أخبارنا المغربية- حنان سلامة
في خطوة أثارت موجة غضب واسعة في الأوساط الحقوقية والإعلامية، أقدمت شركة "مايكروسوفت" الأمريكية العملاقة على طرد المهندسة المغربية إبتـهال أبو سعد من عملها، بعدما عبّرت بشكل علني وشجاع عن رفضها تورط الشركة في تزويد الجيش الإسرائيلي بتقنيات الذكاء الاصطناعي.
المهندسة المغربية، التي كانت تشتغل بقسم الذكاء الاصطناعي بمقر الشركة في كندا، لم تصمت أمام ما وصفته بـ"التواطؤ التكنولوجي"، وقررت مواجهة إدارة الشركة خلال احتفال بمرور نصف قرن على تأسيس "مايكروسوفت"، حيث قاطعت الرئيس التنفيذي لقسم الذكاء الاصطناعي، مصطفى سليمان، معبرة عن احتجاجها على العقود الموقعة مع جيش الاحتلال.
رد الشركة كان سريعا، حيث كشفت قناة "CNBC" الأمريكية أن إبتهال تلقت مكالمة مفاجئة من قسم الموارد البشرية، تم خلالها إبلاغها بقرار الفصل الفوري بدعوى "سوء السلوك والإهمال المتعمد للواجب"، وفق ما ورد في وثائق رسمية حصلت عليها الشبكة.
لكن خلفيات القرار، حسب المتتبعين، ترتبط مباشرة بموقفها الإنساني الجريء الرافض لاستخدام الذكاء الاصطناعي في استهداف المدنيين بقطاع غزة، من خلال عقود تقدم بموجبها "مايكروسوفت" خدمات تحديد المواقع الجغرافية والنطاقات لصالح الجيش الإسرائيلي.
مواقع التواصل الاجتماعي اشتعلت بعد انتشار مقطع الفيديو الذي يوثق لحظة الاحتجاج، وسط تضامن واسع مع إبتهال التي اعتبرها كثيرون "صوت الضمير الحي داخل منظومة تكنولوجية فقدت بوصلتها الأخلاقية".
واعتبر نشطاء أن مايكروسوفت "ترتكب خطأً جسيماً بمحاولة إسكات الأصوات الحرة داخلها"، داعين إلى حملة ضغط دولية لمحاسبة الشركات المتورطة في دعم جرائم الحرب عبر أدوات الذكاء الاصطناعي.
