أخبارنا المغربية- علاء المصطفاوي
عادت أسطورة “الزئبق الأحمر” لتطل برأسها من جديد بالمغرب، بعد الإعلان عن تفكيك شبكة إجرامية بمراكش استطاعت الإيقاع بعدد كبير من الضحايا بوهم بيع مادة خيالية لطالما استغلتها عصابات النصب عبر العالم.
الخبر، الذي نقله موقع الجزيرة، أعاد إلى الواجهة واحدة من أكثر الخرافات انتشاراً في المنطقة، رغم سنوات من التوعية ومحاولات تفكيك هذا الوهم علمياً.
وبحسب التقارير، فقد استغلت الشبكة هوس بعض الأشخاص بالتنقيب غير القانوني عن الكنوز والمعادن النفيسة، وأقنعت ضحاياها بأن هذه المادة المزعومة تعمل كـ“مغناطيس” يكشف أماكن الدفائن. نفس الأساليب سبق استخدامها في مصر ودول أخرى، حيث نجحت عصابات في بيع الوهم للراغبين في الثراء السريع، مستغلين جهلهم وتعطشهم للربح الفوري.
وتجد خرافة “الزئبق الأحمر” بيئة خصبة عبر ثلاث دوائر تتغذى من بعضها: وهم الكنوز والشفاء، حيث تُسوق المادة كحلّ لكل شيء، من كشف الآثار إلى علاج الأمراض، بالإضافة إلى القوة الكبيرة لمواقع التواصل التي تُعيد تدوير الأساطير وتضخّمها، كما حدث في يوليوز الماضي حين روّج أحد المؤثرين المغاربة لاكتشاف “كنز” بسبب هذه المادة، أما الدائرة الثالثة فهي الطبيعة السرية للتنقيب غير المرخص، ما يجعل الضحايا فريسة سهلة للمحتالين بعيداً عن أي حماية قانونية.
الخرافة ليست جديدة، بل تعود إلى سبعينيات القرن الماضي حين روّجت المخابرات السوفياتية لمعلومات مضللة حول مادة سرية تدخل في صناعة الأسلحة النووية، بغرض استدراج تجار السلاح والمجموعات المتطرفة. وبعد انهيار الاتحاد السوفياتي، تبيّن أن “الزئبق الأحمر” لم يكن سوى عملية تضليل واسعة، لكن الخرافة خرجت عن السيطرة وانتقلت إلى عالم الأساطير الشعبية في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا.
علماء الآثار وخبراء المصريات، مثل المؤرخ بسام الشماع، أكدوا مراراً أن هذه المادة لم يُعثر عليها في أي مقبرة مصرية، ولا وجود لها في أي نص فرعوني، لكن ذلك لم يمنع المحتالين من استغلال الجهل العلمي، خاصة بعد حادثة “التابوت الأحمر” بالإسكندرية قبل 7 سنوات، التي روّج خلالها صحفي أجنبي لمعلومة مضللة قبل أن تثبت التحاليل أن السائل مجرد مياه صرف صحي.
وفي الجانب العلمي، يوضّح المتخصصون أن ما يسمى بـ“الزئبق الأحمر” في الكيمياء القديمة لا يعدو أن يكون صبغة معروفة باسم كبريتيد الزئبق، استُخدمت تاريخياً في تلوين المخطوطات، ولا تمتلك أي خواص خارقة. وتُظهر الدراسات أن هذه المادة، وإن كانت حقيقية، لا علاقة لها بالسحر أو كشف الكنوز أو قدرات نووية كما تُشاع.
الحادثة الأخيرة بمراكش أعادت النقاش حول ضرورة تكثيف التوعية العلمية لمواجهة النصب باسم “الزئبق الأحمر”، خاصة مع ازدياد نشاط المحتالين في الفضاء الرقمي. ورغم عشرات التحذيرات، يبدو أن الخرافة ما تزال تجد طريقها إلى عقول الباحثين عن الربح السريع، في غياب وعي علمي كافٍ يجعلهم في مأمن من شبكات الإحتيال.

الكعكة الصفراء
مغربي1956
الكعكة الصفراء و الزئبق الأحمر يعطيك قوة تجعلك محط أنظار الجميع يهابونك و يستمعون الى كلامك و تصبح الآمر الناهي في عالم القوي يأكل فيه الضعيف خصوصا و أنت لك موقع يتمناه الجميع