بل ضرورة أساسية لحماية الصحة الجسدية والعقلية على حد سواء.
