دويتشه فيله
حرقة مزعجة في البلعوم، وسرعان ما تبدأ أولى نوبات السعال. شعور مزعج بالفعل، ويزداد سوءا حين تكون في أول أيام إجازتك بعد أيام عمل طويلة متلاحقة، أيام الإجازة التي ينتظرها الكثيرون للراحة ولإنجاز الكثير من الأمور المتأخرة بسبب ساعات العمل الطويلة.
تصور يبعث على الأسى، إذ تتذكر أنك تودع طاولة المكتب إلى فراش المرض، ويبدو أن الجسم ينتقم لكل ساعات العمل الثقيلة، فتظهر أعراض البرد وآلام البلعوم والرأس والمفاصل. قد يبدو الأمر تناقضاً خيالياً، لكنها حقيقة تتكرر مع الكثير من الأشخاص.
شخص من كل خمسة يتعرضون للإصابة
في لغة أهل الطب تُسمى هذه الظاهرة "مرض وقت الراحة" Leisure Sickness. وما يتسبب بالمرض ليست الراحة المفاجئة التي يحصل عليها الجسم في وقت الفراغ، وإنما قلة الاسترخاء في المرحلة السابقة لوقت العطلة أو الإجازة. ففي دراسة لمعهد يوغوف لاستطلاعات الرأي أُجريت عام 2017، ثبت أن 22 بالمائة من أكثر من 2000 مشارك سبق لهم الإصابة بـ "مرض وقت الراحة".
وبذلك فإن كل خامس شخص سبقت له الإصابة به. 18 بالمائة من المستطلعة آرائهم أكدوا أنهم أُصيبوا بأعراض مرضية خلال عطل نهاية الأسبوع أو الإجازات من دون سبب واضح في العام الماضي. نذير المرض في أوقات الفراغ غالباً ما يكون ناتجاً عن الضغط النفسي في الدماغ.
في أوقات الإجهاد التام يلجأ الجسم إلى استخدام أنماط من رد الفعل التطوري. وهذا ما يدعوه البروفيسور مايكل شتارك، رئيس معهد العلاج السلوكي وأبحاث الإجهاد والتعب في هامبورغ الألمانية، بأنه "رد فعل الببر سيفيّ الأنياب" وهو من الحيوانات المنقرضة ويشبه النمر.
