أخبارنا المغربية - وكالات
أصبحت ناطحة سحاب ضخمة تُعرف باسم برج ديفيد موطناً لآلاف الأشخاص في فنزويلا، الذين ليس لديهم مكان آخر يذهبون إليه.
وبعد أن تركتها الحكومة غير مكتملة، تحولت ناطحة السحاب إلى حي فقير عمودي يحكمه مجرم سابق يُعرف باسم "إل نينو" أو "الصبي"، وهو سيد الأحياء الفقيرة لذي يحكم 3000 شخص يعيشون هناك بقبضة من حديد.. حتى أن الطاغية كان معروفاً بتقطيع منافسيه وإلقائهم من سطح البرج في الأيام الأولى من حكمه.
وأصبح البرج وملك الأحياء الفقيرة سيئا السمعة لدرجة أنهما ظهرا في سلسلة أفلام الإثارة الأمريكية Homeland.
وبدأت عمليات البناء في عام 1990 في المبنى المكون من 45 طابقاً، والذي كان من المفترض في البداية أن يكون مركزاً للمنطقة المالية بالمدينة.. وبعد وفاة المستثمر الرئيسي في عام 1993، سيطرت الحكومة على المبنى، لكنها فشلت في استكماله، وتُركت المباني الستة التي يتكون منها المجمع من دون مصاعد وكهرباء ومياه جارية ونوافذ وحتى جدران.
وفي عام 1998، شجع رئيس البلاد، هوغو تشافيز، الفقراء على الاستيلاء على المبنى الفارغ والمطالبة به باعتباره ملكهم.. وبحلول عام 2007، انتقل عدد متزايد من الفقراء إلى ثالث أعلى ناطحة سحاب في فنزويلا، مشكّلة مدينة داخل المدينة.
ورسم السكان صورة تشافيز على الجدران، وقاموا بتزويد الكهرباء لخمسين عائلة في كل طابق، بل واستولوا على مهبط طائرات الهليكوبتر على سطحه.. كما تمكن السكان أيضاً من توصيل المياه الجارية إلى الطابق الثاني والعشرين.. وحتى أن أولئك الذين يعيشون فيما يُحتمل أن يكون أطول حي فقير في العالم، قاموا بتطوير البنية التحتية الخاصة بهم، مع مجموعة من المتاجر والحراس والبوابات الكهربائية.
وكان من المقرر أن يكون المبنى المكون من 105 طوابق جوهرة تاج العاصمة من حيث الإقامة السياحية.. ومع ذلك، توقفت الخطط الكبرى لناطحة السحاب المترامية الأطراف منذ أكثر من 30 عاماً عندما انهار اقتصاد البلاد.. وتوقف أعمال البناء في أواخر عام 2020 بعد أن أدرك المطورون أن المبنى يبلغ ميله 3 بوصات.
وظل المبنى الذي لم يمسه أحد والذي تبلغ مساحته 200 ألف قدم مربع في طي النسيان وسط سنوات من المعارك القانونية، بحسب صحيفة ذا صن البريطانية.