سلسلة "فخر المغرب": "مريم شديد"...أول عالمة أنثى تصل إلى القطب المتجمد الجنوبي

سلسلة "فخر المغرب": "مريم شديد"...أول عالمة أنثى تصل إلى القطب المتجمد الجنوبي

أخبارنا المغربية

أخبارنا المغربية : المهدي الوافي

البداية ستكون مع واحدة من أشهر علماء الفلك بفرنسا والعالم أجمع، ويتعلق الأمر بمريم شديد، ابنة حي درب السلطان الشعبي بالدار البيضاء ذات 50 سنة، من أسرة بسيطة تتكون من أبويين و6 إخوة، خريجة المدرسة العمومية المغربية، حيث تلقت تعليمها الأساسي والجامعي بالمغرب إلى أن حصلت على الإجازة في الفيزياء سنة 1990، لتنتقل بعدها إلى فرنسا لتتعقب حلمها وتتابع دراستها في جامعة نيس، وهناك حصلت على دبلوم الدراسات العليا المعمقة في علم الصورة في العلوم الكونية في عام 1993، وثلاث سنوات بعد ذلك ستحصل على شهادة الدكتوراه بمرتبة مشرّف جداً مع تهنئة من لجنة المناقشة.

تحضير مريم شديد للدكتوراه بأكبر مرصد فلكي في فرنسا، وهو مرصد يضم أضخم المناظير وغير مفتوح لغير الأوروبيين والأمريكيين، فتح لها المجال لاختيارها لاحقا ضمن أحسن علماء الفلك من أجل القيام ببعض المهمات العلمية الخاصة.
من اللحظات الأساسية في مسيرتها العلمية ، مكوثها أربع سنوات في صحراء أتاكاما بالتشيلي، تحكي عن تلك التجربة قائلة: "عشنا قساوة الظروف المناخية : جفاف منقطع النظير، ولا وجود للنبات والحيوانات والأمطار، لكن كان هناك أكبر تلسكوب في العالم".
في سنة 2002، وهو تاريخ عودتها إلى فرنسا، ستصبح حياتها أكثر استقرارا مع وظيفة قارة كعالمة فلك في المرصد الفلكي للكوت دازور، وبعدها أستاذة بكلية العلوم بنيس الفرنسية.
 
كما شاركت مريم في البعثة العلمية التي توجهت إلى أقصى جنوب الكرة الأرضية لإنشاء مرصد فلكي جديد هناك، لتصبح أول شخص مغربي وأول عالمة فلك أنثى تصل إلى قلب القارة القطبية الجنوبية، وأول من يزرع علما عربيا (العلم المغربي) في القارة القطبية الجنوبية في عام 2005 وفي درجة حرارة تقدر بناقص 80 درجة.
وتقول العالمة المغربية أن الفضل في اختيارها لهذا المجال العلمي غير المألوف يعود لشقيقها الذي أهداها عندما كانت في 12 من عمرها كتابا باللغة الفرنسية عن علم الفلك، وهو الكتاب الذي غير مسار حياتها.
سألها مرة عالم صيني يعمل بوكالة الفضاء الأميركية عن جوابها في حالة ما إذا اقترحت عليها "الناسا" السفر في مهمة علمية واستكشافية إلى "المريخ"، فردت عليه بأنها مستعدة لكل الاحتمالات وأنها ستقبل المهمة على الفور ومن دون تردد.
وتتويجا لمسارها العلمي الحافل بالإنجازات، حصلت مريم شديد على جائزة المرأة العربية في العلوم من جامعة ريجنت في لندن لعام (2015)، كما وشحها الملك محمد السادس بوسام ملكي تقديرا من جلالته لنبغوها، بالإضافة إلى إدراج مجلة فوربس لها باعتبارها أحد العلماء الثلاثة الأكثر إثارةً للاهتمام في العالم.

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

*
*
*
ملحوظة
  • التعليقات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
  • من شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات
المقالات الأكثر مشاهدة