أثار وباء كورونا الشك في نفس أم أمريكية لثلاثة أطفال بعد أن ظلت لفترة طويلة من أعضاء الجماعات المعارضة على الإنترنت للتحصين من الأمراض.
وفي الوقت الذي يواصل فيه علماء العالم وشركات الأدوية البحث عن علاج للفيروس يتأهب معارضون آخرون للتحصين لمعركة اعتراضاً على أي لقاح جديد قد تسفر عنه تلك الجهود.
ولهذه الجماعات المنتشرة في أنحاء مختلفة من العالم صوت مرتفع رغم صغرها، وهي تعتقد إن التحصين خدعة خطيرة ويرفض أفرادها تحصين أنفسهم أو أولادهم.
التحصين خدعة
تقول الأمريكية التي عرفت نفسها فقط باسم "ستيفاني" خوفاً من انتقام آخرين من المعارضين بشدة للتحصين منها إنها لم تحسم رأيها فيما يتعلق بقبول التحصين بلقاح لفيروس كورونا إذا ما توصل العلماء إليه.
وقالت ستيفاني: "بكل تأكيد فكرت في ذلك" مبدية شعورها بالإحباط لما تعتبره استهانة المناهضين للتحصين بخطورة الوباء. وأضافت "كلنا تأثرنا بهذا الفيروس. المدارس أغلقت والشباب في المستشفيات ومازالوا يقولون إنها خدعة".
تشكيك بفعالية اللقاح
وتابعت رويترز ما يدور من نقاش على الإنترنت بما في ذلك صفحات مغلقة على فيسبوك يتابعها أكثر من 200 ألف عضو وصفحات على تويتر ومقاطع فيديو على يوتيوب بمشاهدات تتجاوز 700 ألف مرة وبينت كلها وجود شكوك كبيرة في أن التعجل في طرح لقاح سيجعل اختباراته غير سليمة.
وقالت هايدي لارسون مديرة مشروع الثقة باللقاحات إن هذا كان هو السبب الرئيسي للقلق بشأن اللقاح الخاص بأنفلونزا الخنازير عندما انتشر هذا الوباء عام 2009.
وكان لقاح لأنفلونزا الخنازير أنتج على عجل في 1976 تسبب في إصابة 100 ألف شخص بمرض متلازمة جوليان باري وهو اضطراب يصيب الجهاز المناعي ويتسبب في الشلل وذلك وفقاً للمراكز الأمريكية لمكافحة الأمراض والوقاية منها.
115 لقاح لكورونا
ويقول التحالف من أجل ابتكارات الاستعداد للأوبئة وهو ائتلاف عالمي لتمويل تطوير اللقاحات وتنسيقها إن معاهد وشركات تعمل الآن على تطوير 115 لقاحاً لفيروس كورونا.
وقالت هولاند من منظمة الدفاع عن صحة الأطفال "رد فعل البعض للقاحات لا غبار عليه وآخرون يصابون بالشلل أو يتوفون".
ويجري مشروع الثقة باللقاحات دراسة ستستمر 18 شهراً يتابع فيها ما يدور من حوار على الإنترنت عن فيروس كورونا ويجري استطلاعات عالمية لقياس الاتجاهات فيما يتعلق بالتباعد الاجتماعي والعزلة وغسل الأيدي وترقب اللقاح.
وتقول لارسون مديرة المشروع إن الأغلبية العظمى متهلفة على إيجاد علاج سريع وذلك من واقع تحليل أكثر من ثلاثة ملايين تعليق يومياً في الفترة بين يناير كانون الثاني ومنتصف مارس آذار 2020.