الرئيسية | الأخـيـرة | مع صمت كورونا باحثون يحاولون سماع صوت الأرض

مع صمت كورونا باحثون يحاولون سماع صوت الأرض

بواسطة
حجم الخط: Decrease font Enlarge font
مع صمت كورونا باحثون يحاولون سماع صوت الأرض
 



هل للأرض صوت؟ يبدو أن لها صوتاً منتظماً يتردد مع حركة الطبقات التي تشكل جوفها. ولم يتح للباحثين أن يسمعوا صوت الأرض بهذا الوضوح والسبب هذه المرة: صمت الناس وهدوئهم، ونتيجة ذلك، بات من السهل تشخيص إشارات الأصوات التي تنبئ بالزلازل. وهذا خبر سعيد لعلماء فيزياء طبقات الأرض لأنه بات بوسعهم أن يلتقطوا أصوات الاهتزازات الميكروية (الأمواج الزلزالية) التي تحدث في جوف الأرض.

ولعل سكان الأرض يجهلون أنّ قطاراتهم ورافعاتهم الثقيلة وناقلات النفط العملاقة والتجارب النووية وملايين السيارات والشاحنات والدراجات الناريةالتي تدبّ فوق سطح الأرض وحتى طواحين الهواء التي تولّد الطاقة تجعل الأرض تهتز. هذه الاهتزازات تجري في النهار أكثر منها في الليل كما يشير تقرير نشرته وكالة الأنباء الألمانية وتناقلته بمزيد من البحث مواقع وصحف عدة من بينها جريدة "برلينر تسايتونغ" الصادرة في برلين.

أمنا الأرض تهتز بشدة أيام العمل خلال الأسبوع ويقل اهتزازها في عطل نهاية الأسبوع والمناسبات العامة، لدرجة أنّ هذه الاهتزازات تطغى على صوت حركة طبقات الأرض ويغمر حركتها الزلزالية الدائمة.

لكن، ما لم يتأثر بعزلة كورونا هو محطات قياس الحركة الزلزالية، فقد حافظت على مستويات إشاراتها، وبينها 300 محطة منتشرة في عموم ألمانيا، ويبدو أن الباحثين متأكدون أن النتائج التي تسجلها هذه المحطات ستوفر للآخرين معطيات وقاعدة بيانات تخدم الدراسات حول هذا الموضوع في السنوات المقبلة. الأهم في هذه النتائج بعيداً عن مصطلحات علم طبقات الأرض المتخصصة، أنّ سماع وتسجيل الاهتزازات الميكروية في جوف الأرض سيتيح للعلماء التنبؤ بأماكن الزلازل والهزات الأرضية الكبرى المقبلة.

وطبقا لتقرير نشره موقع "سي أن أن" حول هذا الموضوع، فإنّ موقع الرصد الزلزالي الملكي في بروكسل كان أول من سجل ظاهرة تناقص حركة القشرة الأرضية العليا، لأن نسبة الضوضاء في عاصمة بلجيكا قد تدنت بنسبة تصل إلى 50 في المائة عما كانت عليه، منذ النصف الثاني من شهر آذار/ مارس عام 2020.

في العادة تُبنى محطات الرصد الزلزالي خارج المدن، حيث تقل الضوضاء، فيسهل على الأجهزة تسجيل الاهتزازات العميقة في باطن الأرض، لكن المحطة التي نتكلم عنها في بروكسل عاصمة الاتحاد الأوروبي قد شيدت قبل قرن، ومع التوسع السكاني والحضري طوّقت الأبنية والشوارع المحطة فلم تعد نائية عن مصادر الضجيج. ونشر الباحثون في هذه المحطة على تويتر تغريدة احتوت على مخطط للاهتزاز الزلزالي خلال فترة صمت كورونا، وجاء في التغريدة " تعمل كوادرنا بلا انقطاع، فيما تواصل الأرض اهتزازها، وتتراوح ذبذبات حركتها بين 1 إلى 20 Hz وأغلبها يعزى إلى النشاط البشري (السيارات والقطارات والمصانع)، وقد تدنى كل ذلك منذ فرض الحكومة تدابير العزل بسبب كورونا".

ورغم هذا التطور الهام، فإنّ قدرة الراصدين والباحثين على تحديد موعد الزلزال المقبل ما زالت محدودة، لكن بات بوسعهم تحديد موقع الزلزال المقبل ومدى قوته، وهذا يجعل من استشارات علماء الرصد الزلزالي حاسمة في دعم خطط الساسة لبناء مصالح ومصانع عبر العالم، لأنّ بوسعهم تحديد أين يجب أن تكون المباني معدّة لتحمل الزلازل والتكيف مع الهزات الناتجة عنها، كما بات بوسعهم تحديد الأماكن التي لا يوصى فيها بأنشاء مشاريع ومصانع كيماوية.

مجموع المشاهدات: 1377 |  مشاركة في:

الإشتراك في تعليقات نظام RSS عدد التعليقات (0 تعليق)

المجموع: | عرض:

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

التعليقات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع

من شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات

مقالات ساخنة