في قلب "كامبريدج".. أكاديميون يقودون مبادرة لتعزيز الروابط التاريخية والثقافية بين المغرب وبريطانيا

في قلب "كامبريدج".. أكاديميون يقودون مبادرة لتعزيز الروابط التاريخية والثقافية بين المغرب وبريطانيا

أخبارنا المغربية - عبد الإله بوسحابة

شهدت جامعة كامبريدج بالمملكة المتحدة يومي 11 و12 ديسمبر 2025، تنظيم ندوة دولية رائدة حول العلاقات المغربية–البريطانية، تحت عنوان «الروابط المغربية–البريطانية»، في مبادرة علمية أشرف عليها فريق بحثي مغربي يقوده الدكتور أمين صوصي علوي، بتنظيم مشترك مع مركز الدراسات الإسلامية بجامعة كامبريدج، وبشراكة أكاديمية مع قسم الدراسات الآسيوية والشرق أوسطية بالجامعة. وتأتي هذه المبادرة في إطار رؤية مغربية واعية تهدف إلى تعزيز الريادة العلمية للمغرب عبر دبلوماسية أكاديمية نشطة، تسعى إلى إبراز العمق التاريخي والثقافي والاستراتيجي للعلاقات بين المغرب والمملكة المتحدة، وخلق مساحة للنقاش العلمي الرفيع داخل أعرق الجامعات العالمية.

تميزت الندوة بحضور نخبة من الأكاديميين والباحثين المغاربة إلى جانب نظرائهم البريطانيين من جامعات مرموقة مثل كامبريدج، وأكسفورد، وإدنبرة، ما أتاح حوارًا متعدد الزوايا حول التحولات الراهنة وآفاق التعاون المستقبلي بين المملكتين. وقد جاءت هذه الفعالية في سياق الجهود المستمرة لمركز الدراسات الإسلامية بجامعة كامبريدج لتعزيز البحث العلمي المتخصص في العلاقات التاريخية والثقافية بين بريطانيا والعالم الإسلامي، مع تركيز خاص على التجربة المغربية التي تشكل نموذجًا غنيًا في بناء علاقات دولية متوازنة ومستدامة.

وشارك في هذه الندوة سبعة أكاديميين مغاربة ، ويغطي وفدهم تخصصات متعددة شملت التاريخ، والأنثروبولوجيا، والاقتصاد، والإعلام والدبلوماسية العامة، ما سمح بتناول العلاقات المغربية–البريطانية من منظور متعدد التخصصات. وقدمت المداخلات المغربية رؤى متقدمة حول القوة الذكية والدبلوماسية الثقافية والتبادل العلمي، إضافة إلى دراسة التاريخ المشترك بين المملكتين واستشراف آفاق التعاون الاستراتيجي المستقبلي.

تناول الدكتور أمين صوصي علوي موضوع القوة الذكية ودبلوماسية المستقبل، مسلطًا الضوء على دور المغرب في تعزيز العلاقات المغربية–البريطانية من خلال أدوات ناعمة تستند إلى المعرفة والثقافة والابتكار. فيما ركزت الدكتورة فاطمة الزهراء صوصي علوي على الذكاء الثقافي وتبادل المعرفة كأداة قوة ناعمة في العلاقات الثنائية، مؤكدة على أن الفهم المتبادل للثقافات يساهم في بناء جسور قوية بين المجتمعات والمؤسسات.

من جهته، بحث الدكتور بدر كنون الجسور غير المرئية بين المغرب وبريطانيا، مستعرضًا كيفية إعادة رسم الحضور المغربي في بريطانيا عبر الثقافة والذاكرة، فيما قدم الدكتور محمد هموش دراسة حول تمثّلات الذات والآخر في أدب الرحلات المغربي–البريطاني، مسلطًا الضوء على دور الأدب في تشكيل صورة المغرب في الوعي البريطاني. كما استعرض الدكتور أحمد بن علي الريسوني البعثات التعليمية المغربية نحو بريطانيا خلال العهد العلوي، مسجلًا مساهمة هذه التجربة في بناء روابط تعليمية وثقافية مستدامة. وتناول الدكتور يونس السباح مسارات الرحلة من طنجة إلى لندن، موضحًا كيف ساهم التاريخ المشترك في تشكيل ديناميات التعاون الحالي بين البلدين، بينما ركز الدكتور محمد ياسين محمدي على التواصل الثقافي والإعلامي كأداة استراتيجية لتعزيز الشراكات المغربية–البريطانية.

تعكس هذه الندوة الديناميكية المغربية في دعم البحث العلمي والدبلوماسية الثقافية، وتجسد قدرة المغرب على استثمار المعرفة والبحث الأكاديمي كقوة ناعمة لتعزيز مكانته الاستراتيجية على المستوى الدولي. كما أنها تؤكد على أهمية الحوار الأكاديمي في بناء شراكات مستدامة، وتعزيز التفاهم بين الثقافات، بما يخدم مصلحة المغرب في تثبيت حضوره الأكاديمي والثقافي في أبرز الجامعات العالمية، ويبرز دوره الريادي في مجالات البحث العلمي والعلاقات الدولية.


هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

*
*
*
ملحوظة
  • التعليقات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
  • من شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات
المقالات الأكثر مشاهدة