أخبارنا المغربية ـ وكالات
كشفت أعمال تنقيب جديدة في موقع دار "بون سيكور" لرعاية الأمهات والأطفال في بلدة توام الأيرلندية عن وجود مقبرة ثانية، يُرجح أنها تضم رفات عشرات الرضّع، ما أعاد إلى الواجهة مأساة الأطفال الذين توفّوا داخل المؤسسة التي أدارتها راهبات كاثوليكيات طوال القرن الماضي.
وأكد مكتب مدير التدخل المُصرّح به (ODAIT) وجود "أدلة قاطعة" على موقع دفن جديد على بُعد أقل من 100 ياردة من خزان للصرف الصحي الذي كان قد اكتُشف في وقت سابق، ويُعتقد أنه يحتوي على رفات 796 طفلاً. وبدأت الحفريات في يوليو الماضي وأسفرت حتى الآن عن العثور على 11 رضيعاً داخل توابيت، أُرسلت لتحليل الحمض النووي.
وصرّح مدير المكتب، دانيال ماكسويني، أن أكثر من 160 شخصاً تواصلوا لتقديم عينات DNA على أمل التعرف إلى الضحايا، مشيراً إلى أن جهود المطابقة الجينية ستتواصل، وداعياً المزيد من الأقارب المحتملين للمشاركة.
تعود فصول هذه الفضيحة إلى منتصف القرن العشرين، حين كانت مؤسسات مثل "المنزل" تجبر الأمهات غير المتزوجات على الولادة في ظروف سرية، وتفصل الأطفال عنهن قسراً بهدف التبنّي دون موافقتهن. بينما تم تبنّي بعض الأطفال في دول بعيدة، تُوفي المئات داخل الدور دون تسجيل رسمي لمكان دفنهم.
وأعادت هذه الاكتشافات إلى الأذهان تقرير المؤرخة كاثرين كورليس عام 2014، الذي كشف أن نحو 798 رضيعاً توفّوا في دار توام بين 1925 و1961، ولم يُسجل دفن سوى اثنين منهم في مقبرة رسمية، ما فجّر موجة غضب دفعت الحكومة الأيرلندية لفتح تحقيق واسع في 14 مؤسسة مماثلة.
وكانت نتائج التحقيق الحكومي صادمة، إذ تحدثت عن "مستوى مروع" من وفيات الرضع وسوء المعاملة، ما دفع الحكومة إلى تقديم اعتذار رسمي عام 2021، تلاه اعتذار من راهبات بون سيكور، إلى جانب إطلاق برنامج تعويضات للضحايا وذويهم.
ومن المرتقب أن تستمر التحقيقات الجنائية وأعمال التنقيب في الموقع لعامين إضافيين، مع ترقّب واسع لنتائج التحاليل الجينية ومعرفة مصير المئات من الأطفال الذين لم تُكتب لهم حياة أو حتى قبر معروف.
