أخبارنا المغربية - وكالات
اجتاحت مواقع التواصل الاجتماعي في العراق ظاهرة مثيرة للجدل عُرفت باسم "كعكات المرحوم"، بعدما تداول آلاف المستخدمين صوراً ومقاطع فيديو لكعك مزين بعبارات الرثاء وآيات قرآنية وصور للمتوفين، في مشهد وُصف بأنه "صادم وغير مسبوق". أثار هذا المشهد حالة من الغضب والاستغراب، وسط اتهامات بالإساءة إلى طقوس العزاء وانتهاك حرمة الموت.
أعاد الكثير من المعلقين التشديد على رفضهم القاطع لهذا التقليد المستحدث، الذي رأى فيه كثيرون "انزلاقاً غير مقبول في التعبير عن الحزن"، معتبرين أن الكعكة التي تُصنع عادةً لأفراح الميلاد والزفاف لا يجوز تحويلها إلى وسيلة لرثاء الموتى. وجاء في تعليق لأحد المستخدمين الغاضبين: "لم يعُد يوجد حرمة لا للموت ولا للحزن، ربي يهدي من خلق"، فيما وصف آخرون الظاهرة بأنها "بدعة تمس بالعقيدة والتقاليد العراقية الأصيلة".
وفي الوقت نفسه، أعرب البعض عن دهشتهم من سرعة انتشار هذه الظاهرة، التي لم يتّضح حتى الآن من أطلقها، لكنها تحوّلت إلى "ترند" في أيام قليلة، بعد أن تبنتها بعض العائلات في مناسبات "السابع والأربعين"، وقام آخرون بنشر صور لها على المنصات الرقمية دون وعي بتداعياتها الرمزية والدينية.
أظهرت الصور المتداولة كعكات تحمل عبارات مثل: "سابعة المرحومة أم هادي، إنا لله وإنا إليه راجعون"، وصوراً مطبوعة للمتوفين، وهو ما اعتبره رجال دين وناشطون نوعاً من "الاستخفاف بالألم الجماعي" و"تجسيداً غير لائق للحداد". وأعادت هذه المشاهد إشعال نقاش قديم في العراق حول التأثير السلبي للتقليد الرقمي والمظاهر المستوردة على العادات المحلية.
وفي ظل عدم وجود رد رسمي من الجهات الدينية أو المؤسسات الاجتماعية حتى الآن، يطالب كثيرون بإطلاق حملة توعية للحد من انتشار هذه الممارسات، مؤكدين أن الحزن الحقيقي لا يحتاج إلى كعك مزيّن، بل إلى وقار واحترام وصدق في مشاعر الفقد.
